الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بيان الدوحة لدعم المغرب نفاق سياسي

بيان الدوحة لدعم المغرب نفاق سياسي
5 مايو 2018 00:26
أحمد شعبان (القاهرة) أكد سياسيون وخبراء في الشأن الإيراني أنه يوماً بعد يوم تحرص قطر على الحفاظ على علاقاتها القوية مع طهران على حساب مصالح الدول الخليجية والعربية، مشيرين في هذا الصدد إلى البيان الصادر من الدوحة المتعلق بقرار المغرب الخاص بقطع علاقاتها مع إيران، وأيضاً الأنباء المتعلقة بالقبض على ضابط قطري في اليمن. وأشاروا إلى أن البيان القطري الخاص بالمغرب مخادع وفضفاض جداً، ولا ينطوي على أي موقف سياسي ضد طهران، ولم يتعرض بأي شكل من الأشكال إلى النقاط الجوهرية التي أعلنتها السلطات المغربية تجاه وقف التمدد الشيعي في المغرب، والعمليات العدائية التي تقوم بها إيران مع جماعات البوليساريو في المنطقة الصحراوية الجنوبية. وأكدوا في الإطار نفسه أن البيان يؤكد أن قطر تريد فقط أن تحفظ ماء الوجه أمام العالم، وأن تبقي على علاقاتها الاستراتيجية طويلة الأمد مع السلطات الإيرانية. وبناء عليه فإن هناك مخاطر حقيقية نتيجة التحالف القطري الإيراني بتهديد أمن واستقرار المنطقة العربية. وأشاروا إلى أن القبض على ضابط الاستخبارات القطري في اليمن يؤكد أن التنسيق القطري الإيراني هناك على أعلى مستوى، خاصة أن قطر تدعم تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن، وهناك ضباط قطريون مقيمون في تلك المنطقة الشرقية من اليمن، بالإضافة إلى الدعم القطري الأساسي الذي يقدم للحوثيين في صعدة. وتوقعوا أن يتم في الفترة المقبلة ضبط شبكات تجنيد قطرية تعمل بساتر إيراني، ليس فقط في الشرق الأوسط؛ ولكن في مناطق أخرى من العالم. بيان فضفاض بداية، أكد محمد محسن أبو النور، الخبير في الشؤون الإيرانية، أن العلاقات القطرية الإيرانية آخذة في التصاعد، وهناك وثائق تؤكد أن قطر كانت أحد الداعمين لجماعات الحوثيين في حربها ضد النظام اليمني، وبالتالي فإن العلاقات القطرية الإيرانية ليست بجديدة وتمتد إلى سنوات طويلة، مشيراً إلى أنه في عام 2010 وقع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وثيقة تعاون أمني واستراتيجي مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر السابق. وأشار إلى أن التنسيق القطري الإيراني في اليمن على أعلى مستوى، خاصة أن قطر تدعم تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن على سبيل التحديد، وهناك ضباط قطريون مقيمون في تلك المنطقة الشرقية من اليمن، بالإضافة إلى الدعم القطري الأساسي الذي يقدم للحوثيين في صعدة، مشيراً في هذا الصدد إلى القبض على الضابط القطري الرائد محسن صالح الكربي أثناء فراره عبر منفذ شحن في محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان. وأكد أنه بالنسبة لدعم قطر لمملكة المغرب في قرارها من قطع العلاقات مع إيران، فإن البيان القطري فضفاض جداً، ولا ينطوي على أي موقف سياسي له أثر واضح، ولم يتعرض بأي شكل من الأشكال إلى النقاط الجوهرية التي أعلنتها السلطات المغربية تجاه وقف التمدد الشيعي في المغرب والعمليات العدائية التي تقوم بها إيران بالتنسيق مع جماعات البوليساريو في المنطقة الصحراوية الجنوبية للمغرب، والتي تهدد أمن واستقرار المغرب، مشيراً إلى أن كل هذه الأمور تؤكد بأن قطر تريد فقط أن تحفظ ماء الوجه أمام العالم، وأن تبقي على علاقاتها الاستراتيجية طويلة الأمد مع السلطات