مراكز أبوظبي التجارية تستبق الإجراءات الرسمية بمبادرات ذاتية لمنع التدخين

بدأت المراكز التجارية الخاصة في أبوظبي منذ نحو أربعة أشهر، وبمبادرة ذاتية، نشر إعلانات تحظر التدخين في الردهات وفي المحال التجارية والصالونات وذلك تحضيراً للتطبيق الشامل لقرار منع التدخين في الأماكن العامة مما جعل ''فسحة الحرية'' لمدمني السجائر في المطاعم وفي المقاهي في تراجع ملحوظ· ومع لجوء المراكز التجارية إلى تقسيم المساحة بين مدخنين وغير مدخنين، ''بات المدخن يشعر أنه منبوذ'' كما يقول نبيل، أحد الرواد المنتظمين في مركز أبوظبي للتسوق، على الرغم من أن اقتراب حلول شهر رمضان قد يؤدي إلى بعض الانحسار المؤقت في موجة منع التدخين مع ما يصاحب الشهر من عادات تناول الشيشة والتدخين بعد الإفطار في المراكز التجارية والمطاعم والمقاهي والخيم الرمضانية· وكانت بلدية أبوظبي ممثلة بمدير إدارة مكتب خدمة البلدية عمر الهاشمي عقدت اجتماعاً مع مديري المراكز التجارية في أبوظبي أوائل العام الجاري حيث تناول البحث جملة القرارات التي صدرت من قبل عدد من الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة بمنع التدخــين فيـهـــا على مستوى الدولة ككل· كما ناقش المجتمعون مشروع قرار لمنع التدخين في المراكز التجارية· وقال الهاشمي لـ ''الاتحاد'' إن ''منع التدخين في ردهات المراكز التجارية يعدّ اجتهاداً داخلياً مشكوراً صدر عن مديري المراكز التجارية، ذلك أن البلدية لم تصدر حتى الآن قراراً في هذا الشأن''· وأوضح أن منع التدخين في الدوائر الرسمية يخضع لقوانين وثمة غرامات مالية في حال المخالفة تصل إلى 10 آلاف درهم· هذه البادرة من المراكز التجارية، التي تعد أماكن مغلقة بالرغم من كبر حجمها، تلقى تشجيعاً من البعض واحتجاجاً من الذين أدمنوا ارتياد المراكز التجارية مثل إدمانهم التدخين· اعتادت ليلى الجلوس إلى طاولة قرب زجاج أحد المقاهي، وفوجئت بعد عودتها من إجازتها أن مكانها ''بات لغير المدخنين'' فاحتجت بصوت مسموع أمام نادل المطعم· لكن ابتسام عبرت عن فرحتها بتطبيق القانون في الصالونات، وقالت ''أذهب لتزيين شعري وكنت أعود وأنا مختنقة من رائحة التدخين''· وأشارت إلى أن ''أصحاب الصالون علقوا ورقة توضح التزامهم بمنع التدخين، حوت اشارة إلى الغرامات المالية التي تفرض على المخالفين''· يشار إلى أن دولة الإمارات فرضت قوانين حظر التدخين في الأماكن العامة في 15 سبتمبر ،2007 واستتبتعها خطط عمل متكاملة تدعم القوانين، من برامج دعم وحملات التوعية العامة التي شملت كل الأعمار· وواكب ذلك افتتاح وزارة الصحة لعدد من العيادات المتخصصة التي تساعد في الإقلاع عن التدخين في أكثر من إمارة، حيث افتتحت عيادات من هذا النوع في عجمان وأم القيوين والفجيرة في أبريل الماضي، بعد أن كانت سبقتها إلى ذلك دبي والشارقة ورأس الخيمة· وإلى ذلك أعدت وزارة الصحة مسابقة ابداعية في مايو الماضي بالتعاون مع شركة ''نوفارتيس كونسيومر هلث'' هدفت إلى تشجيع الجمهور العام على اتخاذ موقف حازم ضد التدخين· وتضمنت المسابقة ابتكار ملصقات وصور رقمية مصحوبة بتحذير أو رسالة صحية تشجع الإقلاع عن التدخين بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التبغ ،2008 تحت شعار ''شباب بلا تدخين··· قوة وتمكين''· وتشير احصاءات ''الجمعية الأميركية لأمراض الرئة'' إلى أن نحو 6 آلاف طفل في العالم دون سن الـ 18 يبدأون يومياً في ممارسة عادة التدخين، ويتحول 2000 شخص منهم إلى مدخنين منتظمين· وتشير نتائج ''المسح العالمي للشباب والتبغ ''2002 إلى أن نحو 15% من المراهقين الذكور و25% من البالغين الذكور في الإمارات، هم من المدخنين· ولا تقتصر مخاطر التعرض لعدد من الأمراض على المدخنين إنما تصيب غير المدخنين الذين يتعرضون له قسراً، ويطل عليهم اسم المدخنين السلبيين· ففي دراسة أعدتها منظمة العمل الدولية هذا العام، فإن 200 ألف شخص يموتون سنوياً من أمراض تصيبهم بسبب تعرضهم للتدخين السلبي أو القسري في أماكن عملهم· تشمل هذه الأمراض سرطان الرئة ومرض القلب التاجي والموت القلبي المفاجئ·