الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التنقيب خلف الغموض

التنقيب خلف الغموض
27 يوليو 2016 20:54
أشار الباحثون والمنقبون في موقع «ساروق الحديد» إلى ارتباط الموقع بالحضارات الأخرى في الشرق الأدنى القديم، وقِدم اكتشاف الأختام دلالة على علاقات تجارية ببلاد النهرين ودلمون ومصر، كما أن اكتشاف العقيق بمختلف أنواعه يعكس وجود تبادل تجاري مع السند في الهند. وبالطبع الحجر الصابوني وخام النحاس من سلطنة عمان، كما تم الكشف عن بعض الأخشاب لشجر الزيتون مما يؤكد أنه كانت هناك صلات تجارية مع سكان شرق البحر الأبيض المتوسط (سوريا ولبنان حالياً). تنوعت الأسئلة الجوهرية التي لا تزال مطروحة، حسب المتخصصين والمتابعين لعمليات التنقيب في موقع «ساروق الحديد»، حيث استأنف وضع النظريات المعرفية، كإحدى أهم الممارسات العلمية، للوصول إلى تجليات الإجابة المتعددة. ويرى المتخصصون الميدانيون أن في خلال الـ10 أو الـ15 سنة القادمة، سيتوج الباحثون أوصال المعرفة الركيزة للموقع التي ستفتح مجدداً أسئلة جديدة، ومن بينها تلك النظريات المبدئية حول الموقع ومكتشفاته الأثرية. هل كان موقعاً صناعياً؟ تشير الدراسات الحديثة إلى أن موقع «ساروق الحديد» كان مركزاً كبيراً لصناعة المعادن خصوصاً في الألف الأول قبل الميلاد، كما أن كمية «خَبَث الحديد» المنتشر على سطح الموقع تؤكد ذلك، ومن الدلائل الأخرى، الكشف عن بقايا بواتق صهر المعادن والفتحات التي كانت تستخدم لنفخ الهواء داخلها، إلى جانب حصد كميات كبيرة من بقايا المعادن التي كان يتم صهرها داخل البواتق، والكشف عن بعض السبائك النحاسية والتي كان من المفترض أن يتم إعادة صهرها، إضافة إلى اكتشاف المنقبين لعدد من الموازين مختلفة الأحجام، والتي كانت تستخدم في خلط المواد الخام بعضها ببعض، وأثمرت عملية البحث عن الكشف عن بعض القطع غير كاملة الصنع مثل العديد من رؤوس السهام، والتي كان يتم صب كل سهمين مع بعضهما ثم بعد الصهر يتم فصلهما، وتم الكشف عن العديد منها لم يتم قطعه. والعثور على كميات من الأسلاك النحاسية التي كانت مواد خام تستخدم للتصنيع وإعادة الصهر، والعثور أيضاً على كميات من الأسلاك الذهبية والتي كانت تستخدم في صناعة القطع الذهبية الصغيرة، بينما تم الكشف عن كميات كبيرة من الخرز المشكل من أحجار مختلفة غير كاملة الصناعة، مما يؤكد عملية استيراد الأحجار كمواد خام، ثم يتم تصنيعها في الموقع. وأشار د. حسين قنديل، خبير أثري في بلدية دبي، إلى أن سؤال اختيار الموقع لا يزال يمثل مبحثاً استراتيجياً مهماً في عمليات التنقيب، خصوصاً أن «ساروق الحديد» بعيد جداً عن مدينة منجم النحاس الموجود في المناطق الجبلية، والتساؤل الأهم أيضاً منصبٌّ حول مسألة مصدر الوقود المستخدم لعملية الصهر نفسها. بينما يرى حسن زين، إخصائي آثار في بلدية دبي، أن الموقع كان يلعب دوراً ريادياً وحضارياً قبل 4000 عام مضت. ومن بين أهم الاحتمالات، حسب اعتقاده، أن الموقع يشكل مصنعاً حربياً، وفقاً لإنتاجه مختلف الأواني البرونزية والعدد الهائل