الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأخشاب ديكور أصيل يمنح الحديقة شخصيتها المميزة

الأخشاب ديكور أصيل يمنح الحديقة شخصيتها المميزة
11 ابريل 2011 21:19
يلجأ الكثيرون إلى خلق أجواء جمالية في تفاصيل حدائقهم المنزلية وتزيينها ببعض عناصر ومفردات ديكورات الفناء الخارجي، والأخشاب هي أحد هذه العناصر التي نجدها بنماذج فنية مختلفة تجلب الدفء بتكويناتها وجزئياتها، ما أن وظفت بطريقة عملية مدروسة تقوم بدورها الفعلي والجمالي، والتي بلا شك تطلق مفهوم الهدوء والراحة والاسترخاء في ثنايا المكان، فهي محطة مهمة لاجتماع العائلة في رحاب الطبيعة وما يمكن أن تتركه من اثر إيجابي في كل من يعيش هذه التجربة الحية. ليدرك تماما أن العناصر الخشبية لها مدلولات وسحر لا تقل أهمية عن مكونات الحديقة. نلمس أن الأعمال الخشبية أصبحت قطعة مهمة في ديكور الحدائق، لما تقدمه من قيمه وظيفية في المكان، يحدثنا عن ذلك سليمان الشامسي المتخصص في مجال ديكورات الحدائق الخشبية. يقول سليمان الشامسي: الأخشاب من بنات الطبيعة، مأخوذة من الشجرة، ذلك الكائن الموحي بالطبيعة الساحرة، هي الشجرة التي تتفرغ منها تلك الأغصان، وكأنها تمد الأذرع لتدعوك إلى حضن جمال الطبيعة، وتنوع أشكال الأشجار له ذوق جمالي خاص، فمنها ما يدل على الشموخ والعزة كنخلتنا التي تنتج رطبا، ومنها ما يأخذ شكل الجبال كالصنوبر وما جانسه، ومنها ما يأخذ شكل خصر الأنثى كالنخلة الملكة، وهي من صنف النخل المستخدم للزينة، ومنها الكثير الكثير، وهذا بالنظر، إلى أصل الخشب. أما بالنسبة للخشب نفسه فبطبيعته الباردة، وبما يحتويه من نقوش وديكورات طبيعية في ذات الخشب، فإنه يدعوك للتعمق في سبحانية الخالق، وما أودعه من فن طبيعي جميل في هذا العنصر الطبيعي. الخشب في الحدائق ويضيف الشامسي قائلاً: وبشكل عام تزامن استخدام القطع الخشبية مع إنشاء الحدائق في كل مكان، فالحدائق أساسا تتكون من الأشجار والنباتات، والخشب موجودة أساسا كسيقان الأشجار وأغصانها كديكور طبيعي، واستطاع الإنسان إضافة لمساته الجميلة بتقطيع الأشجار وتحويلها إلى عنصر جمالي بأشكال وتصاميم مختلفة. ونجد أن هناك أنواعاً كثيرة من الأخشاب التي يمكن أن تستخدم كخامة طبيعية وتوظيفها بطريقة مثالية في الحديقة منها خشب التيك أو ما يسمى بالزان والخشب الأحمر وهو المستخدم بشكل عام نسبة لتوافره بكثرة ومناسبة سعره للعموم، والخشب الأبيض، والقصب أو البوص بأشكاله ومقاساته كافة وهذه هي الأنواع المستخدمة بشكل عام، ولكن استطعنا نحن أبناء الإمارات من توظيف نباتاتنا وأشجارنا البيئية، في مفردات ديكور الحدائق، فنحن نستخدم خشب أشجار الغاف، والسمر، والنخل بكل أجزائه، والمرخ، وبإمكاننا استخدام بعض أعلاف الحيوانات في الديكور الخارجي. مميزات الأخشاب ومن حيث مميزات ومواصفات الأخشاب المستخدمة كمفردة من مفردات الحديقة ويشير الشامسي قائلاً: لكل نوع من الخشب مواصفات خاصة به، فمثلاً خشب التيك يتميز بثقل وزنه وبطء امتصاصه للماء، إضافة إلى الخطوط والدوائر الطبيعية الداخلة في تكوين المادة، مما يعطي منظرا جماليا خلابا لا يتكرر في معظم الأحيان إلا إذا كانت قطع الديكور من الشجرة نفسها، ويتم تقطيعها بشكل طولي، وفي حال تبلله بالماء فيتغير لونه الخارجي ليأخذ لون الطبيعة الساحرة، أما الخشب الأحمر والأبيض فيتميز بسهولة التعامل معه في التقطيع والتشكيل وقابليته لأنواع مختلفة من الأصباغ، إضافة إلى سهولة التحكم في تدويره ولفه إذا تم تقطيعه. وبالنسبة للقصب فيتمتع بليونة غريبة يمكن تشكيله حسب الطلب ويمكن ربطه من دون استخدام المعادن، كما أنه لا يحتاج للصبغ بسبب لون الجميل، ومن أهم مميزات الخشب المأخوذ من النخل أنه مكون من أنسجة قوية مرنة أثناء التصنيع ومتعددة الاستخدام ومتنوعة الأشكال فأجزاء النخلة كلها نستخدمها في الديكور ابتداء من الساق مرورا بالكرب والليف والعذق والجريد وانتهاء بالسعف. ومن حيث العناية بالأخشاب وخاصة ما يستخدم في