السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عراقيون يجدون شريك المستقبل على الإنترنت

15 أغسطس 2008 02:05
يتصفح جيل من الشباب العراقي الإنترنت بحثا عن شريك حياتهم، بسبب أعمال العنف والتوتر الطائفي اللذين تركا آثارا سلبية على وسائل التلاقي والتواصل الاجتماعي· وأدى انعدام الأمن في كثير من الأحيان إلى صعوبة إقامة علاقات أو التعارف، في ظل سيطرة اجواء من الكآبة على بغداد، الأمر الذي دفع بالفتيات والشباب الى الالتقاء عن طريق غرف الدردشة· وبلغت سيطرة العنف على المجتمع العراقي ما كشفته دراسات حديثة من أن نصف المجتمع العراقي تقريبا بات عازبا أو مطلقا· ويقول مصطفى كاظم (20 عاما) الذي عثر على نصفه الآخر عن طريق أحد المنتديات الخاصة بالطلاب الجامعيين: ''أعتقد أن العراقيين يبحثون عن الحب من خلال الانترنت بسبب صعوبة الالتقاء بطريقة أخرى''· وأضاف الشاب الذي يدرس الهندسة بجامعة بغداد ''بعد انتهاء الفتيات دراستهن، يمكثن في المنزل بدل البحث عن عمل لان الأوضاع الامنية تحول دون خروجهن''· بدوره، يقول عمر اثير (29 عاما) الموظف بأحد مصارف بغداد وكان لجأ الى الانترنت للبحث عن شريكة حياته: ''لا توجد فتيات في المصرف، ولا أرغب في قيام والدتي باختيار زوجتي كما تفعل بعض العائلات''· ويضيف ''لا اريد أن أكون جزءا من زواج تقليدي منظم''· ويشار إلى أن المجتمع العراقي محافظ في معظمه على غرار غالبية المجتمعات العربية بحيث يتزوج الشبان عن طريق الاهل أو عن اللجوء الى ''خاطبة''· وقال أثير عثرت على زوجة المستقبل (ايفان) عن طريق غرف الدردشة على موقع ''عراق فور يو''· لكن عائلتي رفضت فكرة الزواج عن طريق الانترنت ''لكنني اقنعتهم بانها الطريقة الوحيدة للتعرف على فتاة''· ويسكن اثير في منطقة القادسية، غرب نهر دجلة، بينما تسكن ايفان منطقة زيونة على الطرف الاخر من النهر· ورغم مسافة العشرة كيلومترات التي تفصل بينهما، إلا أن التنقل من منطقة الى اخرى يعتبر كابوسا لان غالبية مناطق بغداد، وعددها ،89 تحدها الجدران الاسمنتية التي تغلق معظم الطرق مما يستدعي ساعات للعبور من حي إلى آخر أحيانا· وتشير الدراسات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العراقية العام 2006 ان ما نسبته 49,3 بالمئة من العراقيين و 47,5 بالمئة من العراقيات إما مطلقين أو عزابا· من جهتها، تقول أم محمد الباحثة الاجتماعية في إحدى الدوائر التابعة لوزارة التعليم إن ''نساء كثيرات لا يعملن لأن عائلاتهن يرفضن خروجهن من المنزل بسبب الخوف من الأوضاع الأمنية''· وتضيف إن ''الكثير من الرجال كانوا ضحايا العنف في حين اضطر اخرون إلى مغادرة البلاد''· وتضيف أم محمد ''اخذ الانترنت بشكل أو بآخر دور الخاطبة التقليدية''· وتشير تقديرات منظمات غير حكومية الى مقتل عشرات الآلاف منذ الاجتياح الاميركي عام 2003 وكان ما يقارب المليون عراقي قتلوا ابان الحرب العراقية الايرانية التي دامت ثمانية اعوام (1980-1988)·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©