من الأسلحة المتقنة الصنع، إلى جانب آلاف من رؤوس السهام، والسيوف الحديدية والفؤوس، لذلك فإن اعتماد جزء كبير من الموقع كمصنع حربي أمر وارد. وبالنسبة إلى الدكتورة شارلوت كيبل، مديرة موقع جامعة «نيو إنغلاند»، فإن حضور الموقع في الصحراء هو المتعة المدهشة في المكتشف نفسه، فمن يتوقع أن هناك إنساناً عاش هنا! وأوضح د. منصور بريك إخصائي آثار في بلدية دبي، أنهم متأكدون بشكل أساسي الآن أن الموقع يعود إلى حضارة قديمة، والغموض يسري حول أصل هذه الحضارة، مضيفاً أنهم فعلياً لا يعلمون ماذا سيحدث في اللحظة القادمة من عملية التنقيب، وهنا يكمن جمال البحث في الآثار، فقد يعثرون على شيء واحد قادر على تغير مجرى المفاهيم ككل عن الموقع، ولفت إلى أن الأختام المكتشفة تتيح تصورات واسعة حول موقع «ساروق الحديد»، أولاً استخدامها الأختام في موقع صناعي كساروق الحديد، وثانياً الطبعات الموجود على الأختام نفسها ومرادفات الطبيعة المحيطة من الغزلان والحيوانات والنجوم والشمس.. والتي كانت تستخدم للطبع على الطين أو الشمع، سواء للاستخدام الشخصي أو لأغراض إدارية، أو كقطع دينية أو مجوهرات، وتشمل الأختام التي عُثر عليها في «ساروق الحديد» أختاماً أسطوانية من بلاد الرافدين ومصر، وأخرى تحمل تأثيرات من بلاد الرافدين ودلمون (البحرين الحديثة). بينما يشرح عالم الآثار تيم هيل، إمكانية مرور «ساروق الحديد» بمراحل عدة من الاستيطان عبر سنوات مضت، والذي يعكس تاريخ المنطقة، ويغير صورتها من الأقدم حتى الأحدث، ورؤية تلك التغيرات تكمن في قراءة كيفية استخدام الناس للطبيعة. مَن هم السكان؟ سؤال طرحه الباحثون والأثريون في موقع «ساروق الحديد»، ليستدلوا ببعض الأطروحات التاريخية الخاصة بالحراك التجاري الحضاري للمنطقة، ويقاربوها مع مكتشفات الموقع الأثري، ومن بين تلك «النظريات البحثية» ما قدمه د. منصور بريك، إخصائي آثار في بلدية دبي، عبر دراسة مفادها أنه: ربما كان موقع ساروق الحديد جزءاً من مملكة «ماجان» التي كانت تمتد من أبوظبي حتى سلطنة عمان، جاء ذكرها في نصوص سرجون الأكدي (2334 - 2279 ق.م)، حيث أشارت النصوص بلاد الرافدين القديمة إلى أماكن بأسماء «دلمون» و«ملوخا» و«ماجان»، وتذكر نصوص سرجون النص التالي «وكان سرجون ملك كيش منصوراً في أربع وثلاثين حملة (استطاع خلالها) أن يجرد (كل) المدن من حصونها ووصل إلى ساحل البحر وجعل في ميناء أكد سفناً ترسو من ملوخا سفناً من ماجان سفناً من دلمون»، كما أشارت النصوص الأدبية من الفترة نفسها إلى «ماجان» و«دلمون» في أسطورة أنكي حيث تذكر «أرض دلمون وماجان تطلعتا إلى أنكي، أوثق سفينة دلمون بالأرض، وحمل سفينة ماجان عالياً إلى السماء»، ومن الفرضيات الأخرى، ما جاء ذكره عن منطقة جنوب الجزيرة العربية في نصوص الملك المصري القديم تحتمس الثالث في نص، بعد حملته على غرب آسيا في العام 31 من حكمه، ذكر أهل هذه المنطقة باللغة المصرية القديمة «جنبتيو»، والتي تعنى بالسامية «الجنوبيين» أسلاف العرب القتبانين. وتذكر النصوص المصرية لهذا الملك وصول بعثة تجارية