الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صريفا اللبنانية بلدة جنوبية سكانها في مرمى الهزّات الأرضية

صريفا اللبنانية بلدة جنوبية سكانها في مرمى الهزّات الأرضية
11 ابريل 2011 21:23
الزلازل أخطار فعلية وواقعية، تهدد حياة سكان مدن عديدة من بلدات وقرى الجنوب اللبناني، لاسيما بلدة صريفا التي نالت شهرة عالمية في عدد الهزات الأرضية التي أصابتها وتركت حيرة علمية في دراسات وأبحاث الخبراء والأكاديميين والمهندسين الذين دعوا إلى ضرورة إجراء دراسة جيولوجية للمنطقة بأقصى سرعة ممكنة لتفادي الأسوأ. تعليمات حماية “لبنان قد يتعرض لهزة أرضية خلال 40 يوماً، لكنها لن تكون مدمرة”؛ نبأ أذاعته وسائل إعلام رسمية منها تلفزيون لبنان، واستتبع بسلسلة إرشادات وقائية من الهزات الأرضية عممتها وزارة الداخلية اللبنانية والمديرية العامة للدفاع المدني ومفادها التحضير قبل الهزات، مثل مراقبة الأغراض في البيت أو المكتب، وتثبيت كل ما يمكن أن يقع، وعدم تعليق صور وأشياء ثقيلة فوق المقاعد والسرير، وتصليح التشققات في المبنى والأسلاك الكهربائية، وتحديد الأماكن الآمنة في الداخل، تحت الطاولات القوية الصنع، بجانب حائط داخلي (زاوية)، بعيداً عن الزجاج والمرايا وكل ما يمكن أن يتكسر أو في الخارج بعيداً عن الابنية والأشجار وأعمدة الهاتف والكهرباء وعدم التوجه إلى المناطق الساحلية خوفاً من “تسونامي”. ولدى حصول الهزّة، فالتدابير المطلوبة حسب الإجراءات المعلنة، تتلخص بعدم المبادرة إلى الخروج أو النزول إلى الملجأ، فالبقاء في الداخل أسلم، مع الابتعاد عن النوافذ والشرفات، وعن الأشياء المثبتة على السقوف والجدران، مع قطع جميع مصادر الطاقة، وعدم استعمال المصعد الكهربائي. وإذا كان الإنسان خارج المنزل، فعليه الابتعاد عن المباني والأسوار وخطوط التيار الكهربائي واللافتات المعدنية، ومحاذرة الحفر وضفاف الأنهر والشواطئ والشوارع الضيقة المحاطة بالمنازل تلافياً للإصابة بالزجاج والأغراض المتناثرة. وورد في التدابير أيضا “عند حصول الهزّة الأرضية وأنت داخل السيارة، فيجب تجنب القيادة المتهورة لأن التحكم بالمقود يصبح أمرأً صعباً، ما يؤدي إلى الاصطدام بالمارة والسيارات، إضافة إلى ضرورة ركن السيارة إلى يمين الطريق بعيداً عن المباني والإمدادات الكهربائية. ويأتي دور المصعد، حيث من الأفضل كبس زر التوقف والمغادرة بسرعة عبر السلالم باتجاه الأماكن الآمنة”. وكلما تعرض صريفا لهزة أرضية، أثارت الهلع والقلق من دون أضرار تذكر، ما دفع السكان إلى مغادرة منازلهم، واللجوء إلى البساتين. والهزات المذكورة شعر بها أهالي بلدات شحور وارزون ومنطقة شمال الليطاني، وإن كان أعنفها في صريفا جنوب لبنان. أخطار طبيعية هذه المخاطر الطبيعية والجيولوجية، دفعت بلدة صريفا نتيجة للهزات الارتدادية التي تصيبها دون غيرها من المناطق في الجنوب، إلى إجراء أضخم عملية مناورة حول إخلاء ومعالجة “اليونيفل”، بمشاركة الوحدات الفرنسية والإيطالية والأندونيسية، بنصب الخيم وإقامة مستشفيات نقالة في إحدى ساحات البلدة، وتم استحداث غرف عمليات وطوارئ مدعمة من خلال جهاز التمريض في المستشفى العسكري للجيش اللبناني. الغاية من المناورة إعطاء الإرشادات حول كيفية إخلاء وإسعاف الجرحى على الأرض، ونقلهم بواسطة الحمالات الطبية إلى سيارات الإسعاف، ومن ثم نقلهم إلى المستشفى الميداني، وقد تخلل المناورة المذكورة نقل أكثر من 20 حالة