الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الانفصاليون يتحدون أوكرانيا ويرفضون تنفيذ اتفاق جنيف

الانفصاليون يتحدون أوكرانيا ويرفضون تنفيذ اتفاق جنيف
19 ابريل 2014 01:21
أكد الانفصاليون في شرق أوكرانيا أمس تمسكهم بمواقفهم على الرغم من اتفاق جنيف المفاجئ القاضي بتجريدهم من السلاح وإخلاء المباني التي يحتلونها منذ عشرة أيام، متحدين حكومة كييف الموالية لأوروبا. فيما دعا القائم بأعمال الرئيس أولكسندر تورتشينوف والقائم بأعمال رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك في كلمة مشتركة أذاعها التلفزيون إلى الوحدة الوطنية، وحثا الشعب على نبذ العنف، وقالا: «إنهما سيؤيدان إدخال تعديلات على الدستور، ونقل مزيد من الصلاحيات للمجالس المحلية، بما في ذلك الصلاحيات المتعلقة باللغة الرسمية المستخدمة -وهو مطلب رئيس للمتحدثين بالروسية». ويسيطر «الرجال الخضر» المسلحون غامضو الهوية، والذين تقول كييف أنهم عسكريون روس، في حين تقول روسيا إنهم «مجموعات دفاع ذاتي محلية»، على بلدية سلافيانسك التي احتلوها منذ ستة أيام. وفي تلك المنطقة تحديدا، كبدوا أمس الأول، عشية مباحثات جنيف، القوات المسلحة الأوكرانية هزيمة مهينة باستيلائهم على قافلة دبابات أرسلتها الحكومة الأوكرانية لاستعادة السيطرة على الوضع قبل إعادة بقية الجنود إلى ثكناتهم. وفي «جمهورية دونيتسك» أعلن احد مسؤولي الانفصاليين أمس الأول أنهم لا يعتبرون أنفسهم ملزمين بالاتفاق المبرم في جنيف، والذي لم «يتم التوقيع عليه باسمهم» ويصرون على نيتهم تنظيم استفتاء حول حكم ذاتي. وقدم القائمان بأعمال الرئيس ورئيس الوزراء في أوكرانيا أمس أقوى تعهد إلى الآن بتعزيز الحقوق الدستورية المتعلقة باستخدام اللغة الروسية في مسعى لتهدئة احتجاجات الانفصاليين. وصرح دنيس بوشيلين أحد «وزراء» حكومة هذه «الجمهورية» المعلنة من طرف واحد للصحفيين في دونيتسك أن الانفصاليين يوافقون على إخلاء المباني التي يحتلونها كما ينص الاتفاق، لكن على السلطات الأوكرانية الموالية لأوروبا «أولا أن تغادر المباني التي تحتلها بشكل غير شرعي منذ الانقلاب الذي قامت به». وأضاف أن تطبيق الاتفاق لا يمكن أن يتم «إلا بعد إصلاح دستوري»، مضيفاً أن الانفصاليين يطلبون إدراج «نظام فيدرالي» في الدستور الأوكراني، وهو ما ترفضه الحكومة التي ترى في ذلك إفساحا في المجال أمام تفكيك البلاد وتقترح «لامركزية». ويرفض الانفصاليون على غرار موسكو الاعتراف بالحكومة الانتقالية التي تشكلت في فبراير بعد التظاهرات الدامية التي أطاحت الرئيس الموالي للروس فيكتور يانوكوفيتش الذي كانت دونيتسك معقله. ولا يعتبر الانفصاليون أنفسهم ملزمين بالاتفاق، لأن وزير الخارجية الروسي سيرجي «لافروف لم يوقع باسمنا بل باسم روسيا»، كما أضاف المسؤول، بينما أعربت موسكو عن رغبتها في أن يتمثل الانفصاليون في المفاوضات التي جمعت الخميس في جنيف أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأضاف بوشيلين «نتوقع أن لا تحترم كييف هذا الاتفاق، ونستعد في شكل كثيف لإجراء استفتاء في 11 مايو» حول حكم ذاتي واسع يريد الانفصاليون تنظيمه، وهم يحتلون منذ السادس من أبريل مقر الإدارة المركزية الإقليمية في دونيتسك. وتابع «نتوقع تصعيداً في النزاع» بسبب سياسة كييف، مؤكداً أن الحكومة الأوكرانية «انتهكت اتفاق جنيف منذ أمس بإعلانها أن القوات الأوكرانية ستبقى» في المنطقة. وقد أبرم الغربيون وكييف وموسكو أمس الأول في جنيف اتفاقا يهدف إلى الحد من تصعيد التوتر، بينما بدت أوكرانيا على شفير التفكك بعد عمليات التمرد في شرق البلاد المطالبة بالانضمام إلى روسيا أو بنظام «فيدرالي». وينص الاتفاق خصوصاً على نزع أسلحة المجموعات غير القانونية، وإخلاء المباني المحتلة، والعفو عن الذين يحترمون هذه التدابير، باستثناء «الذين ارتكبوا جرائم أُريقت فيها الدماء». كما ينص أيضا على أن تكون العملية الدستورية التي وعدت بها الحكومة الانتقالية الأوكرانية «شفافة» «مع تنظيم حوار وطني واسع يضم المناطق الأوكرانية وكل الأطراف السياسية». لكن الحكومة المنبثقة عن الانتفاضة التي أطاحت في فبراير الرئيس الموالي للروس فيكتور يانوكوفيتش، ترفض إرساء «نظام فدرالي» كما يطالب به الانفصاليون وتدعو إليه موسكو غير أنها وعدت بإصلاحات تهدف إلى إقامة نظام «لامركزي» ومنح صلاحيات كبيرة لا سيما انتخاب هيئات تنفيذية إقليمية كانت حتى الآن تعينها السلطات المركزية. وفي حين ينتظر تنظيم انتخابات رئاسية في 25 مايو لإرساء أسس نظام شرعي عبر الاقتراع، أقرت الحكومة مساء أمس الأول مرسوما يمنحها مهلة حتى الأول من أكتوبر لإعداد «اللامركزية»، بينما يطالب الانفصاليون باستفتاء حول إلحاقهم بروسيا أو بـ«نظام فيدرالي» قبل ذلك الموعد أو بحلوله على أقصى تقدير، وهو ما لم يستبعده الرئيس بالوكالة أولكسندر تورتشينوف. كذلك خيب اتفاق جنيف آمال أنصار الوحدة الأوكرانية. وقال اناتولي غريتسكون وزير الدفاع السابق والمرشح إلى الانتخابات الرئاسية في 25 مايو في مدونته على الإنترنت غاضباً: «إن تلك الاتفاقات لم تذكر وحدة أراضي أوكرانيا ولا تطالب روسيا بالكف عن احتلال القرم، ولم تشر إلى المخربين الروس في دومباس» (الحوض المنجمي في الشرق)، فهل لا يدرك الغربيون أن بوتين يشكل خطرا على أوروبا والعالم؟». غير أن الرئيس الأميركي باراك اوباما أبدى حذرا كبيرا بشأن تلك الاتفاقات، مؤكدا أن ليس لديه أي يقين أن الاتفاق «سيخفض التوتر» ميدانيا، وحذر من فرض عقوبات جديدة أميركية وأوروبية على موسكو في حال آلت المفاوضات إلى مأزق. وقال «يجب الانتظار أياماً عدة قبل أن نرى تلك التصريحات تترجم» في شكل ملموس. (سلافيانسك-أوكرانيا- وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©