العود ··· رائحة بسعر الألماس

''هل للإمارات رائحة؟ فهذه الرائحة الزكية أشمها كلما نزلت في مطار من مطارات الإمارات''·· تساءلت إحدى السائحات، لتكتشف لاحقاً أن هذه الرائحة هي رائحة العود ودهن العود، التي اعتاد الإماراتيون على التعطر وتعطير الأجواء بها· فالعود يعتبر من سمات البيت والشخصية الإماراتية، وله مكانة خاصة حرص الإماراتيون على الحفاظ عليها وتمسكوا بها جيلاً بعد جيل، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من عاداتهم وتقاليدهم· العود عند إحراقه في ''المدخن'' يعطي رائحة فوّاحة، فيعلق بما يلتصق به لفترة قد تدوم أكثر من أسبوع، إذا كان من النوع ''الدبل سوبر''· يستعمله الرجال والنساء على السواء في العديد من المناسبات، كالأعياد وحفلات الزواج والولائم وحتى العزاء وأيام شهر رمضان المبارك والجُمع· كما باشر بعض الوافدين والأوروبيين شراءه واستخدامه· ''يتم استخراج العود من شجرة العود التي تنمو وسط الغابات الكثيفة والوعرة، وتكون أجواؤها في وضح النهار كظلام الليل الدامس''، يوضح محمد عبدالله أحد تجار الجملة في إمارة دبي· يلفت عبدالله إلى أن شجرة العود دائمة الخضرة ويصل ارتفاعها إلى عشرين متراً· الهند هي الموطن الأصلي للعود، لكن شجر العود بدأ في الانقراض منها بسبب القطع الجائر للأشجار طوال الخمسين عاماً الماضية· وتأتي كمبوديا في المرتبة الثانية ضمن الدول المصدرة· ويوضح عبدالله أن عملية فرز العود تتبع معياري الوزن واللون، وينتج عن هذه العملية التي يقوم بها خبراء، خشب ''الدبل سوبر'' أفضل أنواع خشب العود وأغلاها، وهو عبارة عن قطع سوداء ثقيلة الوزن وصلبة تشبه الصخر· أما خشب ''السوبر'' فهو الأقل سواداً ووزناً، يليه النوع المتوسط ذو اللون البني، وبعده العادي ذو اللون البني المائل الى الصفرة وهو الأدنى سعراً· ويقوم الخبراء بفصل الأجزاء الصلبة عن اللينة، ثم يقومون بتنظيف الأجزاء المصابة باستخدام عمال محترفين ينحتونها بمعدات النحت، فيخلصون العود من الأجزاء غير المصابة والأجزاء الخشبية العالقة بالعود، ثم تبدأ بعدها عملية التنظيف والتلميع بغية الحصول على عود نظيف ولمّاع· أما البقايا فيتم استخدامها في صنع دهن العود عبر التقطير· دهن العود هو خلاصة زيوت خشب العود، ويتم استخراجه من شجر العود المصاب بعد إحراقه وتقطيره، وفق ما يقول طارق المسلم رئيس إحدى الشركات المتخصصة في تجارة العود· وفي العام الماضي بلغ استهلاك دول الخليج من العود ما قيمته 2,5 مليار درهم· وتحتل السعودية المرتبة الأولى من حيث استهلاك العود والعطور، وتأتي الإمارات في المرتبة الثانية وفقاً لإحصاءات دوائر الجمارك في دول الخليج· من جهته، يؤكد عبدالله أن لا أحد يملك كيلوجراماً من دهن العود النقي ''ومن يقول غير هذا فهو إما يغش أو يكذب''· ويوضح أن سعر العبوة ''التولة'' الواحدة (11 جراماً) من دهن العود المخلوط يتراوح ما بين 50 و1500 درهم·