مصطفى عبدالعظيم (دبي) - نمت تجارة الذهب عبر دبي خلال العام 2012 بنسبة 25% لتصل إلى 257 مليار درهم مقارنة مع 205,5 مليار درهم للعام 2011، بحسب أحمد بن سليم الرئيس التنفيذي الأول، لمركز دبي للسلع المتعددة.
وتوقع أحمد بن سليم، خلال افتتاح مؤتمر دبي للمعادن الثمينة أمس، تضاعف حصة دبي من تجارة الذهب العالمية لتصل إلى 50% خلال السنوات القليلة المقبلة مقارنة مع 20% حالياً، في ضوء معدلات النمو القياسية التي تشهدها تجارة الذهب في الإمارة منذ إنشاء مركز دبي للسلع المتعددة وبورصة دبي للذهب والسلع.
وأكد أن تطبيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي أعلنها قبل عشر سنوات، بشأن ترسيخ مكانة دبي في تجارة الذهب العالمية، تسير في الاتجاه الصحيح، مشدداً على أن دبي باتت تملك كافة الإمكانيات لتحقيق هذا الطموح خلال سنوات قليلة.
وأشار أحمد بن سليم إلى أن النجاح الذي سجلته بورصة دبي للذهب والسلع منذ تأسيسها حتى الآن أذهل كافة الشركات والمستثمرين والمتداولين، لافتاً إلى أنه يجري دراسة إدراج العديد من العقود الجديدة للتداول خلال الفترة المقبلة، منها عقود الذهب الفورية ودراسة إدراج عملات جديدة مثل اليوان الصيني ودولار هونج كونج، بالإضافة إلى عقود نفط دبي وخام عمان، وذلك لتنويع سلة المنتجات أمام المستثمرين.
وقال ابن سليم، خلال المؤتمر الذي يشارك فيه 340 خبيرا ومختصا في أسواق المعادن من 28 دولة وممثلي بنوك مركزية ومؤسسات تمويل وبنوك عالمية، إن نجاح تجربة بورصة دبي للسلع وما حققته من إنجازات خلال السنوات الأخيرة رغم التحديات التي واجهتها الأسواق العالمية، يشكل حالياً ركيزة أساسية لاستقطاب المستثمرين من كافة أنحاء العالم، الأمر الذي أنعكس على حجم وقيم التداولات في البورصة وعدد العقود المدرجة، بالإضافة إلى نجاحها في أن تصبح منصة وحيدة لاستكشاف أسعار عملات جديدة مثل الروبية الهندية.
وارتفع حجم التداولات في بورصة دبي للذهب والسلع خلال الربع الأول من عام 2013 بنحو 112% على الربع الأول من 2012 ليتجاوز 3,28 مليون عقد.
وأفاد بأن المشاركة الواسعة من المستثمرين، خاصة من الصين والدول الأسيوية والإفريقية، يؤكد تميز التداول في بورصة دبي للذهب والسلع التي تختلف عن أي بورصة أخرى.
ومن جانبه، أشاد الدكتور سعيد الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية، بالدور الذي يلعبه مركز دبي للسلع المتعددة في تعزيز مكانة دولة الإمارات في تجارة المعادن الثمينة، لافتاً إلى أن هذا المركز هو نتاج رؤية يزيد عمرها عن 41 عاماً منذ تأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية.
وطالب الشامسى في حديثه إلى المشاركين بالتعرف على تاريخ وحضارة دولة الإمارات العربية وتقاليدها، مشيرا إلى أن التجارة كانت ولا تزال أحد أهم المكونات الرئيسية غير النفطية لاقتصاد الدولة.
وأكد مشاركون في المؤتمر على الميزات التنافسية التي تتمتع بها دولة الإمارات العربية المتحدة، لاسيما في مجال التجارة، متوقعين أن تشهد السنوات المقبلة طفرة في نمو تجارة الذهب عبر دبي خاصة مع تزايد عدد المصافي التي تأتي للعمل في دبي.
وتوقع جيرهارد ماكس شوبرت رئيس السلع وإدارة الثروات في بنك الإمارات دبي الوطني أن تفوق تجارة الذهب عبر دبي خلال العام الحالي حاجز 370 مليار درهم للمرة الأولى في التاريخ، في ضوء ما تشهده هذه التجارة من تحولات نتيجة الأوضاع الاقتصادية العالمية.
من جهته، أكد طارق المدقة العضو المنتدب في مجموعة كالوتي، أن دبي نجحت خلال فترة وجيزة لا تتجاوز العشر سنوات في توفير حلول متكاملة لتجارة السلع والمعادن الثمينة.
ولفت إلى أن ارتفاع أحجام وقيم التداول في بورصة دبي للذهب والسلع شهرياً بالإضافة إلى تزايد عدد الشركات بشكل كبير في مركز دبي للسلع المتعددة، يؤكد أن ما تشهده دبي من نمو هو نمو مستدام وغير مرتبط بفترات أو دورات اقتصادية.
بدورها، قالت اليسون برنس المدير الإقليمي لقطاع المعادن الثمينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لدى ستاندرد بنك، إن البنوك العالمية اتجهت منذ سنوات طويلة ومنها ستاندرد بنك إلى توفير التمويلات اللازمة لتجارة الذهب، خاصة في السنوات الأخيرة التي تواجه فيها البنوك تحديات تتعلق بالسيولة، والتي أدت إلى صعوبة الحصول على التمويل خلافاً للسنوات التي سبقت الأزمة المالية العالمية.
ومن جانبه، قال جاوتام ساشيتال، الرئيس التنفيذي للعمليات في مركز دبي للسلع المتعددة، إن المركز عمل على مدى السنوات العشر الماضية على تعزيز البنية التحتية المالية والمادية بهدف تمكين التجار في قطاع الصناعة من مختلف أنحاء العالم على التجارة بثقة.
عدد اليوم
