الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القراءة تمنح القدرة على فهم الواقع وتسهم في التطور الحضاري

القراءة تمنح القدرة على فهم الواقع وتسهم في التطور الحضاري
7 ابريل 2013 20:24
كثيرون هم المبدعون والناجحون في العالم شرقه وغربه، وتتعدد سماتهم وخصائصهم باختلاف مجالات الإبداع وتميز العاملين فيها، غير أن هناك سمة واحدة تجمع بين أغلب هؤلاء، ممن أسهموا في مسيرة نجاح البشرية، وإضافة لمسات واضحة على تطورها بفضل الإبحار في عالم القراءة بما يمنحه لهم من قدرات على فهم الواقع واستشراف آفاق المستقبل. ومن هنا يأتي الاهتمام، بنشر القراءة بين الشباب والأجيال الصاعدة عبر عديد من المبادرات والجهود التي ترسخ فيهم حب القراءة والإيمان بفوائدها الغزيرة لهم من حيث بناء شخصياتهم بشكل إيجابي، وبالتالي المساهمة الفعالة في مسيرة التطور الحضاري الكبيرة التي تشهدها الدولة باستمرار، ومن هذه الجهود اللافتة في مجال التحفيز على القراءة مبادرة «أبوظبي تقرأ» المتوقع أن يطلقها مجلس أبوظبي للتعليم قريباً. أحمد السعداوي (أبوظبي) - تبذل المؤسسات التعليمية والثقافية جهوداً متواترة بهدف تكريس أهمية القراءة لدى الجميع خاصة الأطفال والنشء، كون القراءة لها آثار إيجابية كثيرة على النمو الشخصي والاجتماعي والعاطفي للنشء، هذا ما أكدته مديرة دار الكتب الوطنية بأبوظبي شيخة المهيري، مشيرة إلى أهمية وضع رب كل أسرة لخطة من أجل تشجيع أطفال ما قبل المدرسة على القراءة ، وفقاً لما يلي: اسأل أسئلة مفتوحة، أشر إلى الكلمات التي تقرأ، ابدأ بتعليم الأحرف للكلمات المألوفة مثل أسم الطفل وما يحيط به، اقرأ لهم كتب المفاهيم، والأناشيد والقصص ذات الأحداث البسيطة والمتوقعة والرسومات الجذابة. ولتشجيع الأطفال من 5 إلى 8 سنوات ينبغي مراعاة اختيار قصص ذات حبكة جيدة وشخصيات جذابة، تشجيعهم على القراءة المستقلة واختيار كتب ذات خط واضح وطول النص يجب أن يكون مناسبا، البدء مع الأطفال المستقلين حسب قدراتهم على القراءة، مع الأعمار الأكبر يستطيع الأطفال قراءة النصوص المطولة والقصص ذات الأحداث الأكثر تعقيدا، نقدم لهم الكتب العلمية غير القصصية في هذا العمر، تدعهم يقرأون لك أو أمام الفصل أو لإخوتهم. وفيما يتعلق بتشجيع المرحلة العمرية من 9 إلى 11 سنة أوضحت أهمية تقديم كتب جذابة بنصوص مطولة مثل الروايات مع الاستمرار في القراءة لهم بصوت عال، قراءة قصص مكونة من عدة فصول على عدد من الأيام، التركيز على كتب المعلومات والسير وكتب الهوايات، تشجعيهم على القراءة للأصغر سنا. وحول مواصفات الكتاب الجيد المفيد للأعمار الصغيرة حددتها مديرة دار الكتب الوطنية في قدرة الكتاب على توسيع مدارك وفهم ووعي الطفل، إمتاع وشد انتباه الطفل، أن تكون الكتب مصورة، القدرة على مخاطبة قلوب وعقول الأطفال، التقليل من الإرشاد والوعظ، أن يتعامل الكتاب مع التجربة الإنسانية ويكون على قدر من الأصالة والإبداع واللغة الجميلة وغيرها من السمات التي ترفع من قيمة أي كتاب. وتضع المهيري مجموعة أسس لتكوين مكتبة