الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحياة الزائفة

27 يوليو 2016 22:47
«الحياة الزائفة تصنع الشخصيات والمظاهر الزائفة» مرت مدينة نيويورك في بداية نهضتها بمرحلة اجتماعية أرستقراطية، وهذا أتى على غرار ما كان عليه الوضع في إنجلترا وفرنسا من تميز الطبقة الإقطاعية أو النبلاء في كل حياتهم. إذا اتجهنا إلى تعريف الأرستقراطية حسب موسوعة ويكبيديا، فإنها تسمية لطبقة اجتماعية تتمتع بالأصول النبيلة في المجتمعات الأوروبية. وهي كلمة يونانية الأصل وتعني (حكم الأفضل). وهذه الصفة متوارثة حتى هاجمتها الثورة الفرنسية. صارت لفظة الأرستقراطية تشير إلى جميع العوائل الإقطاعية في إنجلترا وفرنسا وروسيا، وتشير إلى القوة والسلطة، وصارت نمطاً من أنماط الحياة في العالم. ومن خلال هذا التعريف المختصر، أود أن أشير إلى محور الشخصيات الزائفة والمظاهر الاجتماعية. قرأت عن مرحلة استمرت لفترة زمنية وما زالت بقاياها إلى الآن ولكن بالأصابع، تحدث الكاتب في هذه المرحلة عن أن المرأة في نيويورك كانت تسعى لسد الفجوة النفسية التي تعاني منها عن طريق التقرب من طبقة النبلاء، وحتى تقترب منهم، لا بد عليها أن تقوم بإظهار الفخامة المزيفة لهم، كحل ووسيلة للانضمام للنبلاء الذين اصطفتهم الدنيا كما يقال!. ما قصده الكاتب أن عدم وجود ثقة بالنفس، ولّد حالة نفسية غريزية لدى النساء بالابتعاد عن الحياة الطبيعية إلى حياة الزيف المليئة بالمظاهر والبروتوكولات المملة، وحب القوة والتسلط الشخصي، وإثبات علو المكانة. المظاهر لها تاريخ انتهاء، فهي لا تدوم لأنها خلقت من أجل سد النقص في الشخصية، لذا فحبلها قصير مهما امتد. والتميز الحقيقي هو الباقي والتميز الوهمي طريق للسقوط، ومثال على ذلك أذكر لكم أحد أسباب سقوط الإمبراطورية العثمانية، وهي سياسة التتريك، هذه السياسة كانت أحد الأسباب التي أدت إلى سقوط إمبراطورية كبيرة، وتقوم هذه السياسة على فكرة تميز العنصر التركي عن بقية العالم!، وهذا جزء من الفكر النازي. في تقديري الشخصي، لا مانع ومن حق أي شخص أن يكون متميزاً، ولكن أن يأتي هذا التميز من واقع حقيقي لعمل معين وفكر ومعرفة وفعل، لا أن يكون زائفاً وبديلاً للنقص والعقدة النفسية! فالحياة مليئة بالمصفقين. البعض منهم يعلم لماذا يصفق والآخر لا يعلم!. يقال إن إدراك الحقيقة يأتي متأخراً عند نهاية العمر، لذا تجد كبار السن يتجهون نحو الحياة الطبيعية في أواخر العمر، فالحياة الطبيعية الحقيقية هي السعادة، وما عدا هذا، فهي أضغاث أحلام إذا صح التعبير. عبدالناصر أبو علي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©