الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«كرنفال» الجماهير يجتاح شوارع جوهانسبرج

«كرنفال» الجماهير يجتاح شوارع جوهانسبرج
11 يونيو 2010 00:08
عاشت جوهانسبرج خلال اليومين الماضيين وقبل افتتاح البطولة أجواء احتفالية صاخبة وخرجت الجماهير بكثافة إلى الشوارع، ووصل العدد حسب التقديرات المبدئية إلى 180 ألف شخص، واتجهت هذه الحشود إلى الشوارع والساحات والميادين لتعبر عن فرحتها الكبيرة باقتراب موعد كأس العالم التي تحل في ضيافة القارة الأفريقية للمرة الأولى. «الاتحاد» كانت هناك في قلب الحدث، حيث تفاعلت مع الأمواج البشرية لننقل لكم الصورة عندما احتشد مئات الآلاف من الجماهير في معظم الساحات الرئيسية في منطقة ساندتون الأشهر في المدينة حاملين اللافتات، واستعرضت الجماهير قدراتها في الرقص الأفريقي المميز، حيث كانت معظم اللافتات تعلن الدعم الكبير لمنتخب جنوب أفريقيا أو “بافانا بافانا” كما يلقبونه، وعاشت هذه الساحة أجواء من الكرنفال كما هي عادة المدن الأفريقية التي تحول أي تظاهرة رياضية إلى مهرجان من الرقص والموسيقى، واستمرت التظاهرة الجماهيرية طوال ساعات النهار وتواصلت بعد حلول الظلام حيث تجمعت في نهاية المطاف عند تمثال نيلسون مانديلا المعدني والمقام في الساحة التي يطلق عليها اسمه. وارتدى معظم السكان المحليون القميص الأصفر حيث توحدت كل أطياف الشعب وانتشر اللون الأصفر في كل مكان لشحذ همم الفريق ومناصرته قبل أن يقابل اليوم منتخب المكسيك في مباراة الافتتاح لأهم بطولة رياضية على صعيد العالم، وكان توحيد اللون ملحوظاً بين كل شرائح المجتمع فقد ارتدى هذا الزي الجميع بمن فيهم كبار المسؤولين والموظفون العاديون وحتى رجال الاستقبال في الفنادق لم يفوتوا الفرصة وارتدوا قميص “البافانا بافانا”، وكان الجميع يرقصون ويغنون كما ظلوا يرددون النشيد الوطني لجمهورية جنوب أفريقيا طوال الوقت. يقول ادجار ميلالندي وهو موظف في أحد البنوك إن هذه المناسبة لا تتكرر في العمر سوى مرة واحدة، والبطولة الحالية هي فرصة جنوب أفريقيا لتقدم صورتها الحقيقية للعالم من أجلها ومن أجل القارة الأفريقية، وتركني ادجار لينضم إلى مجموعة قامت بتقديم رقصة أفريقية ليشاركها الرقص والاحتفال. وحمل مناصرو المنتخب المضيف الأبواق الطويلة التي يشتهر بها الأفارقة وقاموا بالنفخ في هذه الأبواق، لدرجة أن من يقف في ذلك المكان لا يسمع أي شيء سوى صوت الأهازيج الأفريقية وصوت الأبواق التي انطلقت في كل مكان، كما اعتلى بعض المحتفلين أسطح السيارات وحافلات النقل بعد أن عجزوا عن إيجاد مكان على الأرصفة التي اكتظت بالجموع المحتفلة. وفي نفس الوقت وقف الناس في شرفات منازلهم وعلى أسطح المنازل ليندمجوا في وصلات من الاحتفال مع الموجودين في الشوارع، وهم في قمة الاستمتاع والبهجة وكذلك وقف السياح وجماهير الفرق الأخرى وحتى المسؤولين بين الجموع لالتقاط الصور واندمج بعضهم بالرقص مع الناس وكانت الاحتفالات شديدة الجذب لوسائل الإعلام فانتشرت الكاميرات التلفزيونية لنقل الصورة، وارتقى بعض المصورين البراميل المخصصة للنفاية من أجل التقاط