الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«آبل» تواجه انتقادات بسبب أوضاع العمالة في الصين

«آبل» تواجه انتقادات بسبب أوضاع العمالة في الصين
7 ابريل 2012
لقيت الزيارة التي أجراها مؤخراً تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة آبل إلى الصين، اهتماماً رسمياً وشعبياً وترحيباً من خط انتاج آي فون بأحد المصانع الصينية، نظراً لأن كوك في كافة الأحوال رئيس شركة بلغ ما حققته من مبيعات السنة المالية الماضية 108 مليارات دولار، ما يساوي الناتج الإجمالي المحلي لدولة مثل العراق. وجاء في أحد التعليقات العديدة على سانيا وايبو أهم موقع تواصل اجتماعي بالصين، “نثني على زيارته هنا، حيث تبذل أطراف جهداً كبيراً لتصنيع منتجات آبل وينفق جمهور كبير كثيراً من المال على شرائها”. ورغم أنها كانت بجميع المقاييس مهمة دبلوماسية وتجارية ناجحة، فإن تداعياتها السياسية انتشرت انتشاراً تجاوز حدود الصين. يبدو أنه تم توقيت الزيارة بحيث تتزامن مع صدور تقرير اتحاد إنصاف العمال عن أحوال المصانع الصينية التي يتم فيها تصنيع منتجات آبل. جاء في التقرير أنه وجد على الأقل 50 مخالفة خطيرة تتعارض مع ميثاق الاتحاد الخاص بأماكن العمل ومع قانون العمل الصيني، وبدا أن المقصود من قبول آبل للتوصيات وزيارة كوك للمصنع هو تخفيف الانتقاد الدولي الذي يزعم أن أبل تحقق أرباحاً هائلة على حساب عمال التجميع الصينيين الذين يحصلون على أجور متدنية ويعملون في ظل أحوال صعبة. وكتبت عشرات من منظمات حقوق العمال من الولايات المتحدة إلى بولندا والهند وأندونيسيا خطاباً مفتوحاً إلى كوك مؤخراً يطالبون آبل بتقديم أجور عادلة للعمال الصينيين بحيث لا يضطرون إلى العمل لساعات إضافية، وأرادت تلك المنظمات إيقاف استخدام العمالة غير الطوعية في شكل عمال متدربين داخليين، وطالبت بالتدريب على الصحة والسلامة وبفتح السبيل لتشكيل اتحاد مهني حقيقي. ويبدو أن توصيات اتحاد إنصاف العمال وموافقة كل من آبل وموردها الرئيسي فوكسكون عليها يرد على هذه النقاط: كان هناك تعهدات بتقليل ساعات العمل إلى الحدود القانونية مع حماية الأجور وتحسين أحوال العمل والعمال. وقال أوربت فان هيردن رئيس اتحاد إنصاف العمال: “لو استوفيت هذه التعهدات ستتحسن معيشة أكثر من 1?2 مليون موظف في فوكسكون وتضع معياراً جديداً للمصانع الصينية”. غير أن مفهوم الأحوال الصينية وسلوك آبل وفوكسكون مختلفة في الصين ذاتها، حيث هناك إقبال كبير على الحصول على عمل في مصانع آبل وموردها بالنظر إلى أجورها المرتفعة وأحوال العمل والعمال الجيدة. وفي شهر فبراير الماضي كان هناك طابور مؤلف من ألف شخص ينتظرون عقد مقابلات خارج إحدى منشآت فوكسكون وقريباً من شينزين. كما أن لأبناء الجيل الجديد بالصين أخلاقيات عمل مختلفة، حيث يفضلون أن يعملوا ساعات إضافية للحصول على المال الذي يحتاجونه ثم يتركون الشركة بعد ذلك، ما يعرض رب العمل في شركات مثل فوكسكون لمشكلة معدل الإحلال والاستبدال السريع للموظفين التي تعد إحدى أكبر المشاكل التي تواجه المصنعين الصينيين. إن التعهد أمام اتحاد إنصاف العمال بأجور أعلى قد تساعد فعلياً فوكسكون على الاحتفاظ بالموظفين