الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

توجه عالمي متزايد لتبني صحافة المعلومات والرسوم البيانية

توجه عالمي متزايد لتبني صحافة المعلومات والرسوم البيانية
7 ابريل 2013 20:28
تنظم أربع جهات هي «كلية صحافة المعلومات البيانية»، و»مركز الصحافة الأوروبية»، و»مؤسسة المعرفة المفتوحة»، ومهرجان الصحافة الدولية ما أسمته ثاني أكبر تظاهرة لصحافة المعلومات البيانية بمدينة بيروجيا في إيطاليا في الفترة من 24 إلى 27 أبريل الجاري. ويأتي هذا الحدث في إطار مهرجان الصحافة الدولية الذي تشهده إيطاليا سنوياً. وهو مؤشر صارخ على توجه عالمي بات يتوسع يوما بعد يوم نحو تبني صحافة المعلومات والرسوم البيانية مع كل ما ينطوي عليه من تغير في أساليب الكتابة الصحفية. أبوظبي (الاتحاد) - جهات عديدة يمثلها فريق من عشرين مدربا ومتحدثا خبيرا من وكالة «رويترز»، وصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، و«الجارديان» البريطانية وكلية «ولتر كرونكيت» للصحافة، ومؤسسة كنايت-موزيلا» المتخصصة في «الأخبار المفتوحة»، سيقودون المناقشات والجلسات التي ستركز في مهرجان الصحافة الدولية الذي تنظمه إيطاليا سنويا، على محاور مثل الصحافة الاستقصائية ذات الأساس المعلوماتي، والمعطيات الإعلامية الاجتماعية، والتقارير الصحفية الحديثة، واستخدامات الجداول والرسومات والتصور المرئي للبيانات وتقنيات الخرائط واستخداماتها في الصحافة، وفق بيان أصدره المنظمون ووصل «الاتحاد» نسخة منه. مواضيع الملتقى وفق البيان ذاته، من بين المواضيع التي ستتناولها جلسات هذا الملتقى: حالة صحافة المعلومات البيانية في العام 2013؛ البيانات المعلوماتية والتحقيقات الصحفية: التعاون العابر للحدود؛ صحافة المعلومات البيانية في دول أوروبا الغربية؛ تغطية الحالات الطارئة في «عصر المعلومات الكبرى»(البيج دات) أي مجموعات البيانات الكبيرة والمعقدة جدا التي يصعب التعامل معها باستخدام الأدوات اليدوية التقليدية لإدارة قواعد البيانات أو التطبيقات الموجهة لمعالجته. ويتحدث في الجلسات عدد من المتخصصين البارزين بينهم انطوني دي روزا مسؤول أخبار الإعلام الاجتماعي في وكالة رويترز، وأرون بيهوفر، مسؤول الأخبار التفاعلية في نيويورك تايمز، ودان سينكر مدير مؤسسة «كنايت-موزيلا» المعنية، وأليزابيت تولا الشريك المؤسسة لـ»فورميكابلو» والمدربة في هذا النوع من الصحافة، وبول رادو، المدير التنفيذي لشركة متخصصة في التحقيقات عن الجريمة المنظمة والفساد. وتتميز فعاليات دورة هذا العام كذلك بعقد أربع ورش عمل تتناول على التوالي: استخدام برنامج اكسيل في الصحافة، واستخدام واجهة برمجة تطبيقات تويتر (API) في الصحافة، والدليل الفعلي لكيفية جعل البيانات مرئية والتصوير المرئي للبيانات والخرائط والجداول الزمنية. وتزامن الإعلان عن هذه التظاهرة مع دعوة جهات عالمية مهنية لحضور حدث آخر متميز مخصص لـ«صحافة البيانات الاستراتيجية» بعد ثورة المعلومات حيث «البيانات الكبرى غيرت الصحافة إلى الأبد، ولكن العديد من غرف الأخبار تحتاج للنصيحة لأجل إطلاق وتعزيز وإدارة مشاريع صحافة المعلومات البيانية». ويأتي تنظيم هذه الفعالية في إطار الملتقى العالمي العشرين للمحررين والمؤتمر العالمي الـ65 للصحف والملتقى العالمي الـ23 للإعلانات الذي سيعقد في بانكوك بتايلند من 2 إلى 5 يونيو القادم. ويتخلل هذا الحدث ورشة عمل تركز على تقديم رؤية استراتيجية مع دراسة لحالات ميدانية، وعرض للمهارات والأدوات التي تسمح