من جنوب الجزيرة العربية لعقد علاقات مع الملك المصري. وترجمة النص كالتالي (عندما عاد جلالته إلى مصر استقبل رسل الجنبتيو يحملون منتجاتهم «هداياهم» والتي تتكون من عنتيو «البخور» والكاي «اللبان»). ومن المعروف أنه تم الكشف عن ختم يحمل اسم الملك المصري تحوتمس الثالث. ويرى الباحث، ضمن سلسلة النظرية البحثية، أن احتمال الكشف عن أصل حضارة الموقع ربما يتصل بداريوس الملك الفارسي (521- 486 ق.م) والذي أطلق عليه العرب دارا الأول حيث ذكرها باسم «مكا» في نصوص له بالكتابة المصرية القديمة، وربما أن اسم «مكا» هو الاسم الفارسي لكلمة «ماجان» مع ملاحظة أن داريوس قد عاصر الفترة الأخيرة من تاريخ موقع «ساروق الحديد» خلال العصور الحديدية، ويلاحظ كذلك على طريقة كتابة الاسم أنه أحاطه بإطار كدلالة على سور محصن لمملكة. (*انظر صورة رقم 1) يستشفّ الباحثون خصائص وطبيعية عيش سكان موقع ساروق الحديد، من خلال المكتشفات اللافتة، فكما تقول د. شارلوت كيبل، مدير موقع جامعة نيو إنغلاند، إن ما وجدوه في الموقع مثير جداً حتى الآن، من مثل الأسلوب الرائع في حفظ بعض الأخشاب، خاصة أن الأخشاب مادة عضوية، وإمكانية التعفن سريعة، ونادراً ما يتم الوصول إلى مواد مثل الخشب أو الأنسجة أو الجلد، إبان التنقيب، ولكنهم في «ساروق الحديد» عثروا على القطع الخشبية المزخرفة، وما يدعو للتساؤل والدهشة هو أن تلك القطع الخشبية تعود لشجر الزيتون، الذي لا تتم زراعته بالمنطقة، إضافة إلى اكتشافهم أنواعاً خاصة بشجر النخيل الذي لا يُزرع هناك، معتبرة أن تلك المعلومات تقودنا إلى ملامح سكان الموقع، وأنهم لم يستندوا إلى استيراد المعادن فقط، بل الأخشاب التي شكلت جزءاً متصلاً بالقطع الأثرية المعدنية. أين مساكنهم؟ وماذا كانوا يلبسون؟ آخر ما توصل إليه الباحثون والأثريون في موقع ساروق الحديد: أنه حتى الآن، لم تكشف أعمال التنقيب عن مستوطنات سكان «ساروق الحديد»، ولكن تم الكشف عن حفر دائرية في الأرضية الجصية الطبيعية «Post holes»، كانت تثبَّت بها قوائم خشبية تحمل عرائش كان يستظل بها السكان في أثناء عمليات تصنيع المعادن، كما أن أعمال الحفر داخل «معسكر الجيش» أظهرت مواقد كثيرة وطبقات متراكمة من الفحم، والتي ربما تشير إلى أماكن لطهي الطعام. أما في ما يخص شكل الملابس: بالرجوع إلى مضامين (النظرية) أعلاه، وملاحظة الشخص الذي تم رسمه خلف اسم «مكا» من عصر الملك الفارسي دارا الأول (داريوس) رجل من حضارة مكا، ربما أن هذا الاسم هو الاسم المحرف لماجان ويصور الرجل وهو يرتدي المئزر القصير ويحمل سيفاً قصيراً على كتفه مربوطاً برباط على ما يبدو من الجلد، والسيف المصور يشبه السيوف القصيرة التي تم الكشف عن أعداد كثيرة منها في موقع ساروق الحديد، ومن المؤكد أنهم كانوا يزينون ملابسهم بالصدف، ويرتدون العقود من حبات خرز مختلفة الأشكال والأساور والخلاخل والخواتم. (*انظر الصورة رقم 1). كائنات المتحف 1 سبيكة خام غير مصقولةلصنع القطع المعدنية، كانت المواد الخام تُجلب إلى «ساروق الحديد»، ثم تُصهر لاستخراج المعادن الصالحة منها، هذه السبيكة هي نتيجة المرحلة الأولى من عملية الصهر، وتعتبر السبيكة الدائرية من الاكتشافات المهمة، لأنها تعطي الحجم التقريبي لأحد أفران الصهر. 