في المنزل تحددها لولي الأمر فيما يلي: اقتني مجموعة مختلفة من الكتب والمواد المطبوعة، خذ طفلك لزيارة المكتبة و محلات بيع الكتب، خصص كتبا لكل من أطفالك كل حسب عمره، لا تنسى المجلات و مجلات الأطفال والصحف. وتنصح الأمهات بمجموعة خطوات لتشجيع الأطفال على القراءة ومنها:اقرئي لطفلك يوميا واستمعي لقراءته، اقرئي واستمع لقراءته وأجيبي على أسئلته، اسألي أثناء القراءة و استمعي لانفعالاته وتوقعاته، لا تستخدمي كتبا لا تعجب طفلك، شجعي الطفل على الكتابة، شجعي الطفل على إعادة سرد القصة لكِ، تحدثي مع طفلك عن القصة، عرفيه على أجزاء الكتاب. وبالحديث عن العلاقة بين القراءة والوسائط المتعددة والتكنولوجيا، لفتت إلى أن التكنولوجيا لا تغني عن الكتب ولكنها وسيلة أخرى للقراءة، وينبغي تشجيع الطفل على استخدام مصادر المعلومات للحصول على الإجابة مثل الأطلس و القاموس و المعجم وغيرها و مثيلاتها الإلكترونية، كما يجب على أولياء الأمور الاستعانة بالأفلام و التلفزيون والألعاب والسائل الأخرى لتعلم القراءة. واجتمعت آراء الجمهور على تأييد هذه مبادرة «أبوظبي تقرأ»، وما تمثله من دفعة قوية للطلاب والشباب بهدف حفزهم على القراءة وجعلها نشاطا رئيسا في حياتهم يمارسونه بشكل اعتيادي، حيث ارتأت موزة سعيد، طالبة جامعية، أن الأجيال الصاعدة صارت الآن تبتعد عن الكتاب التقليدي بشكل كبير، ويضيعون ساعات طويلة يومياً مع هواتفهم المحمولة وغيرها من أجهزة الاتصال الحديثة، وهنا تظهر أهمية الجهود التي تبذلها الدولة في دعم وتشجيع الطالب على القراءة عبر طرح مجموعات قصصية وكتب متنوعة بأسعار رمزية أحياناً أو مجانية في أوقات أخرى. وحول التعامل مع الكتب الورقية وأوضحت أنها لها خصوصيتها مع من يقرأها، ولذلك قيل إن الكتاب هو أوفى صديق، حيث يلجأ الشخص إلى القراءة في أغلب حالاته، مثلاً حين يشعر بالضيق يقرأ أحد الكتب الدينية، الرغبة في معرفة شيء جديد، يذهب إلى المكتبات ليبحث عن كتاب في هذا النوع من المعرفة، كما أن بعض الأشخاص يرتبطون بألوان معينة من الكتب، وبالتالي تؤثر فيهم هذه الكتب وتساعد في تشكيل أهدافهم وآمالهم في الحياة من خلال ما تبثه فيهم من قيم وأفكار بناءة. هواية وتعتبر القراءة من أهم الهوايات التي يمارسها الأفراد على اختلاف أعمارهم، حيث قال الطبيب عابد الدريني إنه من خلالها تزداد معارفهم وخبراتهم في فترات زمنية وجيزة وهي الوقت الذي يقضيه مع الكتاب، وعن نفسه، أشار أن القراءة كان لها أثر كبير في حياته خاصة في فترات المراهقة والطفولة، حيث كان يقضي أغلب وقته في قراءة الروايات الأدبية المختلفة لكبار الكتاب في العالم العربي، وبالتالي كان يستغل وقته بشكل إيجابي، وابتعد عن المخاطر التي ربما تواجه كثيرا من الناس في هذه المراحل العمرية المبكرة، وهو ما يحاول تطبيقه حالياً مع أبنائه، حيث يحرص على شراء مجموعات قصصية ملونة لأطفاله الصغار حتى يغرس فيهم حب القراءة، كما يتحدث معهم ويناقشهم فيما قرأوه حتى تترسخ القيم والأفكار السليمة التي طالعوها بين طيات القصص والمجلات. كتب