تحقيقات تفجير طرابلس تركز على جهات أصولية متطرفة

كشفت مصادر أمنية لبنانية أمس أن تحقيق الجيش في التفجير الإرهابي الذي أسفر عن مقتل 15 شخصاً بينهم 9 جنود في طرابلس أمس الأول يركز على تورط جهات أصولية متطرفة· وقالت ''هناك بعض الموقوفين والتحقيق يتركز بهذا الاتجاه في ضوء ما جرى في المرحلة الأخيرة''· (في إشارة الى قمع الجيش جماعة ''فتح الإسلام'' الإرهابية في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين العام الماضي)· ولم يستبعد مصدر في تصريحات لوكالة ''فرانس برس'' أن يكون منفذو التفجير من بقايا ''فتح الإسلام'' أو المتعاونين معهم والمرتبطين عملياً بتنظيم ''القاعدة''· وكان شاكر العبسي زعيم ''فتح الإسلام'' الهارب هدد في تسجيل صوتي نشر على موقع على الإنترنت في يناير الماضي بشن هجمات ضد الجيش· وقال مصدر أمني آخر لـ''وكالة الأنباء الألمانية'' إن ما لايقل عن ثلاثة أشخاص يعتقد أنهم ينتمون الى مجموعة متطرفة القي القبض عليهم على خلفية التفجير· لكنه رفض أن يذكر اسم المجموعة، معللا ذلك بالأسباب الأمنية· وأشار وزير العدل اللبناني إبراهيم نجار أمس أن كاميرات المراقبة التقطت صورا لرجل كان يحمل حقيبة يعتقد أنها استخدمت في تفجير طرابلس· وأضاف أن المحققين يبذلون جهودا مضنية للوصول الى منفذي الجريمة الأسوأ في لبنان منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري بسيارة ملغومة في فبراير ·2005 الى ذلك، جرى أمس تشييع جثامين الجنود الذين قتلوا في التفجير الإرهابي· ونظمت قيادة الجيش احتفالا تكريميا للجنود القتلى الذين استقبلت نعوشهم الملفوفة بالعلم اللبناني وسط التصفيق والدموع في الملعب الأولمبي· وحمل عدد من العسكريين ميداليات حازها الجنود القتلى خلال خدمتهم وساروا بها أمام النعوش· وشارك في الاحتفال عائلات الجنود ومسؤولون بينهم وزير الداخلية زياد بارود الذي مثل رئيس الجمهورية ميشال سليمان· والقى قائد الجيش بالوكالة رئيس الأركان شوقي المصري كلمة في المناسبة قال فيها إن الجنود القتلى كانوا في طريقهم لحماية الحدود والوقوف الى جانب المواطنين في وجه العدو المتربص شرا بالوطن، فأتت يد الإرهاب لتنال منهم في الداخل في محاولة جديدة يائسة لزعزعة السلم الإهلي، وأضعاف القدرة اللبنانية على مقاومة العدو ومواجهة أطماعه وردع مخططاته· وأضاف أن ذلك لن يثني الجيش عن متابعة مسيرة الدفاع عن لبنان، وتوطيد سلمه الأهلي، ومواكبة طريقه نحو الازدهار والتقدم· ثم سلمت جثامين الجنود وهم الرقيب عماد نعيم عبد النور والعريف حبيب الياس بطحش والعريف سعد الله بلال سلوم والعريف محمد محمود أبو بكر والعريف محمد مصطفى المرعي والعريف مازن محمد حبلص والعريف محمد علي العمري والعريف فواز خالد سويد والعريف فواز حسين الخلف الى العائلات لتشييعهم ودفنهم· ورفعت الأعلام السوداء في كل أنحاء طرابلس، بالإضافة الى لافتات تدين الاعتداء وتحمل تواقيع الأحزاب اللبنانية المختلفة· وتوقفت الأعمال ووقف الناس في المدينة الساعة الواحدة بعد الظهر لمدة خمس دقائق تجاوباً مع دعوة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة الذي دعا الى الالتزام بهذه الفترة من الصمت حدادا على أرواح الضحايا· كما أعلن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، وطلب التوقف عن العمل لمدة ساعة كاملة في كل المؤسسات العامة والخاصة· وأدان مجلس الأمن الدولي الإعتداء الإرهابي في طرابلس، وشدد على ضرورة احالة منفذي الاعتداء الى القضاء· وأكد في بيان تلاه سفير بلجيكا في الأمم المتحدة جان غرولس أن الدول الـ15 الأعضاء''تدين بأشد العبارات الإعتداء الإرهابي وتؤكد ضرورة احالة منفـــــــذي الاعتداء والمخططين والممولين والمحـــــرضين على هذا العمل الإرهابي الدنيء الى القضاء·