لبنان يحدد إجراءات التبادل الدبلوماسي مع سوريا الأسبوع المقبل

أطلع الرئيس اللبناني ميشال سليمان امس مجلس الوزراء على نتائج قمته مع نظيره السوري بشار الأسد· وتقرر في ختام الجلسة الاستثنائية التي عقدت في بعبدا أن تعود الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة الى الانعقاد يوم الخميس المقبل لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن الشروع في إقامة العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا· ورحب عدد من المسؤولين اللبنانيين بالنتائج التي خرجت بها القمة اللبنانية السورية لاسيما ما يتعلق بالاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين· لكنها طرحت تساؤلات حول ما يتعلق بملف ترسيم الحدود ومصير المعتقلين والمفقودين في السجون السورية· ورأى السنيورة ان الاتفاق على التبادل الدبلوماسي بين لبنان وسوريا وإقامة سفارات بين البلدين كما تم الاتفاق عليه في القمة أمر جيد جداً، ولكن لا بد من متابعة عدد كبير من الامور والملفات بين البلدين· ووصف كلام الامين العام لـ''حزب الله'' حسن نصرالله الذي دعا فيه الى نسيان الماضي وأحقاده وطالب باستراتيجية لإعادة بناء الدولة بأنه ''جيد''، داعياً الجميع الى اتخاذ خطوات الى الامام في ترجمة الأمور عملياً· وأعلن رئيس الهيئة التنفيذية لـ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع بعد زيارته السنيورة انه وضع علامات استفهام على بعض نتائج زيارة سليمان الى سوريا، ولا سيما ما يتعلق بموضوع المفقودين وموضوع المجلس الاعلى اللبناني - السوري· ورأى ان اقامة العلاقات الدبلوماسية انجاز كبير وتمنى ان يترجم خلال الاسابيع المقبلة عبر قيام سفارتين، لكنه لفت الى عدم تحقيق أي تقدم في مسألة ترسيم الحدود، وان النظرية السورية بترسيم الحدود بعد تحرير مزارع شبعا تغفل المعطى الاساسي وهو ان تحرير هذه المزارع يتوقف على ترسيمها وإثبات لبنانيتها لكي تصبح تحت أحكام قرار مجلس الامن رقم 425 وعندها تصبح اسرائيل ملزمة بالانسحاب منها· واعتبر النائب بطرس حرب بعد زيارته البطريرك الماروني نصرالله صفير ان إحالة ملف المفقودين والمعتقلين في سوريا الى لجنة لبنانية سورية كلام قديم ولا يشكل حلاً للمسألة· إلى ذلك أحالت الحكومة جريمة التفجير الارهابي في طرابلس الاربعاء الماضي الى المجلس العدلي لتعيين قاض للتحقيق في التفجير· وتعهدت بتوفير المظلة السياسية الضرورية للخطوات التي سيتخذها الجيش والاجهزة الامنية في إطار مواجهة أخطار عودة الهجمات الارهابية وضبط الوضع الأمني في كافة المناطق· وكان المجلس الأعلى للدفاع في لبنان قرر امس اتخاذ إجراءات أمنية مشددة في مجمل الأراضي اللبنانية بعد الاعتداء الذي وقع في طرابلس واسفر عن سقوط 15 قتيلا بينهم 9 جنود وإصابة 45 جريحا· وقال الأمين العام للمجلس اللواء سعيد عيد إن المجلس الاعلى الذي انعقد برئاسة سليمان في بعبدا بحضور السنيورة ووزيري الدفاع الياس المر والداخلية زياد بارود بالاضافة الى قادة الأجهزة الأمنية أعطى التوجيهات اللازمة والمشددة الى الجهات المختصة للعمل على حفظ الأمن والاستقرار· جاء ذلك، في وقت حذر مصدر حكومي من انتقال موجة العنف الدموي من طرابلس شمالا إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بالقرب من صيدا في الجنوب وبعض مناطق البقاع التي ما زالت تشهد نارا تحت الرماد· مشيرا الى مجموعة من القواسم المشتركة بين هذه المناطق، لاسيما من حيث تنامي الأصولية والتطرف وتدفق الأموال والأسلحة والذخائر· وقال المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه في تصريحاته لـ''وكالة الأنباء الألمانية'' إن الأجهزة الرسمية اللبنانية تراقب عن كثب تدفق الاسلحة الى هذه المناطق من دون أن تتمكن من وقف هذه الموجة بسبب الانقسام السياسي الحاد بين أقطاب الدولة اللبنانية، وتوزع الولاءات الخارجية بين المحور السوري-الإيراني من جهة، والمحور الاميركي- الاسرائيلي من جهة ثانية· وكشف المصدر عن أن الأجهزة اللبنانية كانت على دراية وعلم سابق بتدفق المسلحين والأسلحة إلى بعض الجزر الأمنية في الشمال والبقاع والجنوب· ولفت الى حجم اعداد العناصر الذي يقدر بالمئات وليس العشرات، مع ما يعني ذلك من حاجات مالية لا يمكن لاي طرف عادي تأمينها، إضافة إلى الحماية المعنوية للعناصر والأسلحة، لاسيما أيضا أن الساحة اللبنانية تزخر بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، وهذا ما يحتاج إلى آلية لوجستية دقيقة، وإمكانات مالية كبيرة، ونفوذ سياسي يسمح بمرور تك الكميات النقدية من دون المرور بالمصرف المركزي او حتى شبكات المراقبة المصرفية· وكشف المصدر عن أن الأجهزة اللبنانية بدأت منذ حوالي الشهر باعداد السيناريوهات التي