الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الوطن والمونديال

10 يونيو 2010 23:37
اليوم تتدحرج الساحرة المستديرة على أرض العم نيلسون مانديلا لتكتب السطر الأول على صفحة المونديال.. وليس من الغريب أن تكون المقاهي والفنادق والمنتجعات السياحية من المحيط إلى الخليج هي المستثمر الأكبر في هذه الصفقة الرابحة، فيما يجلس أصحاب الفرح في مقاعد البدلاء ينعمون باسترخاء طويل! وأصحاب الفرح هم بالطبع أسرة كرة القدم أندية واتحادات ولجان متخصصة وخلافه وجميعهم يكتفون بالمشاهدة والانخفاض والارتفاع مع كل كرة تعلو وتهبط من دون استثمار حقيقي لثمار الشجرة التي تنضج ويحين قطافها كل أربع سنوات تاركين المهمة للمقاهي والفنادق التي تتبنى الخطط والابتكارات وتخرج في النهاية بالدولارات. وفي ثقافتنا ما يبرر هذا التناقض فالأمثال المتداولة تقول: عصفور في اليد خير من ألف طائر.. والخسارة القريبة خير من مكسب بعيد، ثم هناك ثقافة “اخطف واجر” الأمر الذي يشكل خلفية تضطهد الخطط والأهداف البعيدة وتجعل من المكاسب المؤجلة نموذجاً مرفوضاً في المجتمعات العربية رياضية وغير رياضية. لم نسمع مثلاً عن تجهيزات خاصة من المؤسسات الرياضية على مختلف درجاتها وتخصصاتها تعمل على المتابعة بعين الدارس والمستثمر لاقتطاف بعض ثمار شجرة المونديال، فلم تعلن لجنة واحدة من بين لجان الحكام على امتداد الوطن الكبير عن تشكيل مجموعة للمتابعة وتسجيل لقطات خاصة تعكس نجاحات وإخفاقات الأداء التحكيمي في المونديال والخروج بدروس مستفادة يمكن أن تشكل مكتبة وذخيرة دراسية للحكام المحليين، ولم نسمع عن مجموعة فنية تعمل على تحليل المباريات والخطط وطرق الأداء على طريقة الدارسين وليس على طريقة محللي القنوات الفضائية للخروج بالجديد والحديث في عالم التدريب وتطبيق ما يتوافق منه مع الإمكانات الداخلية المتاحة وتعليمه للكوادر الوطنية أو المدربين الجدد عبر دورات صقل حقيقية ليس مجرد “رغي” نظري والسلام. لم نسمع عن جهات تراقب الجوانب التنظيمية من الوجوه كافة وتخرج بقواعد يمكن الاستفادة منها لاحقاً حال التصدي لاستضافة أحداث كبرى، ولم يبق لدينا من اهتمام سوى الاسترخاء على مقعد وثير واحتساء مشروب بارد والهبوط والصعود مع كل كرة تعلو وتنخفض قبل متابعة الحديث في اليوم التالي مع الربع والأصدقاء! وخارج المشهد الرياضي لم نجد مؤسسة خاصة أو حكومية تسعى مثلاً للترويج لقضايا الوطن بصورة ذكية تقفز فوق الخطوط الحمراء الفاصلة بين الساحرة المستديرة ومرمى السياسة ثم تحرز هدفاً عربياً يلتفت إليه العالم. إنها الأهداف البعيدة لكنني مع القافلة أسير ولابد أن أقتنع بأن عصفوراً في اليد خير من ألف طائر ومن الأفضل أن أنفض عني وعنكم غبار هذه “الهلوسة” التي تسببت فيها حمى المونديال، ومن الأجدى أن اتطلع إلى افتتاح خيمة أو مقهى في أي شارع عربي على وجه السرعة، فالمكاسب هنا مؤكدة، والأهم ستبقى أحلام كثيرة مرفوعة مؤقتاً من الخدمة! ممدوح البرعي | mamdo9495@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©