الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«معرض الرحالة» يمثل واجهة حضارية لتراث الإمارات الأصيل

«معرض الرحالة» يمثل واجهة حضارية لتراث الإمارات الأصيل
11 ابريل 2011 21:10
يشهد معرض الرحالة الذي يتم تنظيمه حاليا في “أيام الشارقة التراثية” إقبالا كبيرا، سواء من الجمهور الإماراتي أو العربي وأيضاً السياح الذي يزورون دولة الإمارات، حيث يجدون في هذا المعرض فرصة نادرة لإلقاء نظرة فاحصة عن كثب للتاريخ العميق لدولة الإمارات. وتعد هذه المهرجانات التراثية واجهة حضارية لتراث وماضي الإمارات الأصيل، كما تعكس كافة صور عراقتها وتقدمها بصورة جاذبة، للاطلاع عن كثب على البيئات الإماراتية المختلفة، وطرق العيش وتقاليد البحر وسكان الجبال، وأساليب الزراعة منذ القدم. وقد ضم المعرض العديد من صور الرحالة الذين زاروا الإمارات في الماضي من أمثال “ويلفريد ثيسنجر” المعروف باسم “مبارك بن لندن” والذي رافقه في رحلاته الخطيرة في الربع الخالي وأقاصي الجنوب للجزيرة العربية رجلان ?أشداء من قبيلة “الرواشد الكثيرية الهمدانية” التي تقع منازلها في صحراء الربع الخالي، وهما ?سالم بن غبيشه الراشدي الكثيري، وسليم بن ?كبينه الراشدي الكثيري، وهما دليلان وأصحاب معرفة في رمال الربع الخالي. وفي هذا السياق يقول علي محمد عبدالله، الذي جاء لزيارة أيام الشارقة التراثية من عجمان: “كان معرض الرحالة فرصة جميلة لي ولأولادي الذين انبهروا بسيارة الرحالة القديمة فقفزوا خلف مقودها وهم ينهالون علي بالأسئلة حولها وكل ما يتعلق بها”، أما عمر عبدالخالق الذي زار المعرض برفقة زوجته وأولادهما فقال: “المعرض مدهش بكل المقاييس فهو مليء بالمفاجآت وعابق بتاريخ وتفاصيل هذه المنطقة التي لا نعلم الكثير عن ماضيها، إن الصور المعروضة مدهشة بحق إضافة إلى كونها صور تاريخية نادرة تستحق الكثير من الوقوف والتأمل”. وقد كانت شبه الجزيرة العربية وصحراء الإمارات مصدرين كبيرين ألهما العديد من المستكشفين والرحالة ?الأوروبيين وغيرهم، والذين كانت خيالاتهم ممتلئة بتلك الأوصاف التي كانوا يقرأونهافي كتب “ألف ليلة وليلة”، كما كانت الليالي العربية تمثل غموضاً وسحرا يفوق ?الخيال، ولا سيما أن منطقتي نجد والربع الخالي كانتا مجهولتين تماماً لهم، فلم تكن تلك المنطقتين من مناطق الطمع الاستعماري. وكان كل من “ويلفريد ثيسنجر” و”رونالد كواري” وعبدالله فيلبي، وقائمة طويلة عريضة من المستكشفين سمحت لهم الظروف أن يخوضوا غمار الصحاري، ونقلوا لنا أشياء لم نكن نتوقع أن نعرف شيئاً عنها يوماً ما، فقد تركوا لنا إرثاً ضخماً تدويناً وتصويراً، ويأتي معرض الرحالة في أيام الشارقة التراثية لينقل صوراً مهمة ونادرة? تنقل لزوار المعرض شيئا من عبق الماضي لدولة الإمارات العربية والخليج العربي، حيث كان الجنوب الشرقي من الجزيرة المسرح الأهم لتلك ?الأحداث، ولهذا أهدى“ويلفريد ثيسنجر” كتابه الشهير الرمال العربية إلى قبيلة آل كثير الهمدانية نظرا لما قام به آل راشد والعوامر الكثيريين من مساعدات جعلته يخرج بأهم كتاب يتحدث عن الاستكشافات والرحلات في جنوب الجزيرة. كما ظهرت كتابات عن رحلات قام بها رحالة عرب، حيث ظهر أدب الرحلات ليشكل أحد أهم تجليات الثقافة فى ذلك العصر، وليجوب بعض الرحالة العرب بلادا عربية تجاور بلادهم بل وصل بعضهم إلى بلاد غير عربية وبعيدة كالصين والهند وبلاد ما وراء النهر وتركيا وغيرها. وقد أدى الرحالة العرب مهمة سامية للأجيال القادمة، إذ أسهمت كتاباتهم لأدب الرحلات فى نقل كثير من الصور الجميلة والمشاهد المميزة لتلك البلاد وطبيعتها الجغرافية، وظروفها المعيشية وألقوا الضوء على تاريخ هذه البلاد وأفكار سكانها وعادات وتقاليد قد تختلف وقد تتفق مع عادات البلاد التي جاء منها هؤلاء الرحالة، فأسهموا بذلك في نقل بعض ثقافات الشعوب الأخرى، وإثارة الاهتمام بها وتشجيع المهتمين من العلماء وطلبة العلم على زيارة تلك البلاد للنهل من معارفها وعلومها.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©