2 سبائك نحاسية مصقولة تحوي السبائك غير المصقولة بعض الشوائب، لذا يتم صهرها مره ثانية للحصول على السبائك المشذبة المصقولة، هذه السبائك النحاسية جاهزة لتصنيع القطع المطلوبة. 3 فتحات نفخ الهواء تعتبر الثقوب الظاهرة على قطع الخَبَث المأخوذة من جدار أحد الأفران دليلاً على أن عمّال الصهر كانوا يدخلون مواسير داخل الأفران لاستخدامها في النفخ، وكانت هذه العملية تستخدم للتحكم بدرجة الحرارة داخل الفرن، مع احتمال استخدام الكير (منفاخ الحداد) أيضاً. 4 رؤوس سهام غير كاملة الصنع لم ينته العمل برأس السهم المزدوج هذا، إذا لا يزال بحاجة إلى أن ينفصل إلى قطعتين، ويؤكد وجود القطع غير المكتملة أنها كانت فعلاً تصنع في «ساروق الحديد». 5 رأس سهم حجري قبل أن يستخدم حدادو العصر الحديدي هذا الموقع بآلاف السنين، مر سكان العصر الحجري من هذا المكان، وربما يستخدمون الأقواس والسهام للصيد في أثناء مرورهم، وكان مناخ المنطقة حينذاك أكثر برودة ومطراً مما هو الآن. 6 الموازين مع حلول العصر الحديدي أصبح الموقع مركزاً للصناعات المعدنية، وكانت هذه الأوزان (التي أعيد تشكلها من بعض كفاف الأوزان المكتشفة) تستخدم لوزن وقياس المعادن وغيرها من المواد المستعملة في صناعة المشغولات المعدنية. 7 خنجر بمقبض على هيئة أسد صنع هذا الخنجر من معدنين، النصل من الحديد والمقبض من البرونز على شكل أسد في حالة الوثب، كأن الأسد من عناصر الزينة شائعة الاستخدام في بلاد الرافدين ومنطقة شرق المتوسط، واستخدامه هنا يشير إلى وجود رابط بين «ساروق الحديد» وهذه المناطق البعيدة. 8 سيوف حديدية هذه السيوف الحديدية من أفضل نماذج المشغولات الحديدية التي عُثر عليها في ساروق الحديد، وهي دليل على المهارة الفائقة للحرفيين الذين عملوا في هذا الموقع منذ ما يقارب 3000 سنة. 9 رؤوس سهام برونزية آلاف من رؤوس السهام البرونزية استُخرجت من «ساروق الحديد»، يستطيع علماء الآثار تصنيف مجموعات كبيرة من القطع المتشابهة لتحديد الاختلافات الطفيفة التي طرأت على أشكالها مما يساعد على رصد التغيرات التي طرأت على تقنيات الحدادة وتصاميمها مع مرور الزمن. 10 قطعة غامضة هذه واحدة من أكثر القطع غرابة التي عُثر عليها في «ساروق الحديد»، والتي لا نزال غير متأكدين بشأن أهميتها. إحدى النظريات تشير إلى أنها خلخال جمل، والنظرية الأخرى تفترض أنها كانت نوعاً من الزينة البشرية. 11 مبخرة اكتُشفت الكثير من المباخر البرونزية في «ساروق الحديد»، بعضها يحمل تأثيرات فنية خارجية، ترتكز هذه المبخرة على أقدام تشبه حوافر الثور، هذه الممارسة الفنية القديمة نشأت منذ أكثر من 4000 سنة في شمال بلاد الرافدين. 12 خرز العقيق العتيق من الأحجار الكريمة يتميز بلونه البرتقالي الشفاف المائل للحمرة، وعلى الرغم من وجوده في الإمارات الشمالية فإن أهم مصادر العقيق في العصر الحديدي هو وادي السند في باكستان الحالية. 