تمكنها من فرض سيطرتها العسكرية على الجزر الامنية، خصوصا اذا ما نجح الرئيس اللبناني ميشال سليمان باقناع الجانب السوري برفع الغطاء السياسي عن المجموعات التي تتخذ من هذه الجزر منطلقا عملانيا لها· وأفادت مصادر أمنية محلية امس بوقوع إطلاق نار فجرا في مخيم عين الحلوة الذي تظاهر سكانه مطالبين بوقف الحالة الشاذة والأحداث الأمنية المتكررة· في وقت تظاهر في بيروت المئات من اهالي الموقوفين المتهمين بالانتماء الى تنظيم ''فتح الاسلام'' الذي خاض معارك ضد الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد العام الماضي للمطالبة بإطلاق سراحهم· وتكررت مؤخرا التظاهرات الداعية الى الإفراج عن حوالى 300 موقوف مشتبه بانتمائهم الى ''فتح الاسلام''· وتجمع المتظاهرون تلبية لدعوة ''حزب التحرير'' الاسلامي بعد صلاة الجمعة في الجامع العمري الكبير في قلب بيروت· ورفع المتظاهرون وهم في معظمهم رجال ملتحون ونساء منقبات لافتات كتب عليها ''اخلوا سبيل هؤلاء المظلومين فورا''· وبالموازاة، تظاهر عشرات آخرون امام سجن رومية شرق بيروت حيث يعتقل الموقوفون· وحذر اهالي الموقوفين في بيان من اتخاذ خطوات تصعيدية في حال لم يلب مطلبهم بإطلاق سراحهم فورا وحتى بداية شهر رمضان الذي يبدأ مطلع سبتمبر· موسى: اتفاق التبادل الدبلوماسي بين بيروت ودمشق خطوة تاريخية القاهرة (الاتحاد) - رحب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس بالاتفاق الذي أعلنه الرئيسان اللبناني ميشال سليمان والسوري بشار الاسد على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين· وقال في بيان ان الاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية خطوة تاريخية هامة· وأضاف ان الاتفاق الذي تم بشأن البدء في ترسيم الحدود وتنشيط اللجنة الخاصة بالمفقودين وإحياء وتفعيل آليات تطوير العلاقات بين البلدين خطوات إيجابية من شأنها تعزيز هذه العلاقات بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين· كوشنير يقوم بجولة في المنطقة الجمعة باريس (ا ف ب) - يبدأ وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي ابتداءً من يوم الجمعة المقبل جولة تشمل لبنان وسوريا وإسرائيل والأراضي الفلسطينية ومصر· وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة ''فرانس برس'' إن كوشنير سيقوم بهذه الجولة من 22 إلى 25 أغسطس· وستكون زيارة كوشنير لسوريا الأولى لوزير فرنسي منذ قرار الرئيس السابق جاك شيراك تجميد العلاقات مع سوريا على أعلى مستوى بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في فبراير ·2005 فضل الله يدعو اللبنانيين إلى تغيير مجلس النواب بيروت (الاتحاد) - رأى المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله أمس أن الطبقة السياسية في لبنان لا ترقى إلى مستوى البلد، ولا إلى مستوى قضايا الأمة في هذا الواقع العالمي المضطرب· ودعا اللبنانيين إلى ممارسة حقهم الطبيعي في إبعاد هؤلاء عن العبث بمصيرهم، والقيام بما تفرضه عليهم المسؤولية الوطنية العليا بمنع هذه النماذج من العودة إلى البرلمان، إذا كان هناك من يملك أن يتحرك بإحساس وطني وبمنسوب نقدي رفيع· وقال فضل الله في خطبة الجمعة ''إننا في حاجة إلى جيل جديد من السياسيين، يتحمل مسؤولية وطنه بإخلاص وعقلانية، ويتحرك في عملية الحساب للذين كانوا ولا يزالون مشكلة لبنان ولم يستطيعوا أن يكونوا الحل، لأن التاريخ الدامي لا يزال يفرض نفسه على حركتهم في الحاضر من أجل دماء جديدة وعصبيات وأحقاد متحركة، ويبقى للمحاور الإقليمية والدولية حركيتها في لبنان الساحة لأنه لم يبق في النظام الطائفي الذي يزرع الطائفية في العقول والمشاعر والواقع من يؤمن بأن هناك شيئاً اسمه لبنان أو الوطن''· عون: وحدة لبنان أفضل جهاز دفاع بيروت (الاتحاد) - دعا رئيس تكتل ''التغيير والإصلاح'' اللبناني النائب ميشال عون أمس الى الوحدة وتجاوز مآسي الماضي لبناء دولة قوية وعادلة تعيد الروح الى المؤسسات الحكومية وتفعّل عملها· وقال خلال لقائه وفداً طلابياً في الرابية ''وحدتنا الوطنية هي أفضل جهاز للدفاع عن أرضنا وعن مجتمعنا''· وأضاف ''الشعوب التي ليست لها ذاكرة تكرر أخطاءها، لذلك يجب أن تكون لدينا ذاكرة· لقد مرت على لبنان سنوات سيئة جداً، ويجب أن لا ننسى الماضي السيئ كي لا نكرره، ولكن أيضاً لا يجب أن نتوقف عنده حتى نتمكن من بناء المستقبل، لا أحقاد تتوارث ولنتطلع إلى الأمام''· وتحدث عون عن عمل وزراء ''التيار الوطني الحر'' في الحكومة وقال ''ما بدأناه اليوم في هذه الحكومة هو عملية ضبط، على الأقل في الوزارات التي نحن فيها، وهذه الحكومة هي أفضل مما سبقها وتعرفون من التململ الموجود لدى قوى الموالاة الذي يعبرون عنه في تصاريحهم وإعلامهم''·