الإيرانية. تهديد المنطقة ومن جانبه، أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن السياسة القطرية من الجانب الإيراني لم تتغير؛ ولكن بالعكس تعددت اليوم مسارات الحركة القطرية مع إيران في اتجاهات مختلفة، ويؤكد هذا ما تم الإعلان عنه من القبض على ضابط المخابرات القطري الذي يعمل في اليمن مع الجماعات الحوثية المنقلبة على الشرعية هناك والموالية لإيران، وكذلك البيان القطري المخادع والمنافق الذي أعلنت فيه الدوحة دعمها للمغرب في قطع علاقاتها مع إيران بسبب التدخلات الإيرانية هناك، ومن دون أن تشير لا من قريب أو من بعيد إلى أي إدانة لإيران. وأشار إلى أنه على أرض الواقع هناك مجالات للتحرك الإيراني القطري في الإقليم بأكمله، يمتد من الخليج العربي وينتهي إلى المغرب العربي، وهناك استراتيجية تحرك قطرية كبيرة مدعومة من إيران بصورة كبيرة؛ مشيراً إلى أن هناك تحركات غير مشروعة قطرية إيرانية في أغلب دول المنطقة، لافتاً إلى أن المغرب كانت سريعة الرد، وبصورة مباشرة في التعامل مع الحالة الإيرانية وليس في قطع العلاقات فقط مع طهران؛ ولكن في اتخاذ موقف حازم من التدخلات والتهديدات الإيرانية. ولفت إلى وجود هناك مخاطر حقيقية في ترك الجانب القطري بهذه الصورة من التحالف مع الجانب الإيراني في تهديد أمن واستقرار المنطقة العربية، مشيراً إلى أن النموذج الإيراني الذي حصل في المغرب سوف يكون له تبعيات سلبية وتداعيات في الفترة المقبلة. وتوقع فهمي أن يتم في الفترة المقبلة ضبط شبكات تجنيد قطرية تعمل بساتر إيراني، ليس فقط في الشرق الأوسط؛ ولكن في مناطق أخرى سواء في منطقة جنوب شرق آسيا، وجنوب الساحل في تشاد والنيجر، والدول التي تتحرك فيها الأجهزة الأمنية القطرية المدعومة بالجانب الإيراني، ويرى أن الكشف عن المعلن كما حدث في اليمن والمغرب يشير إلى أشياء أخرى غير معلنة بطبيعة الحال، مؤكدا أنها ستتكشف في الفترة المقبلة. وأشار إلى أن القطريين لا يريدون أن يعترفوا بشكل الدعم المباشر الذي يحصلون عليه من الجانب الإيراني، ومسارات الحركة على المستوى الأمني والاستراتيجي، مضيفاً: «وبناء عليه فإن قطر في بيانها الداعم للمغرب ضد إيران؛ لم تدن الجانب الإيراني، وأعلنت في الوقت نفسه موقفها الداعم للمغرب، وهو موقف شكلي وصوري لبعض الدول في هذا الإطار. ولكن هناك أمورا غير معلنة ستتكشف في الفترة المقبلة، وسوف يكون للمغرب رد عنيف، ولن يكتفوا بالرد، والبيان القطري المعلن، ولن يتعاملوا معه على أنه أمر واقعي، وسوف يكون للمغرب ردود فعل تجاه قطر في الفترة المقبلة بعد البيان القطري المراوغ. وأشار إلى أن مسرح العمليات في اليمن يؤكد أن هناك تعاوناً أمنياً واستخباراتياً كبيراً على أعلى مستوى بين قطر وإيران، لافتاً إلى أنه ليس القضية القبض على ضابط قطري فقط، ولكن هناك شبكة تعامل تحت مستويات مختلفة في اليمن تعمل بها قطر وإيران، مشيراً إلى أن جزءاً كبيراً من تمويلات وتحركات الحوثيين في اليمن ودعمهم بالسلاح تشارك فيها إيران بمساعدة قطرية، وهناك شبكات رؤوس أموال تتحرك لضخ السلاح، وتعاملات لضباط مخابرات قطرية مع التيار الحوثي، وهناك تحركات كثيرة على أعلى مستوى قطري. وأكد أن الدوحة تستقوي الآن بالجانب الإيراني، وتؤكد اختيارها للجانب الإيراني على حساب أي طرف آخر، بمعنى أن موقف قطر واضح في أنها تنحاز إلى الخيار الإقليمي الإيراني على حساب الخيار العربي الخليجي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©