للمحررين ضمان التحليل الفعال للمعلومات والاستخدام الكفيل بتحسين فن الكتابة الصحفية. وقال المنظمون في بيان إن أكثر من 1200 محرر وناشر ورئيس تنفيذي ومدير إداري ومسؤولين تنفيذيون آخرين من مؤسسات صحفية من 60 بلدا ينتظر أن يحضروا هذا الحدث العالمي المتخصص الذي يتضمن أيضا جلسات أخرى بعنوان «ابتكر واستلهم وتفاعل» تركز على استراتيجيات الإعلام الإخباري والتحولات في الجوانب التجارية ومشاكل غرف الأخبار «في هذا العصر المتغير». تعريف ومفاهيم يمكن تعريف صحافة المعلومات والمعطيات البيانية بأنها صحافة متخصصة في إبراز الدور المتزايد للمعطيات والبيانات الرقمية والمرسومة في إنتاج وتوزيع المعلومات في العصر الرقمي، وهي تعكس التفاعل المتزايد بين منتجي المحتوى (الصحفيين) والمختصين في عدد آخر من المجالات مثل التصميم الفني وعلم الكمبيوتر والإحصاء. ويعتبر بعض الكتاب أنها تمثل من منظور الصحفيين» مجموعة متداخلة من الكفاءات مستمدة من مجالات متباينة». وبدأ استخدام صحافة البيانات الرقمية لتوحيد عدة مفاهيم وربطها مع الصحافة. ويرى البعض في ذلك مراحل أو مستويات من الاستخدام تتراوح بين الأكثر تبسيطا والأكثر تعقيداً من التقنيات الجديدة في العملية الصحفية. وتتطلب صحافة المعلومات البيانية مساعدة الكمبيوتر والمعلوماتية في التقارير الصحفية، وفي الصحافة التي تعتمد بشكل أساسي على الأرقام والمعطيات والوقائع المحددة، حيث يعمل الصحفيون على استخدام قواعد بيانات واسعة لإنتاج قصصهم وتقاريرهم ومرفقاتها. كما تتضمن الرسوم البيانية والتصوير المرئي المبسّط للبيانات والتصوير المرئي التفاعلي ومجالات أخرى أكثر حركة مثل التصوير المحاكي للمحتوى. ويُعرّف آخرون هذا النوع من الصحافة بأنها نظام إدارة المعلومات حيث يتم تنظيم أجزاء المعلومات في قاعدة بيانات بطريقة مختلفة عن البناء التقليدي للتقارير التي تعتمد أساليب القصة والسرد أساساً لها. ورغم أن التقارير التي تعتمد على مساعدة الكمبيوتر بدأت تظهر في الغرب منذ ستينيات القرن الماضي، إلا أن العلاقة الكثيفة بين الصحفيين والتكنولوجيا المعتمدة على الكمبيوتر أدى إلى تطوير أو تنمية مفهوم أوسع لهذه الصحافة. وتعتبر صحيفة الجارديان البريطانية التي أطلقت في 2009 ما اسمته «داتا بلوج» (مدونة البيانات) أول مؤسسة إخبارية كبرى تبنت هذا المفهوم. ومع ذلك يحيط الغموض اسم أول من استخدمه، علماً أنه استخدم على نطاق واسع منذ كشف موقع «ويكيليكس» عن الوثائق الأميركية المتعلقة بحرب أفغانستان. حالة تطبيقية بدأ تطبيق صحافة المعلومات والرسوم البيانية يتوسع تدريجيا في السنوات الأخيرة في العديد من البلدان، وإن كان العاملون المتخصصون في هذا المجال ما زالوا قلة مقارنة بثورة المحتويات الصحفية العالمية بسبب الشبكة والتطبيقات والأجهزة الرقمية والمحمولة. ومن الحالات الدالة على ذلك هولندا، وفق ما يؤكده جيلي كامسما، وهو صحفي بيانات يعمل في موقع «إن يو.إن ال» (NU.nl) وهو أول موقع إخباري على الشبكة في هولندا ومن أوائل المؤسسات اعتمادا على المعلومات البيانية ويستحوذ على نحو نصف سوق الأخبار اونلاين هناك. يقول كامسما إن صحافة المعلومات البيانية نمت بسرعة في هولندا «وبعدما كنت وصحفي آخر من صحيفة «إن آر سي» الوحيدين في هذا المجال، بدأ تلفزيون «في بي آر أو» الحكومي تطبيق هذه الصحافة مؤخراً، كما أن أكبر وكالة أنباء في البلاد «إيه إن بي» أعلنت في نوفمبر الماضي عن بدئها خطوات مماثلة». ويضيف كامسما أن «نصف العمل الذي أقوم