الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأسر المنتجة تحتفل بتراث الإمارات

الأسر المنتجة تحتفل بتراث الإمارات
11 ابريل 2011 21:13
تحت عنوان “من التراث ننهل”، تحتضن “أيام الشارقة التراثية” في المنطقة القديمة من المدينة، العديد من الأسر المنتجة من أصحاب المشاريع الصغيرة وبرنامج فرصتي، حيث يشارك الجميع من خلال محال ودكاكين صغيرة تناثرت بين جنبات المكان، لتستعرض منتجات مختلفة وابتكارات متميزة، فضلاً عن الحرف اليدوية والمأكولات الشعبية، مع نماذج مميزة لفن التصوير الفوتوغرافي والأشغال الفنية التي تعكس صوراً تراثية من بيئة الإمارات القديمة، وذلك من خلال فعاليات وأنشطة المهرجان المتعددة والتي أثرتها عشرات من المواهب الفتية الواعدة من المواطنين الشباب من الجنسين. ثقة وخبرة وعادة ما تعمل الأسر المنتجة ضمن نطاق بيئتها المحلية فتكون مشاريع تلبي متطلبات أفرادها وتعبر عن مجتمعها وسماته، ومن ساحة التراث رصدنا الكثير من هذه النماذج ومنها مثلا الطالبة الجامعية ايمان أحمد الأميري، ومشروعها “المنثورة” والذي تتحدث عنه بفخر لتقول:”نحن مجموعة من طالبات التقنية، قررنا أن لا نقف وننتظر فقط وقت التخرج، بل ندخل من الآن لسوق العمل الخاص لنكتسب ما يلزمنا من الثقة والخبرة، فنكوّن نواة لمشاريع صغيرة قد تفتح لنا آفاقاً جديدة وبعيدة عن الوظائف الحكومية التي تتضاءل فرص الحصول عليها شيئاً فشيئاً”. وتضيف:”اخترنا اسم “المنثورة” من التراث الإماراتي القديم تيمنا به وليكون فاتحة الخير على المشروع، فبدأنا بشراء بضائع مختلفة من سوق الجملة كالهدايا والإكسسوارات مع البخور والعطور العربية، وقمنا بتأطير لوحات لمناظر طبيعية وأخرى تراثية التقطتها كاميرات بعض الزميلات ومنها صور جميلة بعدسة الطالبة شيماء عبدالله بن فلاح، لنسعرها جميعا بربح معقول، ونبيعها لمن يرغب من زوار المهرجان”. دعوة وترحيب وفي كشك مجاور آخر يحمل لفظة محلية “اقرب” وتعني اقترب بالعربية وكأنها تحمل دعوة مرحبة بالمارة بالاقتراب والدنو لتذوق ما لذ وطاب من الحلويات والمشروبات الساخنة من الشاي الملكي والقهوة، وقف شابان جامعيان من دبي هما عيسى وعبدالله البريمي، ليناديا على الجمهور بابتسامة وحبور، وعند سؤالهما عن السبب، أجاب عيسى :”يجب أن ننادي على الزبائن، فهذه هي المرة الأولى التي نشارك فيها بمشروع، وعلى الرغم من بساطة الفكرة وتواضعها إلا أننا متحمسان جداً لها، وحظينا بدعم من الأهل والأصدقاء، فالوالدة أمدتنا بالمال اللازم لشراء الطحين والسكر والمكسرات والحليب، وقامت هي بالعجن والخبز والتزيين ونحن تكفلنا بالتغليف والبيع”. ويكمل ضاحكاً:”أما الفائدة والربح فستكون بينا نحن الاثنان فقط، بعد أن نرجع طبعا رأس المال الذي أخذناه من أمنا الحنون”. ومن مكان ليس ببعيد تتلألأ فيه أطياف ملونة من الأقطان والحرير لترفرف خافقة في الهواء الطلق مع دخان البخور والعود، وقفت شيخة الزين الملقبة بأم خليفة لتوجز تجربتها في مهرجان أيام الشارقة التراثية، فتقول:”بدأت تجارتي من البيت، لأصنع العطور والبخور، وأخلط الطيب والعود، وأبيع أطقماً ملونة من سجادات الصلاة والشيلات القطنية التي تلائمها، وكنت أشارك كل ما سنحت لي الفرصة ببعض المعارض التجارية والمهرجانات، وهنا اليوم وفي ساحة التراث أجد نفسي مرتاحة ومستبشرة خيرا، وأنا محاطة بهذا الكم من الأصالة والجمال الذي يذكرني بالماضي وزمن الآباء والأجداد”. وتتابع:”معرفة الناس كنوز، ولا يعيب المرء العمل الشريف والاعتماد على الذات، لتوفير سبل العيش الكريم، ومثل هذه الفعاليات تشكل حافزاً مهماً ودافعاً جيداً يفتح الكثير من الأبواب المغلقة أمام الأسر المنتجة وأصحاب الأعمال والمشاريع المنزلية المبتدئة، فتعود عليهم بالربح والفائدة”. ومن وراء عربة خشبية تحمل لافتة كبيرة تضم عبارة طريفة تقول (من سبق لبق) وتبيع أصنافاً مختلفة من المعجنات والحلويات وأطباق الفواكه المغمسة بالكاسترد، تحدثت المواطنة “أم محمد”، لتقول:”أنا هنا لمساندة بناتي ودعمهن، فهن من فكرن بهذا المشروع الصغير وخططن من أجله للمشاركة بمهرجان.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©