الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ألمانيا.. لاجئون ومخاطر أمنية

27 يوليو 2016 22:43
عندما تدفق آلاف اللاجئين إلى أوروبا من دول الشرق الأوسط التي تمزقها الحروب، قدمت ألمانيا المأوى والمساعدات. بيد أن موجة جديدة من العنف تعرض للخطر أكبر دول أوروبا الغربية من حيث عدد السكان. وكانت أحدث الهجمات، تفجير طالب لجوء سياسي قنبلة في حقيبة ظهر معبأة بمقذوفات معدنية في مدينة «آنسباخ» البافارية مساء الأحد الماضي، بعد أن تم رفض طلبه، وأعلن ولاءه لتنظيم «داعش»، ووصفته السلطات بأنه «انتحاري». وبعد أن تم رفض دخوله إلى حفل لموسيقى البوب بسبب عدم حصوله على تذكرة، فجر الشاب البالغ من العمر 27 عاماً القنبلة بالقرب من ملهى ليلي، ما أسفر عن مقتله وجرح 15 ماراً، من بينهم ثلاثة في حالة حرجة. وكان ذلك الهجوم الدموي الرابع على الأراضي الألمانية في نحو عشرة أيام، وهو ما يؤجج مخاوف الألمان الذين كانوا يشاهدون عن بعد الإرهاب يضرب دور الجوار. ونفذ مراهق ألماني من أصل إيراني، يعاني اضطراباً أكثر الهجمات الدموية، في حادث إطلاق النار يوم الجمعة الماضي أمام أحد مراكز التسوق، وهو ما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص، من بينهم المهاجم. وعلى الرغم من ذلك تورط ثلاثة لاجئين سياسيين من سوريا وأفغانستان في هجومين آخرين، وتم وصف اثنين من المهاجمين بأنهم موالون لتنظيم «داعش». وعلى الرغم من أن الأغلبية العظمى من المهاجرين مسالمون وفي حاجة حقيقية للملاذ الآمن، يؤجج العنف الجدل الوطني هنا، إذ كيف يمكن لدولة تعاني أجهزتها المخابراتية من حالة ضعف نسبية، السماح باستقبال آلاف من طالبي اللجوء السياسي، من دون خطة محكمة لإدارة التبعات المحتملة؟ وقال «جويدو شتيانبيرج»، الخبير في شؤون الإرهاب لدى المعهد الألماني للشؤون الأمنية والدولية: «إنني أدعم المهاجرين السوريين بصورة مطلقة، لكن الحكومة الألمانية قللت من شأن المشكلة»، مضيفاً: «إن طالبي اللجوء يعانون من اضطرابات عقلية وتعرضوا لأحداث قاسية، ومن ثم يتصرفون بطرق أصبحت غريبة تمام على دولتنا». وفي أعقاب الهجمات، أضحى المسؤولون يحذرون من احتمال تجنيد بعض من طالبي اللجوء أو تحولهم للتطرف بسهولة. ووقع هجوم يوم الأحد الماضي بعد أن أصاب طالب لجوء أفغاني، يبلغ من العمر 17 عاماً، خمسة أشخاص في هجوم ببلطة داخل أحد القطارات البافارية، ونشر تنظيم «داعش» فيديو له. ويوم الاثنين الماضي، عززت ألمانيا الأمن في المطارات ومحطات القطارات. وأوضح وزير الداخلية «توماس دي مازيير» أن السلطات تجري الآن 59 تحقيقاً في علاقات محتملة للاجئين مشبوهين بمنظمات إرهابية. بيد أن المنتقدين يرون أن السلطات أخفقت في إدراك أن عدداً قليلاً من المهاجرين، ممن يعانون من اضطرابات نتيجة الحرب والصراع، يمكن أن يتصرفوا بأساليب غير متوقعة. وعلى سبيل المثال، قتل لاجئ سوري في مدينة «روتلينجين» امرأة بولندية، وأصاب اثنين آخرين، فيما وصفه المسؤولون بـ «جريمة نتيجة انفعال». وفي مجملها، ركزت هذه المجموعة من الهجمات على المهاجرين بطريقة لم تشاهد من قبل منذ يناير الماضي، وقعت سلسة من حوادث التحرش عشية احتفالات رأس السنة. ويدعو السياسيون والمراقبون إلى تطبيق إجراءات جديدة من أجل البت بشكل أسرع في طلبات طالبي اللجوء، وترحيل المرفوضين، ومنع انتشار التطرف داخل مراكز اللاجئين. ويطالبون أيضاً بتوظيف مزيد من ضباط الشرطة المحليين. واعتبر «فولفجانج بوسباخ» عضو البرلمان عن «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» الذي تنتمي إليه المستشارة أنجيلا ميركل، أن من بين المهاجرين القادمين إلى ألمانيا أشخاص يمثلون خطراً داهماً على الأمن الداخلي. من جانبها، حذرت الجماعات الداعمة للمهاجرين من أن مهاجرين أبرياء بدؤوا يشعرون بأنهم مستهدفون. ويدعو المدافعون عنهم إلى تقديم مزيد من المساعدة إلى اللاجئين الذين تأثروا نتيجة الحروب، لافتين إلى أن الخلافات بين القادمين الجدد والمجتمع الألماني لن يفضي إلا إلى إسعاد تنظيم «داعش». وذكر «كارل كوب» المتحدث باسم منظمة «بروأسيل»، المدافعة عن اللاجئين، «نظراً لظروفهم، ليس فقط في دولهم الأم، ولكن أيضاً أثناء الفرار، يعاني كثير من القادمين الجدد حالة من الصدمة بدرجة كبيرة»، قائلاً: «لابد من التواصل معهم، لكن ذلك أمر مكلف». يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©