الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ريال مدريد البركان النائم؟

28 يوليو 2016 11:35
ألا يبعث على الريبة قبل الحيرة، أن يكون ريال مدريد الجلاكتيكي حتى الآن مجرد متفرج يقف ساهماً على ناصية سوق الانتقالات الصيفية لا يحرك ساكناً، وهو الذي تعود أن يشعل فيها النار بما أبداه على الدوام من نهم في مطاردة اللاعبين العباقرة غير آبه بالأرقام الفلكية التي يسجلها باسمه في بورصة المناقصات؟ كيف نفهم وكيف نستسيغ هذا الهدوء الذي يبديه فلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي المتهم الأول بإشعال الفتنة في سوق الصفقات والميركاتو الأوروبي يدخل أيامه الساخنة؟ إلى الآن لم يعمل ريال مدريد إلا على تفعيل ما نص عليه عقد بيع موراتا لليوفي قبل موسمين، فقد نص العقد على أن للريال الحق في استعادة لاعبه من السيدة العجوز بقيمة مالية محددة سلفاً، وهو إلى الآن يوصد كل الأبواب أمام العروض الكبيرة المقدمة من الأندية الإنجليزية، فهل نفهم من هذا أننا أمام بركان نائم، وأن ريال مدريد يعمل بنظرية السكون الذي يسبق العاصفة؟ أم نفهم منه أن ريال مدريد غير راغب فعلاً في مطاردة لاعبين آخرين مهما علا كعبهم، لأن له من الخوارق البشرية ما يكفيه لكتابة فصول أخرى في كتاب الأمجاد؟ والريال يربح نهائي الأبطال أمام الجار أتلتيكو مدريد ليضع الألماسة الحادية عشرة في عقده الفريد، نثر زين الدين زيدان حول لاعبيه كلمات لها مذاق أسطوري، فقد قال من حول جمرة بينيتيز إلى ثمرة، أنه يملك أروع فريق وأجمل مجموعة ولاعبوه هم نجوم عالميون، وتلك الجملة أنبأت بما نعيشه اليوم مع الريال، فقد نجح زيدان في تلجيم رئيسه العاشق للصفقات القياسية وفي فرض الأساس الفكري والأخلاقي الذي عليه تقوم فلسفته الرياضية، أننا لا نغير فريقاً يفوز، وأن من الحنق التضحية لمجموعة وصلت لدرجة متقدمة من النضج والاختمار. والحقيقة أن ما يضغط بقوة على فكر زيدان ليس هو اصطياد نجم جديد ، ولو أن عينه لا تفارق أبداً فرنسي اليوفي بول بوجبا الذي يمثل بصغر سنه وكاريزميته وتطابقه مع التقليعة المدريدية خياراً مثالياً، ولكن هو إحلال نوع من السلم في مستودع الملابس، حيث لا يأتي النجوم الخرافيون ليحجزوا مكاناً بدكة البدلاء ولكن لاحتلال مساحة في ملعب المجد، كما هو الحال بالنسبة للكولومبي خاميس رودريجيز وإلإسباني إيسكو والفرنسي فاران، وكلهم يتطلعون لأدوار أكبر من تلك التي تقلدوها الموسم الماضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©