الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النبي يستعيذ من الضلال والزلل والظلم والجهل

النبي يستعيذ من الضلال والزلل والظلم والجهل
10 يونيو 2017 20:09
أحمد محمد (القاهرة) عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت، ما خرج النبي، صلى الله عليه وسلم من بيتي قط إلا رفع طرفه إلى السماء، فقال، «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ»، فهذا دعاء عظيم، من أدعية الرسول عليه الصلاة والتسليم عندما يخرج من منزله، كان يدعو به، وهو السلامة من الضلال والزلل والظلم والجهل. قال الطيبي في «تحفة الأحوذي»: إن الإنسان إذا خرج من منزله لا بد أن يعاشر الناس ويزاول الأمر، فيخاف أن يعدل عن الصراط المستقيم، فإما أن يكون في أمر الدين، فلا يخلو من أن يَضل أو يُضَل، وإما أن يكون في أمر الدنيا، فإما بسبب جريان المعاملة معهم بأن يَظلم أو يُظلَم، وإما بسبب الاختلاط والمصاحبة، فإما أن يَجهَل أو يُجهَل، فاستعيذ من هذه الأحول كلها بلفظ سلس موجز، وروعي المطابقة المعنوية والمشاكلة اللفظية. فإذ استعاذ العبد بالله باسمه المبارك، فإنه يهديه ويرشده ويعينه في الأمور الدينية، وإذا توكل على الله وفوض أمره إليه كفاه، فيكون حسبه، ومن قال لا حول ولا قوة إلا بالله كفاه الله شر الشيطان. وفي هذا تعليم لأمته، وبيان الطريقة في كيفية استعاذتهم عند خروجهم من منازلهم، وهذا الدعاء لا يشمل على تكرار، فالعبارتان المتفقتان في اللفظ مختلفتان في المعنى، فالأولى مبنية للمعلوم تعني صدور المستعاذ منه من طرف المتكلم نفسه، أما الثانية فمبنية للمجهول وتعني وقوعه على المتكلم من غيره. والدعاء مشتمل على أربع جُمل، الأولى قوله: «اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل»، يعني كون يحصل له الضلال أو أن يضله غيره، أو أنها تعني أن يحصل مني الإضلال لغيري، فهو يسأل الله عز وجل أن يحفظه من أن يضل بنفسه، أو يضله غيره، أو هو يضل غيره، «أو أَزِل أو أُزل»، وهذا من جنسه، ومعنى أزل أن يحصل منه خطأ وقد يكون غير مقصود، فهو يريد أن يسلم من الخطأ سواء أكان متعمداً أو غير متعمد، وسواء أكان بقصد أو بغير قصد، فهو يسأل الله عز وجل أن يسلمه من الخطأ. والمؤمن يتذلل لله، يمرغ جبينه في عتباته، يستغفر ويبكي على خطيئته، لكن الله يعزه، يرفع له قدره وشأنه، أما غير المؤمن فيستكبر أن يتذلل لله، فيذله لعبد لئيم، ويرغم أنفه. وقوله: «أو أظَلِم أو أُظلم»، أي أن أظلم غيري أو يظلمني غيري، وهذا لا يستقيم إلا بالبناء للمجهول بالنسبة للثاني، وأعوذ بك من أن أظلم، أحدا من المسلمين والمعاهدين ويدخل فيه ظلم نفسه بمعصية الله، والظلم وضع الشيء في غير محله وموضعه أو التعدي في حق غيره، أو أُظلم، أي يظلمني ويتعدى عليّ أحد لأن الظلم ظلمات يوم القيامة، وأمام الظالم أيام سوداء، فالذي يُظلم تضعف ثقته بنفسه. وقوله «أو أَجهل أو يُجهل عليّ»، يعني يحصل منه فعل أهل الجهالة وفعل الجهل والسفه على غيره، أو يحصل من غيره أن يجهل عليه ويفعل معه فعل أهل الجهل. الشاهد من هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم، بسم الله توكلت على الله، فإن في هذا دليلاً على أن الإنسان ينبغي له إذا خرج من بيته أن يقول هذا الذكر الذي منه التوكل على الله والاعتصام به لأن الإنسان إذا خرج من بيته فهو عرضة لأن يصيبه شيء أو يعتدي عليه حيوان من عقرب أو حية وما أشبهه، فيقول آمنت بالله واعتصمت بالله توكلت على الله، خرجت مستعيناً به، توكلت عليه في جميع أموري، واستعيذ بالله من الضلال عن الهدى ومن الظلم وأن نجهل أمور الدين أو حقوق الله والناس، أو نفعل فعل الجهال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©