مجال الديكور فهناك عملية التبخير بغازات خاصة لمنع بعض الآفات الحشرية والطفيليات من إتلاف الخشب، وهناك عملية التغريق بالسوائل النفطية أو الدهنية لمنع النمل الأبيض من بناء مستعمراته ونخر الخشب، كما أن صبغ الخشب بالألوان أو المواد العازلة كالورنيش أو الأكريليك وهي مواد شفافة، يزيد من مقاومة الخشب للعوامل الجوية وتكسبها لمعانا خاصا. ويضيف الشاعر إن الخشب المستخدم في ديكور الحدائق فعمره الافتراضي طويل جدا قد يزيد عن خمسين عاما إذا تمت العناية به جيدا وحفظه عن المؤثرات الخارجية كالحشرات، وملامسته للرمل أو أرضية الحديقة، وتشربه المباشر للماء، كل ذلك يؤدي ويؤثر في مدى استمرارية هذه القطعة كديكور يشكل به ملامح الحديقة ويخلق أبعادا جمالية خاصة لا يمكن أن نتجاهل وجوده في أحضان أي مساحة من الفناء الخارجي للمنزل. استخدام الخشب ويرى الشامسي قائلاً: كثيرة هي تلك التصاميم المكونة من الخشب فمنها المظلات بشكل عام، وعالم المظلات كبير ومتنوع ومتغير الشكل والاستخدام، ومنها الجسور الخشبية سواء كان على الممرات المائية أو غيرها، ومنها الكراسي والطاولات، ومنها ألعاب الأطفال بأنواعها وأشكالها كافة، ومنها أرضيات الممرات، ومنها الجلسات التي تتمتع بالخصوصية والانفرادية، وهذه العناصر والديكورات الخشبية لابد أن يحدد به الهدف والغاية من استخدامه بحيث تلبي احتياجات جميع أفراد العائلة من خلال توظيفها في مساحة محددة من المكان بحيث تحتضن مجموعة من الأنشطة، بما في ذلك محطة للجلوس، والاسترخاء وتناول الطعام تحت أشعة الشمس الدافئة، بالإضافة إلى ممارسة بعض التمارين الرياضية، إلى جانب الترفية والترويح عن النفس بقدر الإمكان والتمتع بالعزلة بعيدا عن الضوضاء وضغوط الحياة اليومية، لابد أن يكون هناك نوع من التلاحم والتناغم بين المواد والعناصر المستخدمة في الحديقة حتى تسير على وتيرة جمالية. وتضم هذا القطع الخشبية بأنواعها المختلفة بعض التصاميم والنقوش المختلفة والتي تلعب دورا كبيرا في تصاميم ومظهر هذه القطع. كما يحدد حجم الأرضيات الخشبية ومحيطها مميزات التصميم التي يجب أخذها في عين الاعتبار فالمصاطب الخشبية في المساحات الصغير ة يجب أن تشمل عددا محدودا من الوظائف كالمقاعد المدمجة أو أن توضع حول المسبح كإطار، أما المصاطب الكبيرة فيجب أن تستخدم كالمتكآت والأماكن المظلة والتعريشات. وتمنح البنية المخرمة للبر جولات للمكان إيقاع جمالي، خاصة، فما أن تلقي الشمس بأشعتها الذهبية على المكان حتى يتخلل هذا الفراغات الخشبية ظلالا مركبا على أرضية المكان، كما تعمل على التخفيف من حدة أشعة الشمس وقوتها. وتتلاءم الألواح الرقيقة والمستقيمة المستخدمة في النقوش المتناوبة للتعريشة الفوقية بشكل جيد مع شكل المساحة أو الفراغ. ويعكس الشكل الفريد للتعريشة شكل المصطبة، كما تضفي الأعمدة والألواح والزخرفة والمقاعد المدمجة ذات الزوايا على المختلي شعورا بالعزلة، كما تعتبر الاسيجة والتعاريش العمودية والتعاريش الفوقية بمثابة الجدران والسقوف للغرفة الخارجية فهي تحدٍ من الضجيج وتؤمن العزلة وتتحكم بتأثير الشمس والهواء في الجلسة. وغير ذلك الكثير الكثير حسب ذوق ومخيلة مصمم ديكورات الحدائق وطلب العملاء. فمجال استخدام الأخشاب عديدة ومتنوعة في الحديقة وأصبح هناك حرص من قبل الأشخاص على اقتناء الديكورات الخشبية ليشكلوا بها تفاصيل حدائقهم المنزلية. الحديقة من دون الخشب! يؤكد الشامسي أن أي حديقة منزلية لا تحتوي على ديكور خشبي تكون منقوصة المنظر والتأثير، ويمكن إضافة بعض القطع الخشبية لتغير من شكل الحديقة بصورة مؤثرة، فمثلاً يمكن تقطيع سيقان الأشجار الكبيرة إلى حلقات بسمك 10 سم وغرسها في أرضية الحديقة كممشى، أو تقطيعها بطول 50 سم واستعمالها ككراسي طبيعية، أو استخدام سيقان النخل كأعمدة إضاءة، وغيرها الكثير من في التصاميم، وبزيارة لمصنع الأخشاب يمكنكم الاستمتاع بحدائق منزلية لا مثيل لها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©