السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإعلام ونهج المعلومات

7 ابريل 2013 20:28
سواء تعلق الأمر بالإعلام التقليدي أو الإلكتروني والرقمي، هناك حاجة ملحة لتجديد الروح في أساليب وطرق معالجة وتقديم المضمون، من أخبار وتقارير وتحقيقات وغيرها من أشكال المواد الصحفية والإعلامية. المسألة هنا ليست بحثا فقط عن الخروج من الروتين والنمطية، بل ضرورة يحتمها السباق التلقائي اليومي بين المنابر والمؤسسات على اختلافها، وتتطلبها هذه الطفرة الكونية في الإقبال على الاتصال والرسائل التي بلغت درجة غير مسبوقة وما زالت مرشحة للمزيد. عملياً، نادراً ما تشهد أساليب معالجة المحتوى الصحفي تطوراً نوعياً. أما التغيرات «الشكلية» التي حدثت في السنوات الأخيرة إنما تمت بفضل التكنولوجيا الجديدة التي فرضت على الصحافة اللحاق بالركب، سواء تعلق الأمر بالمواقع والمدونات أو بالتواصل الاجتماعي عامة ونهج برقيات «تويتر» ذات الأحرف المعدودة، أو بإشراك المواطنين ممن يسهمون بما يُعرف بصحافة المواطن رغم التحفظ على دقة المصطلح. ومختلف هذه المستجدات (التكنولوجية) وتأثيراتها المتنوعة هي التي دفعت باتجاه التحولات التي تمر بها الصحافة. لكن حتى الانتقال نحو العصر الرقمي لم يدفع الأخيرة إلى تغير إيجابي. إلى الآن على الأقل، حتى المهارات الكتابية والتحريرية الخاصة التي تتطلبها صحافة الإنترنت بقيت في حدود ضيقة للغاية مثل الاختصار والرسائل المباشرة وقواعد كتابة العناوين اللافتة والمناسبة لمحركات البحث. حتى الآن أيضاً، وحدها ربما صحافة المعلومات والرسوم البيانية (ترجمتنا لما يسمى بالانجليزية «داتا جورناليسم» مرشحة لتكون تطوراً صحفياً نوعياً، لكن ذلك رهن بمدى تطورها واعتمادها كنهج واسع الانتشار في العمل الصحفي بكل أشكاله. هذا النوع من الصحافة يمكن أن يكتسب أهمية استثنائية، لاسيما في المجتمعات التي تكثر فيها خطابات الإنشاء وتقل فيها معرفة الوقائع المتعلقة بمستجدات الأحوال، وتنتشر فيها على نطاق واسع المحتويات «العشوائية» التي قلّما تخضع للتدقيق أو المراجعة وقلّما تلقى إقبالا وتفاعلاً من القراء والنخب. مثل هذا النهج، إن لاقى تشجيعاً من كليات ومعاهد تدريس الصحافة والإعلام من جهة ومن المؤسسات الإخبارية والإعلامية من جهة ثانية، يمكن أن يفتح أفقاً جديداً يسهم في انتشال الصحافة من أزمتها الراهنة. كل ذلك يتطلب نوعاً خاصاً من الصحفيين والإعلاميين، على الأقل من حيث الإلمام ببرامج معلوماتية معينة وتقنيات التصميم الفني الحديث والاستفادة من التجارب السبّاقة في هذا المجال مهما كان عمرها قصيرا. أي أن الصحافة المهتمة بهذا النوع من المحتويات لا بد لها من صحفيين متصلين بعلوم مثل الإحصاء والكمبيوتر، أو فرق عمل مصغرة تضم صحفيين ومحررين ومصمّمين ومختصّين في تكنولوجيا الويب (إجراء هيكلي). والجيّد في ذلك أن مثل هذه العملية تتطلب رؤية واهتماماً جاداً أكثر مما تتطلب إمكانيات واستثمارات مكلفة. الأهم هو أنها عملية مجدية، لاسيما في ظل غياب خيارات بديلة من النوع الذي يجدّد الدماء في طرق وأساليب بناء وكتابة المحتويات في عصر إعلامي صعب وشديد المنافسة. والمؤسسات الإخبارية الذكية هي التي سبق وبدأت بهذا النهج قبل أن يصبح واسع الانتشار وتصبح المنافسة فيه أصعب فأصعب. barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©