القاهرة (الاتحاد)
من سماحة الإسلام الحث على عمل الخير، فقد حرص على إقامة مجتمع قوي متماسك، تسوده المحبة والوئام والترابط، وتشجيعه على عمل الخير في مختلف الميادين، والتنافس في البذل والعطاء بين أبناء المجتمع، ويعتبر العمل الخيري في الإسلام من أهم الأعمال التي يقوم بها المسلم، وتنطلق هذه الأهمية من القيمة المضافة لهذا العمل الخيري، والاستفادة المترتبة عليه، لأنه عمل يتقرب به المسلم إلى الله وهو من العبادة.
يقول الدكتور السيد أبو الحمايل، أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، جاءت النصوص الشرعية الإسلامية تؤكد على عمل الخير، سواء في القرآن الكريم، أو من السنة النبوية الشريفة، وهناك آيات كثيرة تحث وتوجه وتدعو المسلم إلى فعل الخير والتوسع فيه، يقول عز وجل: (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، «سورة الحج: الآيات 75 - 77».
كما أمر سبحانه بالدعوة إلى فعل الخيرات، فقال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ...)، «سورة آل عمران: الآية 104»، ونجد كذلك في القرآن الكريم ربطا بين الصلاة وإطعام المساكين الذي هو من عمل الخير، قال الله تعالى: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ)، «سورة المدثر: الآيات 42 - 44»، وقال تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)، «سورة الماعون: الآيات 1 - 3»
وحثت السنة النبوية على فعل الخير، وجسد الرسول صلى الله عليه وسلم عمل الخير نموذجاً عملياً في سيرته العطرة، وكذلك كان عمل الخير الصفة العامة للصحابة رضوان الله عليهم فكانوا نموذجاً حياً لعمل الخير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن سلامك على عباد الله صدقة، وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وإن أمرك بالمعروف، ونهيك عن المنكر صدقة».
والعمل الخيري يهدف إلى إرضاء الله، ويبغي الأجر والثواب، ويضمن للآخرين حق الحياة الكريمة، والتنمية ومساعدة الآخرين، ونشر قيم التضامن والتسامح والتعاون، وينقسم العمل الخيري إلى نوعين: العمل الفردي يمارسه الشخص من تلقاء نفسه استجابة لظروف طارئة أو لموقف إنساني مثل إطفاء حريق أو إنقاذ غريق، أما العمل الجماعي هو الذي تقوم به المؤسسات وهو أكثر تقدماً من العمل الفردي، فنتائجه تكون كبيرة مقارنة مع الأول، لأنه ينطلق من مطلب ديني وحاجة إنسانية وضرورة اجتماعية.
عدد اليوم