الصور الواضحة كما قام التلفزيون المحلي بتصوير الاحتفالات بواسطة طائرة مروحية ظلت محلقة طويلاً فوق المكان. سيمون الذي تخلى عن قوت أبنائه في ذلك اليوم يمثل صورة للجنوب أفريقي الذي ترك سيارة الأجرة التي تعيله ليشارك الناس في الشوارع أفراحهم واحتفالاتهم ورفع لافتة مكتوب عليها “كلنا معكم أيها الأولاد” وكلمة الأولاد هي المعنى لكلمة البافانا بافانا وعن هذا يقول إنه جاء من أجل جنوب أفريقيا ومن أجل المنتخب الذي يحمل أحلام كل الشعب، لكي يترك صورة جيدة. وعند سؤاله عن فرص المنتخب في البطولة قال: نحن نحب أن نحلم وهذا الأمر مشروع للجميع، خصوصاً الأفارقة الذين لا يتوقفون عن الحلم ونحن نطمح للوصول إلى دور الثمانية على أقل تقدير، ولم يكن سيمون هو الوحيد الذي يحمل اللافتة فهناك الكثيرون وكل لافتة كان تحمل دلالات مختلفة وكل منها تصب في قالب دعم المنتخب الذي يواجه المكسيك هذا المساء. دعم الأولاد أما سالي ايفانز وهي موظفة في إحدى الهيئات الحكومية فقد صبغت وجهها بالعلم الجنوب أفريقي وحملت خلف ظهرها صغيرها الذي لا يزيد عمره عن السنتين ليشارك هو الآخر في أجواء المهرجان ويستقبل المونديال على طريقته الخاصة وتقول سالي إن الفوز هو الذي ينتظر المنتخب في مباراته الافتتاحية أمام المكسيك وإن عزيمة اللاعب في فريق “البافانا بافانا” قادرة على تخطي الصعاب وعندما أخبرتها أن المكسيك قد هزمت إيطاليا بطلة العالم في النسخة السابقة قبل عدة أيام في مباراة ودية أجابت: “حتى لو كانت قد فعلت فنحن أيضاً نستطيع أن نهزم ايطاليا”. وعلى نفس الصعيد لا يتوقف المد الشعبي في جوهانسبرج عند حد الاحتفالات والغناء والرقص ولكن ينتشر العلم الجنوب أفريقي في كل مكان على أسطح العمارات وعلى السيارات، حتى المرايا الجانبية في السيارات تم تغليفها بالعلم وهي حملة شعبية يقودها الناس في جنوب أفريقيا لدعم منتخب الأولاد كما ينتشر الباعة المتجولون عند إشارات المرور والتقاطعات ليبيعوا هذه الأعلام، والشعارات الخاصة بالتشجيع وأبواق النفير والتقليعات الغريبة التي تجد إقبالاً كثيفا من الناس على شرائها. تواصلت الاحتفالات ولم تتوقف ولا أعتقد أنها ستتوقف فهؤلاء يعشقون هذه الأجواء ويعيشون على الموسيقى والرقص ويحبون الصخب كما يبغضون لحظات الهدوء، وعندها تخيلت كيف سيكون الموقف لو تمكن منتخب جنوب أفريقيا هذا المساء من تحقيق الطرف الثاني من المعادلة وأضاف إلى فرحة تنظيم المونديال للمرة الأولى في تاريخ القارة الأفريقية فرحة الفوز بأول مباراة، تأكدوا أن جوهانسبرج ومختلف المدن الأخرى في هذه الدولة الأفريقية ستسهر حتى الصباح في احتفالات وفرح وصخب وضجيج. جوهانسبرج ملعب كرة قدم جوهانسبرج (الاتحاد) - عندما تسير في شوارع جوهانسبرج يلاحظ أي شخص أن المدينة قد تحولت إلى ملعب كبير، فكل اللافتات الدعائية تتعلق بكرة القدم وكل عمود إنارة عليه علم من أعلام الدول المشاركة أو شعارات الفيفا أو اللجنة المنظمة، وأينما ذهبت تجد كرة القدم تلاحقك في المحال التي تبيع الهدايا التذكارية الخاصة بالبطولة أو “زاكومي” ذلك الأسد المبتسم والذي يمثل تعويذة