الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«صيف بلادي».. أنشطة هادفة تمهد طريق المعرفة

«صيف بلادي».. أنشطة هادفة تمهد طريق المعرفة
28 يوليو 2016 11:16
أشرف جمعة (أبوظبي) «صيف بلادي» واحد من أهم الفعاليات التي تحتضن أبناء الوطن خلال العطلة الصيفية، وتدعم شخصياتهم، عبر استثمار أوقات الفراغ في ورش عمل وأنشطة هادفة تشجعهم على الابتكار وتمهد لهم طريق المعرفة، ومنها ما يشهده المركز الثقافي التابع لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المعرفة، في أبوظبي، من اندماج 300 طالب وطالبة في فعاليات متنوعة احتوت أعمارهم وخاطبت عقولهم وقدمت إليهم السبل كافة من أجل قضاء أوقات ممتعة في أحضان الترفيه، وممارسة هوايات الرسم واكتساب سلوكيات القراءة ووضعهم على طريق الجادة بما يظهر أهمية «صيف بلادي» في مداعبة مخيلة النشء، عبر فعالياته التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المعرفة، والهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، وتستمر حتى الخامس والعشرين من أغسطس المقبل. ورش خاصة وتقول منى العامري، مدير المركز: «استقطبت فعاليات صيف بلادي في أبوظبي هذا العام نحو 300 مشارك، وهو ما يزيد علي معدل الانتساب في العام الماضي ويؤكد أهمية هذه الفعالية في ترسيخ مفاهيم الولاء والانتماء إلى الوطن ومن ثم تقديم أساليب التوعوية المباشرة التي تحمي النشء والشباب من الظروف والمتغيرات الطارئة، ولإعداد جيل قادر على تحمل المسؤولية ومدرك تماماً ثقافة الترفيه»، موضحة أن هناك أنشطة كثيرة تسهم في رفع سقف الأداء التفاعلي بحيث لا يكون المشارك مجرد متلقٍ وهو ما تجلي في العديد من الورش التي اندمج فيها الأبناء بإشراف كامل من مجموعة متخصصة في مجالات كثيرة لديها خبرة في التعامل مع الفئات العمرية المنتسبة إلى صيف بلادي هذا العام من 8 إلى 17 عاماً. وتشير إلى أن الفعاليات تراعي كل فئة وتهتم بها من الناحية التربوية والإبداعية، وهناك ورش خاصة بأساليب التغذية الصحيحة وحماية الطفل من الأخطار المحدقة به، فضلاً عن الورش التراثية وورش القراءة والرسم والتلوين التي تدعم شخصية المشاركين وتسهم في تنمية عقولهم وتضعهم على طريق المعرفة، وتجعل من الإجازة الصيفية واحة يستظلون فيها بشجرة القيم والتقاليد الأصيلة. وتؤكد العامري، أن وجود المتطوعين والمتطوعات أسهم في تنظيم الفعاليات وإرشاد المشاركين إلى أماكن الفعاليات وتهيئتهم للتفاعل مع الأنشطة بكل أريحية وهو ما يبرز دور التطوع في بناء قيادات شابة قادرة على تحمل المسؤولية المجتمعية. التفكير الإيجابي إلى ذلك، تبين زينب العامري، مشرف أنشطة، أن المركز الثقافي في أبوظبي يستقبل المشاركين بحيث تم فصل الأولاد عن البنات خصوصاً من سن 11 إلى 15 عاماً، لافتة إلى أن أكثر المنتسبين هذا العام من الفتيات، وتشير إلى أن الكثير من أولياء الأمور يشعرون بسعادة كبيرة لاندماج أبنائهم في فعاليات صيف بلادي خصوصاً وأن الأنشطة المطروحة استطاعت أن تجذب المشاركين وتجعلهم يحرصون على الحضور في المواعيد المقررة ومن ثم الالتزام بالبرنامج. في إحدى قاعات المركز الثقافي في أبوظبي كانت الفنانة التشكلية ومشرفة المرسم الحر خلود الجابري، تتحرك بين جنباتها من أجل مشاركة عدد من الأولاد الرسم حيث كان كل طفل يحاول أن يشحذ مخيلته ويرسم شيئاً مختلفاً عن زميلة وتشير الجابري، التي حصلت مؤخراً على جائرة الأوسكار من «ملتقى بصمات التشكليين العرب» في مصر، إلى أنها تسعى إلى تنشئة جيل من الموهوبين في إطار فعاليات صيف بلادي الذي يرسخ لقيمة الفن ودوره في المجتمع في إعلاء القيم وتغذية الوجدان