تراوحت إصابتهم بين الطفيفة والمتوسطة والخطيرة، مستخدمين الحبال لإنزال الضحايا من المباني المنهارة، والإصابات المنتشرة في الأحراش والأودية. والهدف من هذه المناورة هو التدريب بعدما تم استحداث أربعة مراكز في خراج بلدة صريفا، للمساعدة في عمليات الإخلاء الوهمية، ووضع جرافات وآليات ثقيلة في البلدة المذكورة. وبلدة صريفا التي نالت حصتها من “هزة” عدوان يوليو، حيث نالت حصة كبيرة من القذائف والصواريخ، محت معالم كثيرة في مبانيها وشوارعها واحيائها، جاءت الهزات الأرضية لتكمل عملية الدمار والتخريب وإن كانت من عوامل الطبيعة، إلا أن معظم سكان البلدة أصبحت الهزات تنال من أعصابهم، فلم يعودوا يعيشون حياتهم مثل بقية البشر، بسبب إشاعات “الزلازل”، فباتوا يمارسون يومياتهم على أهبة الاستعداد لكل طارئ، فأبواب المنازل تبقى مفتوحة على مصراعيها معظم الأوقات والاستنفار دائم للنزوح إلى الساحات العامة الخالية من البناء، للاحتماء بالعراء أو من خيم نصبت أمام البيوت. ويقول أحمد حمود “الحروب أهون من “الزلازل” و”الهزات” التي لا نعرف متى تقع وتحصل، لاسيما وان صريفا نالت حصتها بوفرة منها، وتكرر هذا الشيء مرات عديدة وبشكل أثار الحيرة والاستغراب”. ويتابع أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فالهزات بدأت تؤثر على جوانب اخرى لدى أهالي صريفا وجوارها، فالسكان لم يعودوا مقتنعين بأن تكرار الهزات من فعل الطبيعة فقط، لأنها فاقت بعددها الحد المعقول الذي لم يعرفه لبنان مثيلاً لها منذ عقود طويلة، خصوصاً وأنها تترافق مع هدير وأزيز قويين. تجارب وتساؤلات في دراسة علمية حديثة للدكتور علي قعفراني حول الهزات والزلازل الأرضية في الجنوب، وتحديداً في بلدة صريفا التي حصلت فيها عدة هزات متلاحقة، طرح عدة تساؤلات أبرزها، هو احتمال أن تكون الزلازل نتيجة لتفجيرات تقوم بها إسرائيل في المياه الإقليمية، موضحاً أن دراسته انطلقت من وقائع علمية بحتة، وهي أن الطاقة الأقصى لأي صدع مثل “صدع الزرارية” في صور، يتراوح بين 3,8 إلى 4,5 درجات على مقياس ريختر، وهذا الصدع لا يمكن أن يتحرك طبيعياً أكثر من هكذا طاقة، إلا إذا كانت الطاقة التي تحركه من صنع الإنسان، الذي يمتلك تقنية تؤهله من تحريك هكذا صدع. ومؤخرا، قام وفد من نقابة المهندسين في بيروت، بجولة للكشف على المباني المتضررة في صريفا وغيرها، برئاسة رئيس النقابة بلال العلايلي، الذي أكد وجود أخطار فعلية في بعض المنازل والمحلات التجارية، تهدد حياة ساكنيها، ويجب تدعيمها بأقصى سرعة ممكنة لتفادي الأسوأ، داعياً جمعية الجيوليوجيين ومجلس البحوث العلمية للقيام بمسح دقيق وسريع لتفادي أي خطر مستقبلي لاسيما وان المعاينة أظهرت وجود تشققات كبيرة في الأرض، وهذا ما يفاقم الخطر على السلامة العامة. فالتشققات المذكورة والفتحات الكبيرة تظهر مدى المشكلة في المنطقة، مشددا على الجميع أخذ الموضوع على محمل الجد. ودعا العلايلي إلى المبادرة باستحداث مركز ثابت للدفاع المدني للتدخل الفوري عند حدوث أي طارئ إضافة إلى إقامة مقر دائم لقوى الأمن الداخلي للتدخل، والقيام بما يلزم وتحويل مستوصف البلدة الحالي إلى مركز صحي رسمي يستطيع استقبال الحالات الطارئة ومعالجتها، وتأمين الخيم والبيوت الجاهزة لجميع سكان البلدة، واستحداث مركز لرصد الزلازل والهزات في صريفا، مهمته المتابعة الدائمة لهذا الموضوع.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©