رحالة المونديال

أصبح لدى عشاق المونديال رابط شرطي بين هذا الحدث المثير وبين وجود هذا الرجل الذي تحول تدريجياً من مجرد مدرب إلى “طقس مونديالي” بارتباطه شبه الدائم بهذا العرس الكروي الكبير، فقد خاض البرازيلي كارلوس البرتو باريرا تجربة التدريب في المونديال 5 مرات مع 4 منتخبات، وقد يشعر البعض بالدهشة إذا علمنا بأنه لم يجلس في منزله منذ 43 عاماً ولو ليوم واحد انتظاراً لعرض تدريبي جديد، فهو يواصل العمل بلا انقطاع منذ عام 1967. ومن المدهش أيضاً انه لم يمارس كرة القدم في مستواها الاحترافي على الإطلاق، فقد بدأت علاقته بالساحرة عام 1967 حينما عمل مدرباً للياقة البدنية مع فريق ساو كريستوفاو البرازيلي، وتدرج في المناصب الفنية حتى أصبح مديراً فنياً، ومنذ نهاية السبعينات وحتى الآن تولى باريرا تدريب 25 نادياً ومنتخباً في مختلف قارات العالم، وها هو يخض مغامرته المونديالية السادسة مع منتخب جنوب أفريقيا هذه المرة، ويطمح باريرا إلى أخذ “الأولاد” إلى دور الثمانية وهو الطموح الأقصى لأصحاب الأرض والجمهور في مونديال 2010. كارلوس البرتو باريرا يستحق عن جدارة لقب “خبير المونديال” فقد تولى تدريب الكويت في مونديال 1982، ثم قاد الأبيض الإماراتي في كأس العالم بإيطاليا عام 1990، وكان إنجازه التاريخي بالفوز باللقب مع منتخب السامبا في النسخة الأميركية من المونديال عام 1994، وعاد إلى الكرة العربية مجدداً ليتولى تدريب الأخضر السعودي في كأس العالم بفرنسا عام 1998، وفي 2006 عاد لبيته ليقود البرازيل مجدداً، وطوال رحلته مع كأس العالم ظهر باريرا خارج الخطوط خلال 21 مباراة مع مختلف المنتخبات التي دربها. عندما يطلق الحكم الأوزبكستاني رافشان ارماتوف صفارته إيذاناً بانطلاق المباراة الافتتاحية لنهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا اليوم بين الدولة المضيفة والمكسيك، سينفرد المدرب البرازيلي الشهير كارلوس البرتو باريرا بالرقم القياسي، من حيث عدد المشاركات في المونديال، كونها ستكون السادسة له في العرس الكروي.