قمة الأسد - سليمان تفعّل لجنتي ترسيم الحدود والمفقودين

رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس بالإعلان عن إقامة علاقات دبلوماسية بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية· وقال سيف سلطان العرياني وكيل وزارة الخارجية ''إن دولة الإمارات ترحب بالإعلان الذي صدر في ختام اجتماعات الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس اللبناني ميشال سليمان بإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين الشقيقين''· وثمن قرار القيادتين وجهودهما في بذل كل ما من شأنه تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وأعرب عن تمنياته لهما بالتقدم والازدهار في شتى المجالات· وكانت القمة اللبنانية - السورية اختتمت في دمشق أمس بانجازات بارزة أهمها إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين وتشكيل لجان مختصة لإنجاز ملفات ترسيم الحدود وكشف مصير المفقودين ومراجعة الاتفاقيات السابقة· وشدد وزيرا الخارجية السوري وليد المعلم واللبناني فوزي صلوخ في مؤتمر صحفي مشترك على إيجابية أجواء محادثات الأسد وسليمان ونتائجها المثمرة· وقال المعلم إن المحادثات كانت بناءة للغاية ومثمرة ووضعت أسساً لمستقبل العلاقات المميزة· بينما قال صلوخ إن القمة ناجحة بكل معاني الكلمة وشكلت خطوة إيجابية كبيرة من أجل مستقبل علاقات ممتازة ومميزة· ووجه سليمان في ختام زيارته التي غادر بعدها عائداً إلى بيروت دعوة لزيارة لبنان إلى الأسد الذي وعد بتلبيتها على أن يتم الاتفاق على موعدها بالطرق المناسبة، حيث قال المعلم ''إنها تحتاج إلى ظروف معينة''، لكن لم يذكر تفاصيل إضافية· وأكد صلوخ وجود مهل زمنية لبدء تنفيذ التبادل الدبلوماسي بين البلدين، لكن دون أن يحدد المدة اللازمة لفتح السفارات· وقال ''في لبنان يتخذ مجلس الوزراء الخميس المقبل قراراً بإنشاء العلاقات الدبلوماسية، وبعد أسبوع نقوم بالإجراءات اللازمة مع وزارة الخارجية السورية حتى يتسنى لنا تنفيذ القرار''· وأوضح صلوخ أن المجلس الأعلى اللبناني السوري الذي انبثق عن معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق عام 1991 باق مع تعديلات لصلاحياته إذا اقتضى الأمر· وقال ''ان هذا المجلس ليس وحيداً من نوعه، فهناك مجلس التعاون الخليجي مع تمثيل دبلوماسي بين الدول''· وأضاف: ''لا بد من دراسة صلاحيات الأمانة العامة للمجلس لإلغاء تلك التي تتعارض مع دور البعثات الدبلوماسية''· وتلا الأمين العام للمجلس نصري خوري البيان الختامي المشترك للقمة والذي نص على استئناف أعمال اللجنة المشتركة لترسيم الحدود وفق آلية وسلم أولويات يتفق عليهما بين الجانبين بما يخدم الغاية المرجوة من قبلهما على أن يصار إلى اتخاذ الإجراءات الإدارية والتقنية اللازمة للمباشرة مع تأكيد ضرورة انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا اللبنانية وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من الغجر· وشمل الاتفاق كذلك تفعيل وتكثيف أعمال اللجنة المشتركة عن المفقودين في كلا البلدين باعتماد آلية كفيلة بالتوصل إلى نتائج نهائية بالسرعة الممكنة· كما تقرر مراجعة الاتفاقيات الثنائية بصورة موضوعية ووفق قناعات مشتركة مع الاتفاق على تفعيل التبادل التجاري وتأمين مقومات التكامل الاقتصادي وإقامة سوق اقتصادية مشتركة توفر مجالاً حيوياً للتبادل الحر للسلع والأموال والأفراد على طريق تفعيل تنفيذ اتفاقية التيسير· واتخذت القمة قراراً بالعمل المشترك من أجل ضبط الحدود ومكافحة التهريب والأعمال كافة المخالفة للقانون من خلال السلطات المعنية لدى البلدين وعبر تنسيق الإجراءات الحدودية ووضع آليات ارتباط واتصال سريعة ودقيقة لهذا الغرض تتولى عملية المتابعة اليومية· وأكد الجانبان أهمية دعم اتفاق الدوحة بما في ذلك الحوار الوطني اللبناني الذي يستانف برئاسة سليمان، وذلك تأكيداً لدوره كرئيس للدولة ورمز لوحدة الوطن· كما أكدا أهمية التنسيق بين البلدين في القضايا السياسية ولا سيما الصراع العربي - الاسرائيلي، وشددا على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين ورفض توطينهم، وعلى انسحاب اسرائيل التام من الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من يونيو،1967 وعلى وضع حد لاستمرار اسرائيل في انتهاكها الفاضح لسيادة لبنان وسلامته الاقليمية· كما أكدا دعمهما وحدة العراق وتأييدهما خروج القوات الأجنبية· وقال المعلم رداً على سؤال عما اذا كان ترسيم الحدود سيشمل مزارع شبعا ''لا يمكن ترسيم مزارع شبعا في ظل الاحتلال·· الاحتلال هو السبب الرئيسي في ما يجري في منطقتنا من توتر واضطراب ولا بد من انهاء هذا الاحتلال''· وقالت مصادر ان تصريح المعلم يعني ان حدود المنطقة المتنازع عليها في شبعا لن يشملها عمل لجنة ترسيم الحدود· ووصف المعلم ملف المفقودين والمعتقلين السياسيين في سوريا بأنه شائك ومعقد ويتطلب فتح ''قبور جماعية في لبنان وفي البحر والنظر إلى من سلم بعض اللبنانيين إلى إسرائيل''· وقال ''يجب أن نبحث في الموضوع بعيدا عن التسييس''· وميز المعلم بين المفقودين والسجناء· وقال ردا على سؤال عما إذا كانت سوريا مستعدة لاستقبال معارضين لبنانيين ''قلب سوريا كبير لذلك يمكنها من استقبالهم، ومن يريد الدخول أهلا وسهلا''، واضاف الباب مفتوح للجميع ونحن نتعامل مع حكومة وحدة وطنية''· الى ذلك، اعتبرت فرنسا ان اعلان اقامة علاقات دبلوماسية بين سوريا ولبنان اشارة مشجعة، مؤكدة انها في انتظار ترسيم الحدود بين البلدين· وقالت وزارة الخارجية في بيان ''نعتبر اعلان اقامة علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء قريباً اشارة مشجعة تنسجم مع الوعود التي قطعها الرئيسان الاسد وسليمان على هامش قمة الاتحاد المتوسطي· ورحب وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير بدوره بالاعلان عن إقامة علاقات دبلوماسية بين سوريا ولبنان· وقال ان القرار يعد خطوة مهمة على طريق علاقات جيرة طيبة بين الدولتين وأن الامر المهم في المرحلة الحالية هو أن يساعد هذا القرار على تعزيز استقرار لبنان والمنطقة بأسرها· وكانت أميركا رحبت بحذر بإقامة علاقات دبلوماسية بين سوريا ولبنان، معتبرة ان الامر سيكون خطوة حقيقية الى الامام في حال احترمت دمشق حقيقة سيادة لبنان· وقالت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ''اول الامــــــور الذي كان يجب ان تتحقق منذ زمن طويل هو اقامة سفارة في سوريا في لبنان والعكس والآن في حال استمر السوريون على هذا الطريق ورسموا الحدود فعندها سيكون الامر تقدما جيدا''·