الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سوق السمك في أبوظبي وجهة مفضلة للمواطنين والسياح

سوق السمك في أبوظبي وجهة مفضلة للمواطنين والسياح
27 يوليو 2016 12:42
ناصر الجابري (أبوظبي) يحظى سوق الأسماك في ميناء أبوظبي بإقبال لافت من المستهلكين رغم وجود سوق آخر للأسماك في المشرف مول، وثالث في مدينة زايد ، وذلك لما له من ارتباط تاريخي بسكان أبوظبي جعله الوجهة المفضلة للمواطنين والمقيمين، الذين يحرصون على الحضور ضمن ساعات الصباح الأولى لشراء أنواع الأسماك المختلفة في أجواء تقليدية تضم باعة الأسماك المختلفين، وأنواع شتى من الأسماك سواء المحلية أو الخارجية. يقول علي عبدالله أحد زبائن سوق السمك: «ما زلت أذهب إلى سوق السمك بالميناء لأنه يعد من الأماكن القليلة الباقية على صورتها القديمة، فالأمر يتعدى مجرد الذهاب لشراء السمك، بل هي تجربة معبقة بالطابع التاريخي الذي يذكرنا بأيام الطفولة، حينما كنت أحضر مع الآباء إلى هذا السوق». وأضاف: «مع المراكز التجارية المتزايدة اليوم، يحتاج الإنسان إلى أماكن تتمتع بالبساطة التي نفتقدها في المحال الحديثة، كما أن زيارة الميناء تعد تجربة إضافية نعرف خلالها الأبناء على موروثهم الحضاري والثقافي، ويوافق جمعة عبدالله أن زيارة سوق السمك ليست بغرض الشراء فقط، بل للالتقاء بالصيادين الأوائل الذين لا يزالون يحرصون على الحضور يومياً بالقرب من محال البيع»، وقال: في كل زيارة نلتقي بأعضاء من جمعية الصيادين، وعلى رأسهم المستشار علي المنصوري رئيس جمعية الصيادين في أبوظبي، الذي يوجد دوماً لمتابعة أحوال الصيادين والمستهلكين، وغيره من الأعضاء الآباء الذين لهم باع طويل في مهنة الصيد. ويقول الطفل محمد جمعة: الوجود في سوق السمك بميناء أبوظبي مع والدي يعد تجربة مختلفة عن الوجود في صالات السينما، أو المطاعم، وفرصة للتعرف على ما تتمتع به سواحل الدولة من ثروة سمكية غنية. من جهته ورغم احتفاظ السوق بملامحه القديمة فإن مشهد اصطفاف السيارات الحديثة أمام أبواب السوق يشكل صورة لتمازج الحاضر بالماضي، واحتفاظ ابن الإمارات بموروثه المهم، وتقديره للثروة السمكية التي يعمل فيها نحو 7 آلاف صياد، ويستفيد منها 40 ألف مواطن وفقاً للمستشار علي المنصوري رئيس الاتحاد التعاوني لصيادي الأسماك ورئيس جمعية أبوظبي لصيادي الأسماك، فهذا التقدير مستمر، والارتباط باقٍ رغم تطورات العصر الحديث. وبالقرب من سوق الميناء، يوجد قسم خاص لمراقبة الأسواق يضم عدداً من مفتشي جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، الذين يقومون بشكل مستمر بفحص الأسماك، وعمليات الصيد، وتحرير المخالفات في حال رصد حالات للأسماك غير الصالحة للاستهلاك، كما لهم دور في ضبط الأمن الغذائي، والتأكد من سلامة واشتراطات السلامة لدى البائعين. ويضيف أحد موظفي قسم مراقبة الأسواق: «دورنا يشمل فحص الأسماك عبر الكشف عنها، وإتلاف الأسماك الفاسدة، وتنبيه وإنذار باعة هذه الأسماك، ويبدأ العمل مع مزاد الأسماك الذي يقوم خلاله الصيادون بعرض ما لديهم من كميات في ساعات الصباح الأولى، ويستمر خلال ساعات العمل». مضيفاً: دورنا أيضاً تثقيفي وتوعوي من خلال تعريف الصيادين، والباعة بأهمية الالتزام بالقرارات الصادرة من وزارة التغير المناخي والبيئة، وهيئة البيئة في أبوظبي، والعقوبات الناجمة عن عدم الالتزام بها. من جهتهم، يؤكد باعة في سوق الميناء أنه وبرغم التطور اللافت الذي تعيشه أبوظبي على كل المستويات، فإن السوق يعد من الوجهات التي تذكر المستهلكين بماضيهم، لافتين إلى أنه توجد بين الحين والآخر زيارات من وفود سياحية قادمة من مختلف الدول، والثقافات، للتعرف على الموروث الحضاري لدولة الإمارات، بالتالي السوق اليوم وجهة سياحية أيضاً، وتختلف عن باقي الجهات كونها تحظى بالإقبال إلى هذا اليوم. وأكد محمد محمد بائع في سوق السمك أن تجربته التي تمتد لنحو 12 عاماً في بيع الأسماك، جعلته يكون صداقات مع المواطنين القادمين إلى السوق، وقريباً منهم، وعارفاً لأحوالهم، مشيراً إلى توقعاته باستمرار السوق لأجيال لاحقة نظراً إلى العاطفة الخاصة التي تربط كل الأطراف المكونة للسوق، فيما تمنى رافي (عامل آخر في السوق) بقاء السوق على شكله وملامحه التقليدية، فما يمنح السوق خصوصيته هذا الطابع التقليدي. من جهتهم، تواصل محال شي السمك تقديم خدماتها إلى المستهلكين، وبإمكان الزبائن الحصول على وجبة فورية من الأسماك الطازجة، وأشار مدير أحد محال طهي الأسماك إلى وجود نوعين من المستهلكين، النوع الأول الذي يحرص على تناول الأسماك في المنزل مع العائلة، بينما يوجد نوع آخر يفضّل الحصول على وجبة فور شرائه السمك كوجبة للغداء أو العشاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©