مع بشائر القيظ في دولة الإمارات، نظمت إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام لعامها الثالث على التوالي على مدار اليومين الماضيين الاحتفالية الثالثة لبشارة القيظ حول مفردة (القرقعانة- الفراشة الإماراتية)، وذلك في سوق العرصة بمنطقة الشارقة القديمة. ويأتي هذا الاحتفال السنوي ضمن برنامج خاص ومفصل بالفعالية التي تتخذ رمزاً من رموز الموروث الشعبي وتركز عليه من باب التعريف وربط الأجيال الجديدة بالموروث المادي والمعنوي.
يلفت عبد العزيز عبد الرحمن المسلم - مدير التراث والشؤون الثقافية بالدائرة الى ان اختيار القرقعانة “الفراشة” جاء هذا العام للتعريف بمفردات التراث بشكل تفاعلي مرن، ودمج شرائح المجتمع كافة مع المثقفين والشعراء والمختصين في التراث المادي والمعنوي في مزيج من الإبداع الفكري والتراثي صوناً للتراث ومفرداته، وتأكيداً على المواطنة والأصالة لتبادل ثقافي وحوار بين الأجيال “.
ويضيف المسّلم أن “بشارة القيظ، في دورته الثالثة جاء مكملاً للأنشطة التي تضطلع بها إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهي تهدف بالأساس إلى تلقين الأجيال الصاعدة أصالة وثقافة والتراث الشعبي لأجداد الإمارات حفاظاً على استمرار الأعراف والتقاليد الحميدة، التي تشكل الدعائم الرئيسية التي لا يمكن أن يستغني عنها شعب الإمارات مهما بلغ من تطور وتقدم في الجانب الاقتصادي والتكنولوجي”.
ويؤكد المسّلم أن هذه الفعالية وسابقاتها حققت نتائج إيجابية في التعرف على هذه المفردات التراثية الشعبية التي تعتبر من بشارات الصيف لأهل المنطقة (القرقعانة- الصرناخ -اليعسوب وغيرها)، وأنها تقدم في قوالب تفاعلية، مؤكدا ان الدورات السابقة “حققت نجاحات شكلت لنا حافزاً أساسياً في الاستمرارية التي تقدم الماضي بمفهوم عصري”.
شمل برنامج الاحتفال ببشارة القيظ القرقعانة “الفراشة” على العديد من الفقرات والفعاليات، من ضمنها فيلم وثائقي عن الفراشات، ليبدأ بعدها المرسم الحر للأطفال وإبداعاتهم، تلاه الرسم على وجوه الأطفال ، والورشة الجبسية لإدارة التراث ، ثم المعرض العام عن الفراشات ، لتتواصل بعد ذلك محاضرات مقهى العرصة الثقافي التي تقام لأول مرة، وخلال ذلك بدأ الشاعر محمد البريكي بمحاضرته حول (المفردات التراثية في التجربة الشعرية)، بتقديم الشاعرة مريم النقبي ، لتنتهي فعاليات اليوم الأول. أما اليوم الثاني فبدأ بمحاضرة الكاتبة والروائية سارة الجروان تحت عنوان (بواعث الاكتراث لتوظيف التراث)، وقدمها ايضًا الشاعر محمد البريكي ، وتلا المحاضرة تقديم الهدايا الجميلة للأطفال ثم الإصدارات الخاصة بإدارة التراث ، لتنتهي بشارة القيظ لهذا العام بأفراحه وفراشاته، ومصادر المتعة والفائدة فيه.
عدد اليوم