وتوجيه طاقات النشء والشباب نحو التفكير الإيجابي والسلام والجمال ومن ثم التخلص من بواعث العدوانية وتشير إلى أنها اكتشفت من خلال رسوم المشاركين في الورش الفنية ميولهم وهو ما مكنها بالفعل من تعديل بعض السلوكيات بشكل إيجابي. ثقافة التطوع الطفل عبدالله بكري (11 سنة) تحدث عن إحدى لوحاته التي رسمها في المرسم الحر في «صيف بلادي» إلى زميله محمد إبراهيم الأحمد 15 عاماً، موضحاً أنه تعلم أساسيات الرسم في «صيف بلادي» ويشعر بأنه في المستقبل سيصبح رساماً، خصوصاً وأنه يمارس بشكل عملي هذا النشاط المحبب إليه، لافتاً إلى أن الفعاليات جعلت من العطلة الصيفية واحة من النشاط والحركة، وتنمي بداخل الأطفال روح الابتكار. ويوضح فهد محمد راشد «متطوع» أنه سعيد جداً بهذا المهمة المنوطة به في «صيف بلادي» خصوصاً وأنها تنمي في داخله روح القيادة ومن ثم القدرة على التعامل مع المواقف الطارئة، ومن ثم إرشاد المشاركين إلى أماكن الفعاليات والحضور معهم ومتابعتهم في أثناء ممارسة الأنشطة وتلبية احتياجاتهم وهو ما يرفع سقف الأمان إلى أعلى درجة ويرى أن التطوع فن وثقافة ويحتاج إلى مهارة عالية. كما حظيت ورشة «كيف تبني مشروعك» التي قدمتها المشرفة لانا قاعاتي، بتفاعل كبير، حيث ترجم المشاركون في الفعاليات أفكارها بشكل عملي. وقدمت إحدى الطالبات تصوراً لأحد المشروعات التي تنوي تنفيذها في المستقبل. ورش إسعافات أولية تضمنت ورشة البرنامج الوطني للاستجابة والطوارئ «ساند» تدريب الصغار على الإسعافات الأولية، حيث قدم المدربون الدكتور صهيب سويد وستيفاني كشيشيان وندى الحسن شرحاً وافياً لاستخدامات حقيبة الإسعافات الأولية التي تسهم في التعامل مع الإصابات والجروح والحروق والكسور والنزيف ضربات الشمس. ومثل هذه الورش يستفيد منها الطلاب، وترفع درجة استعداداتهم للتعامل مع المشكلات الصحية الطارئة. استفادة النشء والشباب في أثناء توزيع المهام كانت عزيزة سعد، مشرفة أنشطة، تتحاور مع وفاء أحمد، متطوعة، وتذكر عزيزة أن هناك تعاوناً كبيراً بين جميع المشرفين والمتطوعين في إطار نجاح الفعاليات ومساعدة جميع المشاركين في أن يمارسوا أنشطتهم بشكل ممتع، وهو ما يحقق لهم أعلى درجات الاستفادة، خصوصاً وأن الإقبال كبير من قبل المنتسبين هذا العام وهو يظهر بوضوح مدى فعالية الأنشطة وجدواها في نفع النشء والشباب. روح الابتكار وفي ورشة صناعة الإكسسوارات كانت ميرا عبد الحميد (9 سنوات) تحاول إتقان فن صناعة بعض العقود والأساور، وتلفت إلى أنها تشعر بسعادة غامرة، لكونها اندمجت في مثل هذه الورش التي حركت فيها روح الابتكار ومن ثم العمل بشكل حرفي من أجل تشكيل الإكسسوارات، وهو ما جعلها تتمكن من تشكيل بعض القطع بمساعدة مشرفات النشاط، وتلفت إلى أنها شاركت أيضاً في ورش أخرى استفادت منها بشكل كبير، وتطمح إلى أن تتعلم المزيد من المهارات لكي تطبق ما تعلمت داخل البيت. «أقدر أقرأ» من ضمن الورش الذي حظيت بتفاعل كبير من قبل المشاركين، ورشة «أقدر أقرأ» التي تعلم الأطفال ترجمة ما قرأوه إلى موضوع، واستطاعت الطفلة سارة حسن 8 سنوات أن تستوعب قصة البحر في الإمارات، وترسم بمهارة أجواء الحياة البحرية وهو ما دعا مشرفة النشاط- التي تنتمي إلى مشروع «بيت عربي» الذي يهدف إلى ترسيخ ثقافة القراءة باللغة العربية- إلى متابعة سارة، ومن ثم مساعدتها على استخدام الألوان، وتذكر سارة أنها تشارك في فعاليات «صيف بلادي للمرة الأولى، وأنها لم تكن تتوقع أن تكون الأنشطة بهذا الزخم، وتلفت إلى أنها ستحرص على الانتظام في الأيام المتبقية ضمن صفوف المشاركين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©