به الآن هو بمثابة وضع سياق للأخبار. فالعديد من المقالات التي ننشرها تأتي من وكالات أنباء وما نريده هو إضافة قيمة أكثر إلى هذه المواد. أنا أقوم بذلك عبر إثراء المواد بإضافة المعلومات البيانية عليها. أبحث عن المعلومات وعن كيفية إظهارها بطريقة تضع القصة في السياق وتجعل المعلومات ذات الصلة أكثر سهولة للإطلاع عليها. كما إننا نوفر المعلومات الأصلية جنبا إلى جنب مواضيعنا بحيث يُتاح لقرائنا استكشاف الأرقام بأنفسهم. وقد لاحظت أن الناس يستخدمون الأرقام البيانية في مناقشاتهم لتناول المشاكل التي تهم مناطقهم أو مدينتهم. إن الأخبار تمر بسرعة على موقعنا، ولهذا فإن لدي ساعة أو ساعتين على الأكثر للقيام بمثل هذا العمل. إن علي أن أظهّر المعلومات البيانية قبل أن يختفي المقال من الصفحة الأولى للموقع. والجزء الآخر المهم من عملي يتعلق باستنباط قصص إخبارية من البيانات والمعلومات. ولهذا الغرض أختار الأجزاء المهمة منها وأحللها للعثور على وقائع تستحق الكتابة عنها. وهذا الجزء هو الأكثر تحدياً في عملي. وأحاول أن انشر قصة أو قصتين إخباريتين أسبوعياً من هذا النوع. ونخطط الآن لتوظيف مطور جديد نأمل بالتعاون معه إنشاء تطبيقات جديدة». ومن نماذج عمله التي يفتخر بها ذكر كامسما كيف عمل خريطة لمخاطر الطاقة النووية في هولندا «حيث وضعت خريطة للمناطق الأكثر تأثرا بمركز طاقة نووية لمعرفة عدد المدن والناس الذين يعيشون فيها والبحث أي من هذه المدن اتخذت إجراءات وقائية مناسبة. وفي الخريطة وضعت دوائر تبيّن مختلف الإجراءات المطلوب اتخاذها في حال حصول حادث في موقع الطاقة النووية». قبل بضع سنوات كانت هذه الأشكال والرسوم البيانية تتم على يد مراكز إحصاء وفرق متخصصة تنتج بعضاً منها وكانت نادرة ومكلفة غالباً، أما اليوم فيبدو المطلوب هو قيام الصحفيين أنفسهم بذلك، ولو بمساعدة مصممين وتقنيي كمبيوتر وبرامج. والمطلوب أكثر هو الإكثار من هذه المحتويات وتعميمها. وهنا يكمن التحول الأهم، أو أهم مزايا صحافة العصر والمستقبل. «كيف تصبح صحفي معلومات بيانية؟» كانت الدورة الأولaى من تظاهرة «صحافة المعلومات البيانية» في بيروجيا التي استقطبت العام الماضي مئات المشاركين، شهدت إطلاق «دليل صحافة المعطيات البيانية»، وهو كتاب يظهر كيف يمكن استخدام البيانات لتعزيز الأخبار. وتخلل تلك الدورة ورشة تدريبية بعنوان «كيف تصبح صحفي معلومات بيانية؟» التي قدمها صحفيان حائزان جائزة بوليتزر للصحافة. وخلال الدورة قام ستيف دويج، الأستاذ في كلية «ولتر كرونكيتي» للصحافة، بعرض ملف من برنامج اكسيل من مايكروسوف، ومما قاله إن «قصص المعلومات البيانية التي ننتجها في الولايات المتحدة تتضمن غالباً أشياء يسهل حسبانها، تلخيصها وفرزها». ليعرض للحضور من ثم جدولاً يبين إحصاءات عن إيطاليا مصنفة حسب المناطق والمقاطعات، وأضاف «يجب البدء بالتفكير وفقاً للأعمدة والصفوف: في الوقت الذي يمكنكم فيه وضع هذه المعلومات بهذه الصيغة، يصبح باستطاعتكم حينها القيام القيام بصحافة المعلومات البيانية»، مشيرا إلى أن «برنامج اكسيل هو أدارة ممتازة لتنفيذ مهام مملة وروتينية». من جهتها، شرحت سارة كوهين كيفية التعامل حيال صحة المعلومات المتعلقة بالنقطة نفسها وعمل المقارنة بين مصادرها المختلفة من أشخاص أو مؤسسات، والقيام بالمقارنة للتأكد من أنها دقيقة أو موثوقة، أو ترك الإحصاءات والنزول إلى الميدان والتأكد بنفسك من حقيقة كل حادث على الأرض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©