شركات الخطوط الجوية تتسابق لتقديم خدمة الإنترنت في طائراتها

تتسابق شركات الخطوط الجوية العالمية على تقديم خدمات الإنترنت على رحلاتها متيحة مزيداً من الراحة وإمكانات التواصل وخدمات الاتصالات· وفي هذا السياق قررت شركة (دلتا) الأميركية للخطوط الجوية مؤخراً تزويد جميع الطائرات العاملة في أسطولها بخدمة الإبحار عبر شبكة الإنترنت وبما يسمح للمسافرين بإنجاز أعمالهم وهم على ارتفاع 33 ألف قدم· وهذه الخدمة ستكون متوفرة على متن بعض طائرات الشركة ابتداء من شهر سبتمبر المقبل حيث سيتم اختبارها في بداية الأمر في طائرات (إم دي-88) النفاثة لتنتشر تدريجياً حتى يصبح عدد الطائرات التي تقدمها 75 من أصل أسطولها الذي يضم 330 طائرة تعمل على الخطوط الداخلية للولايات المتحدة· وفيما تتسابق العديد من شركات الخطوط الجوية العالمية على اختبار أحدث تقنيات الإنترنت اللاسلكية التي تم ابتداعها حتى الآن، فإن (دلتا) تعتبر الناقلة الجوية السباقة إلى إضافة تقنية (واي- فاي) إلى خدمات كل واحدة من طائراتها· وكثيراً ما تساءلت شركات الخطوط الجوية عن التكنولوجيات الجديدة التي يمكن تجهيز الطائرات بها؛ فهل يفضل الركاب البث التلفزيوني المباشر عبر الأقمار الاصطناعية، أم الأفلام السينمائية المبثوثة مباشرة من المحطات الأرضية، أم الإنترنت اللاسلكية، أم خدمة الهاتف الخليوي؟ وسرعان ما أفادت نتائج استطلاع الآراء أن معظم الركاب يفضلون خدمة الإنترنت على بقية الخدمات الأخرى، وتكمن أهم العوامل التي ترجّح هذا الاختيار في الانتشار السريع للأجهزة اليدوية التي تعمل في بيئة الإنترنت كالهواتف المحمولة الذكية وأجهزة (آي بود) و(آي فون) وغيرها· وتعتزم شركات أخرى للخطوط الجوية تقديم خدمة الإنترنت على طائراتها مثل (أميركان إيرلاينز) و(ساوثويست إيرلاينز) و(جيت بلو إيرويز)· وبناء على طلب الزبائن، عمدت شركات الخطوط الجوية إلى اختيار تقنية (واي-فاي) للتواصل مع الإنترنت الأرضية لأن من الممكن تحديد سعر هذه الخدمة بحيث يساوي سعرها في الفنادق الفخمة البالغ 9,95 دولار للرحلات التي يقل زمن قطعها عن ثلاث ساعات، و12,95 للرحلات الأطول· وبهذا يمكن لشركات الطيران أن تفتح لنفسها باباً جديداً لجني العوائد والأرباح· ويضاف إلى ذلك أن من السهل تجهيز الطائرات بهذه الخدمة· وفيما فضلت بعض شركات الخطوط الجوية جني الأرباح من خلال تقديم مثل هذه الخدمات الجديدة، فضلت شركات أخرى إلغاء الأنظمة القديمة للخدمات الترفيهية بما فيها تقنيات عرض أفلام الفيديو على طائراتها من أجل تخفيف وزن الطائرة إلى أقل حد ممكن وتخفيض استهلاكها من الوقود· وأصبح تقديم الأفلام المسجلة عبر الشاشات الداخلية للطائرات شيئاً من الماضي لأن اللاب توب وأجهزة تشغيل الفيديو جعلت معظم المسافرين قادرين على رؤية الأفلام بشكل أوضح أثناء تحليقهم في السماء· ويبدو بوضوح أن كل هذه الخدمات التي تقدم على الطائرات لا تساوي شيئاً بالمقارنة مع خدمة التوصيل بالإنترنت والتي تجعل المسافر على تواصل دائم مع صندوق بريده الإلكتروني ومكتبه وشركائه والوقوف على آخر الأخبار والتقارير· ومع الوتيرة السريعة التي تؤدى بها الخدمات، أصبح من الصعب على المسافر بالطائرة أن يبقى منعزلاً عن العالم خلال بضع ساعات· وهذا ما يجعل خدمة الإنترنت على الطائرات أمراً ضرورياً· وفيما كان الزمن الذي يقضيه المسافر في الطائرة يعدّ وقتاً ضائعاً فإنه لن يبقى كذلك بعد تعميم استخدام الإنترنت في الطائرات· وقال ريتشارد أندرسون المدير العام التنفيذي لشركة دلتا: إنه اتصل بخمسة عشر مديراً تنفيذياً وسألهم حول ما إذا كانوا يفضلون مشاهدة البث التلفزيوني المباشر أو الإبحار في الإنترنت اللاسلكية أثناء رحلاتهم الجوية، فاختار الجميع الإنترنت لأنها من الوسائل الإنتاجية لا الترفيهية· وأصبح المسافرون الآن معتادين على الاتصال بالإنترنت في بيوتهم ومكاتبهم وفي الفنادق والمقاهي التي يرتادونها· ولهذا فإنهم يطالبون شركات الطيران بتأمين خدمة الإنترنت على طائراتها· عن صحيفة وول ستريت جورنال