الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

افتتاح منتجع قصر السراب في قلب صحراء ليوا

افتتاح منتجع قصر السراب في قلب صحراء ليوا
24 أكتوبر 2009 22:58
يفتح منتجع قصر السراب في قلب صحراء ليوا أبوابه اليوم أمام السياح بشكل رسمي، ليوفر تجربة فريدة للراغبين في استعادة تاريخ حضارات متجذرة في الربع الخالي منذ سبعة آلاف عام. ويعتبر المنتجع، الذي يتخذ تصميمه شكل قلعة تاريخية، أول منتجع من فئة الخمس نجوم يتم بناؤه بين الكثبان الرملية الذهبية في صحراء ليوا في الربع الخالي، أكبر الصحارى الرملية في العالم. ويشكل “قصر السراب” الذي تديره مجموعة أنانتارا العالمية، معلماً متميّزاً يبرز للعالم تقاليد وتراث دولة الإمارات وجذورها التاريخية في أحد أروع المناطق الطبيعية في الدولة. وتولّت تشييد هذا المنتجع شركة التطوير والاستثمار السياحي، المطوّر الرئيسي لأبرز المشاريع الثقافية والسكنية والسياحية في أبوظبي، حيث حرصت على أنّ يعكس تصميم كل العناصر فيه التجربة الأصيلة التي يرتبط بها محيطه التاريخي. تشكيلات الكثبان ولا يستطيع الزائر أن يرى المنتجع إلا عند الوصول الى بوابته، حيث أن بناءه يتماشى مع طبيعة الأرض في تشكيلات الكثبان الرملية المرتفعة التي حجبت رؤية المنتجع، إلى أن تبدأ ملامح قلعة قديمة بالظهور. يضم قصر السراب 154 غرفة و42 فيلا و10 فيلات ملكية استلهم تصميمها من القصور الملكية الفخمة، من حيث مساحاتها الفسيحة وبرك السباحة الخاصة بها والشرفات الخارجية المطلّة على المحيط الرائع للمنتجع إضافة الى احتوائه على مقتنيات تاريخية قديمة وتراثية تعكس التاريخ والحضارة الإماراتية تم تجميعها من عدة جهات. وقال معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة ورئيس مجلس إدارة شركة التطوير والاستثمار السياحي “نفتخر بمنتجع قصر السراب، فهو ليس مجرّد منتجع سياحي يضم مختلف وسائل الترفيه والفخامة، بل إنّه رمز لتقاليد الضيافة العربية الأصيلة ولثقافتنا الضاربة بجذورها في التاريخ”. وأضاف “ندين بهذا المعلم الرائع إلى الأجداد الذين ولدوا ونشؤوا في واحة ليوا الغنّاء وإلى رؤيتهم القيادية التي كان لها الأثر الأكبر في ما بلغته الدولة اليوم من تطوّر ورقي”. وقال معاليه “يعود الفضل في بناء هذا الصرح السياحي إلى رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وللدعم الدائم من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحرصهما على إحياء التراث الغنيّ للدولة من خلال إعلائهما صروحاً عمرانية عالمية المستوى في أبوظبي”. وتشمل مرافق “قصر السراب”، الذي يبعد 90 دقيقة بالسيارة عن مطار أبوظبي وسبعة كيلومترات عن طريق حميم الرئيسي عبر صحراء ليوا، نادياً صحياً راقياً ومركزاً للمؤتمرات وبركة سباحة خارجية، ومساحات للعب الأطفال ونشاطات سياحية وثقافية تعبر عن تقاليد ليوا العريقة. الحصون القديمة وفيما يتعلق بالطابع المعماري للمشروع، فإنه مستوحى من الحصون القديمة في أبوظبي والعين، حيث اعتمد فريق التصميم في شركة التطوير والاستثمار السياحي تلك المعالم التراثية في وضع التصميم المبتكر لمنتجع قصر السراب. وحرصت شركة التطوير والاستثمار السياحي على الجودة في جميع عناصر هذا المشروع لضمان تميّزه وانسجامه مع تراث المنطقة. وتطلب ذلك العمل عن كثب مع المصممين والمهندسين المعماريين المكلفين بالمشروع، إضافة إلى اجراء دراسات ولقاءات في مختلف المواقع الأثرية في منطقة أبوظبي ومع كبار المسؤولين في متحف العين الوطني. من جهته، أوضح العضو المنتدب في شركة التطوير والاستثمار السياحي، مبارك حمد المهيري أن قطاع السياحة في أبوظبي يواصل نموّه اللافت، وإطلاق هذا المنتجع الصحراوي الفريد سيضمن حصول زائري الإمارات على فرصة ثمينة لاختبار التراث الأصيل والتاريخ الغني للدولة. وقال “هذه التجربة التي نضعها اليوم في تصرّف هؤلاء تجمع الثقافة الإماراتية والمناظر الخلابة مع أرقى المعايير الفندقية العالمية”. أما التجوال في الصحراء على ظهور الجمال، فهو نشاط آخر يقدّم لضيوف “قصر السراب” فرصة استكشاف هذه البيئة التي اشتهرت من خلال مغامرات المستكشف البريطاني الراحل الـ”سير ويلفرد تيسيغر” عبر صحراء الربع الخالي بين العامين 1945 و1949. كما سيطلع الزوار أيضاً على التاريخ الغني للمنطقة، وآثار المواقع التي كانت مأهولة في العصر الحجري، وسيستمعون لحكايات عن تلك الحقبة لم تحكى بعد. وفي المساء، تتوفر أمام النزلاء فرصة مراقبة النجوم من