الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الهاشمي غادر العراق دون موافقة طالباني

6 ابريل 2012
هدى جاسم، وكالات (عواصم) - أفاد بيان رسمي عراقي أمس، بأن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي غادر العراق من دون الحصول على موافقة مسبقة من الرئيس جلال طالباني، بعد تأكيد المكتب الإعلامي للهاشمي أنه سيعود إلى بلده في ختام جولته العربية، نافياً إعلان مسؤول سعودي أنه سيبقى مؤقتاً في المملكة. وأعلنت الرئاسة الأميركية أن الرئيس باراك أوباما جدد دعم إدارته لـ”علاقتنا التاريخية وقربنا من الشعب الكردي” خلال لقاء جمعه برئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، والذي التقى أيضاً وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، وسط أجواء متوترة تسود الشارع العراقي بسبب اتساع الخلافات بين الكتل السياسية وتعذر عقد المؤتمر الوطني. وذكر بيان صادر عن مكتب الرئيس العراقي أمس، أن “الهاشمي كان قد غادر البلد بعد أن وجه رسالة إلى الرئيس جلال طالباني حول اعتزامه القيام بجولة تشمل عدداً من الدول، وغادر فعلاً قبل أن تصدر موافقة عن رئيس الجمهورية”. وأضاف البيان “فيما يخص المقابلات الصحفية المنسوبة للهاشمي، فإن ما ورد فيها من مواقف حيال السلطات والقيادات العراقية لا تتطابق مع رؤية رئيس الجمهورية ومواقفه الداعية إلى تعزيز التفاهم الوطني وتفادي الشحن الطائفي، علاوة على أن صدورها في خارج العراق يمكن أن ينال من المكاسب المهمة التي حققتها جمهورية العراق، بانعقاد مؤتمر القمة الذي كان إقراراً بأن العراق استعاد عافيته وعاد ليتبوأ الموقع اللائق به في الأسرة العربية والأجنبية والدولية”. من جهة اخرى قال مدحت أبو عبدالله مدير المكتب الإعلامي للهاشمي أن “نائب رئيس الجمهورية يؤكد عودته إلى الوطن بمجرد إكمال جولته العربية”. وأضاف أن مكتب الهاشمي “ينفي ذلك الخبر نفيا قاطعا”، في إشارة إلى نبأ بقائه مؤقتا في السعودية. وأشار إلى أن الهاشمي “أكد ذلك أكثر من مرة” ويعتبر أن “خصومي السياسيين هم من يتمنون أن أترك وطني”. وكان مصدر سعودي رسمي صرح أمس أن نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المطلوب في بغداد بتهمة الإرهاب “سيمكث في السعودية في الوقت الراهن”. وقال المصدر إن الهاشمي الذي يخوض نزاعا محموما مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي “سيمكث في السعودية في الوقت الراهن” بدون أن يستبعد بقاءه في المملكة حتى رحيل المالكي “ديمقراطيا”. وقال المصدر السعودي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن الهاشمي قد يبقى “حتى سقوط المالكي ديمقراطيا” معتبرا أن “المالكي يمثل امتدادا لإيران وسقوط المالكي ديمقراطيا سينهي التدخل الإيراني للمنطقة”. وقال مصدر دبلوماسي سعودي آخر في الرياض إن الهاشمي سيصل إلى الرياض غدا السبت في زيارة تستغرق عدة ساعات لعقد لقاء مع الملك عبد الله بن عبدالعزيز، ولبحث في تطورات الأوضاع في المنطقة والعراق. وكان الهاشمي وصل إلى السعودية أمس الأول قادما من الدوحة، وأجرى محادثات مع وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. وقال في مقابلة مع قناة الجزيرة بثت أمس الأول إن قضيته “تحمل بعدا طائفيا” باعتبار أنه “خامس شخصية سنية يتم استهدافها”. وأكد أن “90% من المعتقلين في العراق من العرب السنة وأن ما لا يقل عن 80 تهمة وجهت” إلى أفراد حماية الهاشمي “فضلا عن تعرضهم للتعذيب”، فيما “هناك اعتقالات لم تفصح عنها الأجهزة الأمنية”. وانتقد الهاشمي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مؤكدا أن “الفساد يستشري في البلد ويدمر التوزيع العادل للثروات”، محذرا من أن “وحدة العراق أصبحت على المحك في الوقت الراهن وكل الخيارات ستكون مفتوحة”. وألمح الهاشمي إلى دعم تقدمه بغداد للنظام السوري. وقال إن “نوري المالكي كان يتهم نظام بشار الأسد بدعم الإرهاب، لكنه غير موقفه بعد الثورة وأصبح يدافع عنه”. وأضاف أن “هناك مؤشرات حول أشكال الدعم الذي يقدمه المالكي لنظام الأسد منها معلومات حول مليشيات عراقية تقاتل إلى جانب النظام السوري، وهناك معلومات غير مؤكدة حول استخدام ممر جوي عراقي لمساعدة النظام السوري”. ورأى الهاشمي أن ذلك “يتعارض ومع الدستور العراقي ومع موقف العراق الملتزم بقرارات الجامعة العربية”. في غضون ذلك أعلنت الرئاسة الأميركية أن أوباما عقد اجتماعا قصيرا مع بارزاني الذي استقبله في البيت الأبيض نائب الرئيس جوزف بايدن. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إن بارزاني التقى أيضا وزير الدفاع ليون بانيتا. ولم يوضح البيت الأبيض ولا البنتاجون فحوى المحادثات. لكن الرئاسة قالت في بيان إن “الولايات المتحدة ملتزمة علاقتنا التاريخية وقربنا من الشعب الكردي في إطار شراكتنا الاستراتيجية مع عراق فيدرالي وديمقراطي وموحد”. وفي شأن المؤتمر الوطني العراقي أعلنت كتلة العراقية البيضاء أمس أن فرص تهيئة الأجواء السياسية المشحونة قليلة، وأن الثقة لم تزل مفقودة بين الأطراف السياسية. وقال الأمين العام للكتلة جمال البطيخ في مؤتمر صحفي إن “الفرص المتاحة لنا ككتلة للعب دور الوسيط لتهدئة الأجواء المشحونة هي فرص قليلة، مستدركا “بالرغم من قلة هذه الفرص، إلا أننا لن نركن إلى الهدوء من أجل ترطيب الأجواء ضمن المتاح”. ودعا البطيخ الكتل السياسية “اعتماد نمط سياسي جديد لا يسمح للمشكلات السياسية أن تطفو على السطح”، مضيفا أن “الثقة لا تزال مفقودة بين الأطراف المختلفة ويجب توفرها للمضي بحل الأزمات”. وشدد على “ضرورة اختيار الكتل السياسية للمفردات الهادئة في خطاباتها خشية تأجيج المواقف”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©