13 التماثيل المعدنية هذه القطع عبارة عن تماثيل بشرية صغيرة صُنعت من قطع معدنية، هل كانت دمى للأطفال أو لمعتقدات دينية قديمة؟ 14 الأصداف المزخرفة ربما تكون هذه الأصداف المزخرفة بدقة استخدمت كمجوهرات للزينة الشخصية. تحوي الأصداف من الداخل ثقوباً صغيرة يمكن أن تستخدم لتعليقها على الجسم والملابس، لا بد أن الأصداف كانت تُستورد من مناطق ساحلية، لكن أحد النماذج غير الكاملة الذي عُثر عليه في الموقع يشير إلى أنها كانت تُنقش في «ساروق الحديد». 15 غزال ذهبي ربما يكون هذا الغزال الجميل جزءاً من قطعة أكبر حجماً مثل عقد أو قلادة، ويعتبر الغزال من الحيوانات المحلية، وتؤكد هذه القطعة الرائعة تأثر الصائغ بالبيئة المحلية. كنز يقول جيمس روبرتس، أخصائي حيوانات، جامعة نيو إنغلند، إن طبقة العظام تعد من أكثر الاكتشافات المثيرة للاهتمام، والتي يعود تاريخها إلى فترة «وادي سوق»، حيث يعد الموقع كنزاً من العظام، فالكمية الموجودة وأسلوب حفظها رائعة مقارنة بموقع الاكتشاف في بيئة الصحراء، والمعلومات التي حصلنا عليها من ذلك مهمة في تكوين الآراء والردود، وإثراء المناظرات الخاصة بالآثار العربية. وقالت رايلي جينسن، رسامة آثار، جامعة نيو إنغلند، إن المواد المفضلة لديها من ساروق الحديد، إلى هذه اللحظة البحثية هي القطع الحجرية، فهي عبارة عن أداة من الحجر، أو بقايا أداة من حجر، وكثيراً ما نجد بعض الشرائح الصغيرة المنفصلة عن نصل صنعه شخص ما، ولكن لا نحصل على النصل ذاته، لذلك فالقطع الحجرية مثيرة جداً للاهتمام، حتى وإن لم تكن هي نفسها في متناول الأيدي، فإن وجود العناصر التي استخدمت لتلك القطعة، تؤثر على الاستنتاجات التي نصل إليها، فعدم وجود البيانات يعد في حد ذاته نوعاً من البيانات. بانوراما متحفية متحف ساروق الحديد، الواقع في منطقة الشندغة التاريخية، يشكل عرضاً بانورامياً لرحلة اكتشاف الموقع الأثري، ويُعرف الزوار بالمراحل الأولية لتنقيب حضاري، سيمتد لسنوات، مرسخاً مكانة دولة الإمارات، كمنطقة التقاء حضاري. ويتضمن المتحف إلى جانب أهم الاكتشافات للقطع الأثرية، تعريفاً تاريخياً موسعاً للمنطقة عبر سرد العلاقات التجارية لساروق الحديد على مدى آلاف السنين مع أهم حضارات العالم. ويسهم التلاقي المعرفي في متحف ساروق الحديد في إشراك المجتمع في التكوين الأول للمشهد الثقافي الخاص بحضارة ساروق الحديد، مقدماً للأطفال الكثير من الفعاليات والتجارب التفاعلية مثل جولات مخصصة لهم في القاعات تتضمن أنشطة ممتعة، إضافة إلى تجارب تفاعلية من مثل إعادة تركيب الأواني الأثرية، وتجميع هياكل الحيوانات، ومساعدة الخبراء في حل لغز محير، أما في الباحة الخارجية للمتحف فتوجد منطقة للتنقيب يهدف من خلالها القائمون على المتحف إلى إثراء مخيلة الأطفال بخبرة عملية عبر ممارسة فعل الحفر والتنقيب لاستخراج القطع الأثرية. وسيشهد المتحف في الأعوام المقبلة توسعاً استراتيجياً يستوعب القطع الأثرية المكتشفة للموقع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©