موقع تم تجهيزه على أحد الكثبان الرملية، وذلك في إحياء عصري الطابع لذكريات الاكتشافات العربية في مجال الفضاء خلال العصر الذهبي للإسلام بين القرنين الثامن والسادس عشر. ومن جانبه، ألقى الرئيس التنفيذي لشركة التطوير والاستثمار السياحي، لي تيبلر، الضوء على أهمية منتجع قصر السراب الصحراوي. وقال “عناصر الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي والأعمال الفنية جاءت لتعكس تاريخ المنطقة وتقاليدها، بينما تم جمع القطع الأثرية بصورة انتقائية من أنحاء عدّة في الخليج والشرق الأوسط”. “وكما هو حال جميع مشاريعنا، نواصل التركيز على حماية البيئة الطبيعية وضمان عنصر الاستدامة في مجالات التصميم والبناء والصيانة. فالحرص على مشاريع التطوير المتميّزة والمستدامة والتي تحفظ تاريخ وتراث دولة الامارات هو في صلب استراتيجية شركة التطوير والاستثمار السياحي”. وأضاف “هذا التزام يتماشى مع الرؤية الاقتصادية والاستراتيجية لأبوظبي 2030”. وقال “بعد النجاح الذي حققه منتجع وسبا جزر الصحراء بإدارة أنانتارا، ندخل بالشراكة من جديد مع المجموعة التايلاندية الرائدة في مجال الضيافة، لإدارة هذا المنتجع البارز في الوقت الذي نواصل فيه تقديم صورة الإمارات الحقيقية للزوار”. وانسجاماً مع الطابع المحلي للمنتجع، يستطيع نزلاء قصر السراب التمتع بخيارات عديدة في مجال المأكولات، أهمها المأكولات الإماراتية التقليدية. ويضم المنتجع مكتبة أدبية تحتوي على كتب قديمة تحكي تاريخ الإمارات ومجموعة من التحف المختارة من دول المنطقة. وقال المدير الإقليمي لمجموعة أنانتارا، ديدييه تورنبوف، “يمثل منتجع قصر السراب أهمية كبيرة بالنسبة لمجموعتنا، لأنه ثمرة مباشرة للسمعة الرفيعة التي تحظى بها أنانتارا كما أنه معلم فريد في طابعه وموقعه الرائع”. وأضاف “افتتاح قصر السراب بالنسبة لمجموعة أنانتارا هو محطة مهمة في مسيرة الخطط التوسعية للمجموعة، وخاصة لما يوفره من مزيج فريد بين الفخامة المتناهية والثقافة المحلية العريقة”. تطوير مهارات الضيافة لدى مواطني المنطقة الصحراء الغربية (الاتحاد) - قالت الشيخة مهرة القاسمي مدير أول اتصالات لمشاريع أبوظبي في شركة التطوير والاستثمار السياحي إن الشركة تعمل على تطوير مهارات مواطنين في مجال الضيافة ليعملوا في قصر السراب. وأضافت في حديث مع الوفد الإعلامي الذي زار المنتجع أول من أمس، وكان أول وفد اعلامي عربي يزور قصر السراب، أن المركز التعليمي الذي طورته الشركة في جزيرة دلما التي تحتوي على 5000 نسمة خير مثال على ذلك، مشيرة أن بعضهم تخرجوا وعملوا في مشروع جزر الصحراء. وقالت إن فكرة إقامة منتجع قصر السراب وليدة من القيادة الرشيدة للإمارة لإقامة منتجع يشع بالثقافة والتراث ويمزج بين الترفيه والحضارة. وزادت “يوجد توجه من الشركة لبناء مدرج للطائرات حتى تتاح وسيلة أخرى للتنقل الى المنتجع إلى جانب الوسائل البرية”، مشيرة الى أن الفكرة لا تزال قيد الدراسة. وأضافت “يوجد في الوقت الحالي مهبطين لطائرات الهوليكابتر. وفيما يتعلق بالترويج السياحي لهذا المنتجع، أكدت أن الشركة تعمل منذ أكثر من سنتين على الترويج لهذا القصر من خلال المعارض الدولية والمحلية، مشيرة الى أنه سيتم عرضه في سوق السفر العالمي في لندن الشهر المقبل. ومن المتوقع أن يستقطب المنتجع سياح محليين إلى جانب السياح الأجانب الذين يحبون التعرف على التقاليد العربية والإماراتية الأصيلة. محمية طبيعية للحيوانات البرية الأصيلة الصحراء الغربية (الاتحاد) - لا تقتصر تجربة الزائر في مرافق المنتجع فقط، بل ستتاح أمامه فرصة استكشاف الطبيعة الساحرة المحيطة به، فستحوي المنطقة المتاخمة محميّة الحياة البرّية، على مساحة تسعة آلاف كيلومتر مربع. وتأوي تلك المحمية، التي تعتبر الأكبر من نوعها في الإمارات، آلاف الحيوانات العربية الأصيلة التي تتجول طليقة في المنطقة، منها المها العربية وغزال الريم وغزال الصحراء. وبذلك تصبح المنطقة المحيطة بقصر السراب واحة غنّاء تتجول في أرجائها حيوانات برّية اصيلة بمؤازرة هيئة البيئة في أبوظبي من خلال تهيئة المكان وإنجاز بركة مياه تستخدم لمساعدة الحيوانات على التأقلم مع بيئتها الطبيعية. ويضمّ المنتجع كذلك مركزاً لاستكشاف الصحراء تم تصميمه ليمنح الزوار معلومات حول البيئة الصحراوية المحيطة بالمنتجع ونشاطات من وحي تراث المنطقة مثل الصيد بالصقور وركوب الهجن.
المصدر: المنطقة الغربية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©