البطولة ويثير البهجة في الشوارع والمراكز التجارية، كما أن مجسمات كرة القدم العملاقة تنتشر أمام المعالم الشهيرة وأمام الفنادق كافة. وفي كل الأماكن التي تشهد تجمعات الجماهير هناك الخيم العملاقة التي تعلن عن بث مباريات البطولة وكذلك الحال في الملاهي التي تتنافس على تقديم أفضل الخدمات للزبائن وتقديم الوجبات الغذائية على أنغام كرة القدم، باختصار جوهانسبرج تحولت إلى ملعب كبير بل لقد أصبحت عاصمة لكرة القدم في العالم واعتباراً من اليوم وعلى مدى شهر كامل ستكون كذلك. بطولة كل أفريقيا جوهانسبرج (الاتحاد) - هذه البطولة تقام في جنوب أفريقيا ولكن هذه الدولة تصر على أن تشاركها القارة الفريقية في الاحتفال، وعندما تقرأ شعاراً يقول “إنها جنوب أفريقيا إنها أفريقيا” تدرك المعنى المراد إيصاله، وعندما تقرأ لافتة أخرى تقول “الضيافة على الطريقة الأفريقية” وثالثة تتحدث عن بطولة استثنائية عالمية بروح أفريقية تعلم أن هذه البطولة ملك لكل القارة الأفريقية ومن حق كل دول القارة أن تشعر بالفخر لأن النجاح في النهاية يحسب للجميع وعندما تتفوق جنوب أفريقيا في التنظيم فمن حق القارة بأكملها أن تشعر بالزهو والفخر، لأن هذا يعني أن الفرصة ستكون متاحة لاستعادة البطولة ولكن دعونا نتابع كيف تسير الأمور وكيف تصنع جنوب أفريقيا النجاح لها وللقارة السمراء. كأس العالم تؤثر على معدلات الإنتاج جوهانسبرج (الاتحاد) - صدر تقرير من إحدى الشركات المتخصصة في سوق العمل يتحدث عن تأثير إقامة كأس العالم في جنوب أفريقيا على القطاع الاقتصادي في البلاد، وأشار التقرير إلى أنه منذ اليوم الجمعة ولمدة شهر كامل سيتجه العمال والموظفون إلى الملاعب والأماكن المخصصة للمشجعين لمتابعة المباريات والتفاعل مع أحداث كأس العالم التي تقام في البلاد، وسيكون الناتج من هذا الانشغال ملايين الساعات من الإنتاج الضائع. وأعلن ايجي ساثيكي المدير التنفيذي للإنتاج في جنوب أفريقيا أنه من بين 3.1 مليون تذكرة مباعة فقد اشترى الأفارقة الجنوبيون 1.1 مليون تذكرة، وأضاف أن هذا سيشكل عائقاً كبيراً لسوق العمل، وقال إن هذا الأمر لا يخص جنوب أفريقيا فقط ولكنه حدث في ألمانيا أيضاً خلال نهائيات أمم أوربا 2004 عندما قام عشرات الآلاف من العمال الألمان بالاتصال بجهات عملهم مدعين المرض لكي يتفرغوا لمتابعة مباريات البطولة كما ارتفع معدل الإجازات المرضية إلى 20% في الأيام التي أقيمت فيها مباريات الفريق الألماني. وسوف تعاني جنوب أفريقيا من هذه الحالة وربما أشد منها على اعتبار أن الناس سوف يسهرون حتى الصباح من أجل الاحتفال، ويؤكد هذا الكلام نارين راو رئيس غرفة التجارة والصناعة في جنوب أفريقيا الذي يقول إن هناك حلا من اثنين، الأول هو ترك الناس يغادرون مقار عملهم بشكل مبكر أو توفير شاشات خاصة بهم لمتابعة المباريات، وقال إن غياب العمال عن العمل خلال فترة كأس العالم قد يعني أن تخسر الدولة 750 مليون راند “400 مليون درهم”. ويدعو نارين راو الشركات لابتكار أفكار لا تقلل من ساعات العمل أو تزيد من معدلات الغياب.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©