أوسيتيا وأبخازيا تؤكدان تصميمهما على الاستقلال

أعلن رئيسا إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين في جورجيا خلال مؤتمر صحفي مشترك أمس تصميم الجمهوريتين على نيل استقلالهما في حين أكد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف دعم بلاده و''ضمانها'' لأي قرار يتخذه الأوسيتيون والأبخاز بشأن مستقبلهما· جاء ذلك عقب توقيع زعيمي الاقليمين برعاية الرئيس ميدفيديف اتفاقا من 6 نقاط لوقف إطلاق النار ، ما يعد خطوة أخرى باتجاه الانفصال عن جورجيا· وصرح رئيس أوسيتيا الجنوبية ادوارد كوكويتي بقوله ان ''تطلع شعب أوسيتيا الجنوبية إلى الاستقلال لم يتبدل· نسعى إلى الاستقلال بما يتوافق تماما مع قواعد القانون الدولي''· وبدوره، صرح الرئيس الابخازي سيرغي باغباش ''في ما يتصل باستقلالنا··لن توقفنا أي قوة· الهدف تم تحديده وسنسير نحو هذه الغاية معا''· وكان ميدفيديف الذي استقبل القائدين الانفصاليين في الكرملين صرح سابقا بأن روسيا ''ستدعم'' و''ستضمن'' أي قرار تتخذه أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية حول وضعهما· واستبعد باغباش وكوكويتي أي احتمال للتفاوض مع تبليسي حول وضعهما· وفي حفل رعاه الكرملين أمس، وقع زعيما المنطقتين الانفصاليتين خطة سلام من 6 نقاط تفاوض عليها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي مع روسيا وجورجيا· وأعلن ميدفيديف أنه بهدف منع شن ''هجمات جديدة من قبل الجانب الجورجي'' ستبقى قوة سلام روسية في أوسيتيا الجنوبية بينما أشار في الوقت نفسه إلى أن روسيا ستساعد في البحث عن حل دبلوماسي للصراع مؤكدا ان موسكو ستدعم وتضمن الخيار الذي يتخذه الأوستيون والأبخاز ''سواء في القوقاز أم في العالم أجمع''· وأعلن الكرملين أن الرئيس ميدفيديف تحدث في ساعة متأخرة الليلة قبل البارحة مع الرئيس الفرنسي حاثا إياه على تشجيع تبليسي على توقيع اتفاق ملزم بعدم معاودة مهاجمة الاقليمين الانفصاليين مشددا على ضرورة وضع مبادئ مستدامة لتطبيع الوضع بالمنطقة· من جهته، أكد الجيش الروسي أمس انه ليس جاهزا لتحديد موعد محدد لانسحابه من أوسيتيا الجنوبية لكنه لم يستبعد البدء بالجلاء مشيرا إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار ''عوامل عدة''· وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف صرح في مقابلة مع إذاعة ''صدى موسكو'' أمس بأن وحدة الأراضي الجورجية ''محدودة بحكم الأمر الواقع'' وان هذه المسألة لا يمكن تسويتها الا عبر ''البحث عن طرق مقبولة من الطرفين''· وأوضح الوزير الروسي ان مبدأ وحدة الاراضي الجورجية ليس مهددا بحد ذاته ولكن ''الوضع الحقيقي في العلاقات الابخازية الجورجية والأوسيتية الجورجية هو انه وفي كلتا الحالتين، اعترف المجتمع الدولي بوجود نزاع وبالحاجة إلى ايجاد آليات تفاوضية ولاحلال السلام··لتسويته''· من جهة أخرى، عبر لافروف عن انفتاحه تجاه فكرة رفع عدد المراقبين الدوليين في المنطقتين الانفصاليتين في ضوء زيادة المهام الأمنية لقوات السلام الروسية· وبالتوازي، وافق البرلمان الجورجي بالاجماع أمس على الانسحاب من ''كومنولث الدول المستقلة'' وهو تجمع فضفاض للدول السوفييتية سابقا تقوده روسيا بعدما اتهمت جورجيا موسكو ببدء حرب في القوقاز· ميدانيا، اتهمت تبليسي القوات الروسية بتدمير مدينة غوري قرب أوسيتيا الجنوبية ومرفأ بوتي على البحر الأسود فيما تحدثت مصادر رسمية وشهود، عن سماعهم تفجيرات مدوية وأعمدة دخان تتصاعد فوق المدينة· وتضاربت الروايات الجورجية حول انسحاب القوات الروسية منها· وأكدت وزارة الداخلية الجورجية أن القوات الروسية غيرت رأيها بعد أن أعلنت انها ستنسحب من المدينة مشيرة إلى أن قواتها أوقفت تقدمها لتسلم المدينة، خوفا من وقوع اشتباكات· وأفاد مسؤول أميركي بأن القوات الروسية دمرت المنشآت العسكرية الجورجية أثناء توغلها في البلاد· وأعلنت الخارجية الجورجية أن القوات الروسية عززت مواقعها مجددا في مرفأ بوتي ومدينة غوري في حين أكدت فرنسا أن موسكو تعهدت بسحب جيشها من غوري اليوم· كما أكد شهود أن أكثر من 100 دبابة روسية تجمعت على بعد كيلومترين من وسط مدينة زوجديدي غرب جورجيا·