لفترات أطول. كما أن أجور آبل المرتفعة وأحوال عملها الجيدة في الصين ربما أيضاً تدعم ما قامت به آبل مؤخراً لكي تحظى برضا المستهلكين. ورغم أن آبل تعتبر الصين من ضمن أكبر أسواقها نمواً، فإنها لم تبذل الجهد الكافي لتعطيها معاملة خاصة. إذ أن فرعها بالصين يديره أحد تنفيذيي هيوليت باكارد السابقين المغمورين الذي ليس له علاقات وثيقة برئاسة الشركة. وفي تباين صارخ مع العديد من الشركات الدولية الأخرى التي تبذل جهوداً كبرى لتأكيد تعهدها أمام الصين بإجراء بحوث وتطوير محلي وباستثمارات جديدة ومنتجات تتلاءم مع المتطلبات المحلية، ترفض آبل التحول عن استراتيجية التسويق التي تنتهجها في الأسواق الأخرى. وكان تأخر آبل في إطلاق الأجهزة الجديدة وقلة معروضها من المنتجات في الصين يبدو لفترة ما أنه يزيد من إشعال حماس المستهلكين المحليين نحو اسم آبل التجاري. غير أنه في العام الماضي بدأت الشركة تشهد عيوباً لهذا الأسلوب وواجهت سلسلة من التحديات. أثار إطلاق آخر جهازين لآبل أحداث شغب وزيادة نشاط السوق السوداء، حيث راح تجار غير مرخصين يشترون أجهزة آي فون وآي باد بالجملة وأصبحوا يسيطرون على توزيعها وبيعها بالتجزئة بأسعار أعلى في الصين. ويتوقع محللون أن تتحمل آبل كثيراً من تكاليف عمليات التطوير التي أوصى بها اتحاد إنصاف العمال - ذلك أن منظمات حقوق العمال أشارت إلى قدرة فوكسكون المحدودة على القيام بذلك نظراً لتراجع هوامش أرباحها إلى 1?5% المئة بينما تبلغ هوامش أرباح آبل أعلى من 30%. يذكر أن فوكسكون أجرت بالفعل سلسلة من زيادة الأجور خلال العامين الماضيين. وقال كيرك يانج رئيس قسم بحوث أجهزة التكنولوجيا في باركليز كابيتال: “في آخر مرة رفعت فيها فوكسكون الأجور، تحملت أبل تكاليف ذلك”. وأضاف: “اعتادت آبل أن تدفع لفوكسكون 8 دولارات لكل جهاز آي فون و10 دولارات لكل آي باد، ولكنها زادت السعر بنحو 30%. ويعتبر العبء الأكبر الذي تتحمله آبل ضمن نقله بدأت منذ عام 2010. فحين أعلنت فوكسكون عن أول زيادة أجور عقب سلسلة من حوادث الانتحار بين العمال الصينيين، قالت إن الوقت قد حان لكي تتحمل أجزاء أخرى من سلسلة القيمة التكنولوجية جزءاً من تكاليف العمالة المتزايدة في الصين. وقالت جيني لاي المحللة في بنك اتش إس بي سي: “يبدو بالتأكيد أن هناك توجهاً جديداً، يتمثل في أن المصنعين المتعاقدين أضحوا أكثر استعداداً للمشاركة في التكلفة فيما يتعلق بمسائل العمالة”. كما ذكر طومسون وو محلل التكنولوجيا في بنك كريدي سويس أن مراجعة سلسلة توريد آبل التي تستكملها جمعية إنصاف العمال فيما يتجاوز شركات فوكسكون الثلاث، ستؤثر فيما يبدو على مصنعين متعاقدين آخرين. وقال: “من المرجح أن تخضع كوانتا التي تلعب دوراً مهماً في مجال ماكبوك وبيجا ترون التي تقوم بتجميع أجهزة آي فون لنفس المراجعات والتفتيشات”. مع تعاظم حصة مقاولات التصنيع لسلسلة التوريد العالمية بالصين فإن العديد من الشركات ذات الإمكانات المالية الأقل من آبل (أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية) سينظرون إلى هذه التكاليف المستجدة بشيء من القلق والتوجس. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©