مبسطة وحول الجهود والأنشطة الكثيرة التي تشجع الجميع على القراءة، أوضح منذر عتيق صاحب عمل خاص، أن معارض الكتب التي تقيمها الدولة ومنها معرض أبوظبي والشارقة الدوليان للكتاب، اللذان نالا شهرة عالمية لما يتضمناه من عناوين كثيرة في مختلف الثقافات والعلوم، كما أن الطلاب يحظون برعاية خاصة عبر الكتب التي يحصلون عليها بأسعار مخفضة خلال تلك المعارض، وهو جهد مشكور من قبل أولي الأمر في الدولة الذين يعلمون جيداً أهمية القراءة ويسعون إلى غرسها في نفوس النشء بشتى السبل، منبهاً إلى ضرورة اهتمام أولياء الأمور بغرس ثقافة القراءة في أولادهم، كون الكتب وما تحويه من معارف وعلوم، تساعدهم في عمليات التربية والتنشئة بشكل غير مباشر، خاصة إذا كان ما يقرأه الأبناء يختص بالعلوم الدينية بشكل ميسر وبسيط، وهو ما يحرص عليه عبر تشجيع أبنائه على مطالعة كتب مبسطة عن قصص الصحابة رضي الله عنهم، وقصص الأنبياء، إلى جانب شرائه للصحف بشكل يومي، وهذا أسلوب غير مباشر في تعليم الأبناء القراءة، ولو بدافع حب استطلاع ما تحمله الصحف من أخبار وعناوين، وشيئاً فشيئاً، ستنمو فيهم عادة حب القراءة وتصبح ملازمة لهم طول العمر. دعوة من ناحيتها قالت عبير الهاجري، ربة منزل، إن ديننا الإسلامي دعانا إلى القراءة، ونحن أمة القرآن، أي أن كتاب الله تعالى استمد اسمه من كلمة القراءة، وأول كلماته التي نزلت على الرسول الكريم هي «اقرأ»، ولذلك نحن مأمورون بالقراءة وغرس الاهتمام بها في نفوس أبنائنا، ولا يقتصر ذلك على القراءة في المجالات الدينية، بل في كافة المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية وغيرها من أنواع الكتب، التي تفيد البشر وتنير العقول، وفي عصر الكمبيوتر والإنترنت ظهرت أساليب جديدة للقراءة عبر الشبكة العنكبوتية، وهو ما يجب تحفيز الأبناء عليه، كونهم يفضلون استخدام هذه الأساليب عن قراءة الكتاب التقليدي، على الرغم من المتعة التي يستشعرها كل من مارس هواية القراءة. «أبوظبي تقرأ» مبادرة «أبوظبي تقرأ»، المنتظر أن يطلقها مجلس أبوظبي للتعليم خلال الفترة المقبلة، هي مبادرة للتشجيع على القراءة باللغتين: العربية والإنجليزية، تنصهر فيها جهود المدرسة والبيت والمجتمع في بوتقة واحدة: دعماً للقراءة وممارسة لها، وتعزيزا للوعي بأهميتها، وتقييما للطلبة فيها، حيث يمارس الطاقم المدرسي في كل يوم خلال الطابور الصباحي نشاط: «تحرر من كل شيء واقرأ» (طوال أسبوعي المبادرة)، وهو نشاط ممتع تعززه أنشطة أخرى ترتبط بإجراء المسابقات، وتفعيل المكتبات، وتوظيف الإذاعة المدرسية. وستتضمن الأنشطة المدرسية تخصيص حصص بعينها للقراءة والكتابة، وعرض نتاجات طلابية (مسرحيات وقصصا ومهرجانات...) تشجع على القراءة، وتُعْلي من شأنها، وكذلك اختيار كتب بذاتها من طرف الطلبة أنفسهم وقراءتها. واشتراك أولياء الأمور في القراءة، على وجه يشـعر فيه الطلبة بالمتعـة ويتزودون خلاله بذكريات حلوة عن القراءة تدفعهم إليها وترغبهم فيها حاضراً ومستقبلاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©