الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات تعيد البسمة لأطفال عدن المتوحدين

الإمارات تعيد البسمة لأطفال عدن المتوحدين
10 يونيو 2017 20:11
منال أمين (عدن) الطفل حاتم ذو الثماني سنوات من محافظة شبوة يعاني طيف توحد منخفضاً، فهو لا يجيد الكلام، وليس لديه القدرة على التواصل المباشر مع الآخرين، إلا أنه استطاع خلال خمس سنوات أن يتجاوز كثيرا من الصعوبات التي يواجهها، وبات يمكنه التفاعل مع محيطه بعد أن تطورت مهاراته الإدراكية، إذ استفاد من الدعم الإماراتي المقدم لجمعية أطفال عدن للتوحد، ليحرز المركز الأول في المرحلة الابتدائية بمدرسة الفقيد هاشم، عقب التحاقه بالجمعية عام 2012. وقصة الطفل حاتم ليست الوحيدة في جمعية أطفال عدن للتوحد التي مر على افتتاحها خمس سنوات، لاسيما وأنها تستخدم كل الأساليب والطرق العلمية الحديثة لتنمية مهارات المنضمين إليها ليصبحوا قادرين على التعليم وممارسة حياتهم بشكل طبيعي. أياد بيضاء وتعد جمعية عدن للتوحد أول جمعية تخصصية في تأهيل وتعديل السلوكات الناتجة عن اضطراب التوحد على مستوى المحافظات الجنوبية، ويبلغ عدد منتسبيها من الأطفال 115 طفلا وطفلة، وقد بدأت الجمعية بداية صعبة ومتواضعة إلى أن جاءت الحرب على عدن عام 2015 ليتوقف عملها نهائيا بسبب ما تعرضت له من إهمال وتخريب، الأمر الذي أدى إلى تحطيم آمال وأحلام أولياء أمور الأطفال في تحسين صحة أولادهم. وهنا جاءت أيادي الإمارات البيضاء التي استطاعت أن تعيد الابتسامة إلى شفاه كل من علق آماله على الجمعية لإنقاذ هذه الفئة التي كانت بحاجة إلى لفتة كريمة من «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، حيث أسهمت في إعادة تأهيل الجمعية، ودعمها بالأدوات والمستلزمات اللازمة لإعادة نشاطها من جديد. تأهيل الأطفال إلى ذلك، قالت رئيسة الجمعية المهندسة عبير اليوسفي «دور الإمارات في تأهيل جمعيتنا أسهم بدرجة كبيرة في اختصار الكثير من الوقت لإعادتها إلى أفضل مما كانت عليه، حيث قامت بتوفير الحياة الكريمة لهذه الفئة التي هي بأمس الحاجة لتوفير الأدوات المطلوبة لبرامجها التأهيلية والتعليمية التي كانت الجمعية تفتقر لها خاصة في ظروف صعبة كظروف عدن». وأضافت أن «الدعم المقدم من «أم الإمارات» شمل توفير الوسائل التعليمية الخاصة ببرامج تأهيل أطفال التوحد، بالإضافة إلى تجهيزات وأثاث الجمعية كاملا من ألعاب داخلية وخارجية للحديقة بعد أن كانت تعاني وضعا صعبا للغاية بسبب الأوضاع التي خلفتها الحرب». وأشارت إلى أن الجمعية حاليا تقوم بتنفيذ برامج تأهيلية حديثة ضمن خطة العام 2016 /‏‏2017 والمتمثلة في برنامج الدمج المدرسي والمعالجة النطقية وصعوبات التعليم، حيث تتألف أقسام الجمعية من تنمية المهارات الفردية «برنامج البيكس»، والقسم الاجتماعي المكون من تلفزيون وكمبيوتر وقسم أكاديمي للأطفال القادرين على التعلم، وقسم التعديل السلوكي، وقسم إرشاد أسري حيث يتم استهداف أولياء الأمور لإكسابهم مهارات التعامل الصحيح مع أطفالهم. محاكاة وتقليد وأشادت الاختصاصية في الجمعية خديجة العولقي بما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة من دعم للجمعية أسهم بطريقة مباشرة في إعادة الحياة لهذه الفئة المميزة، من خلال توفير الدعم النفسي والتعليمي لهم. وحول كيفية التحاق الطفل بالجمعية، أوضحت العولقي أنه لاستقبال الطفل بالجمعية يتم أولا معرفة التشخيص الطبي لحالة الطفل لمعرفة التعامل معه بالطريقة الصحيحة باعتبار أن طفل التوحد يعاني عدم التواصل اللفظي والبصري والقدرة على التخيل والإبداع والتفاعل الاجتماعي، حيث يأتي عمل الاختصاصية لكسر هذا العالم المفروض على طفل التوحد لإدخاله العالم الحقيقي من خلال المحاكاة والتقليد، واستخدام مقاييس وبرامج مختلفة لتحديد حالته تمهيدا لوضعه في المستوى المناسب له. وأضافت أن كل كادر في هذه الجمعية، والمكون من 41 شخصا، لديه أحلام في توسيع عمل الجمعية، لتحويلها إلى مركز معتمد مدعوم لتقديم الخدمات المطلوبة بشكل أشمل لأطفال التوحد على مستوى المحافظات الأخرى. برامج تواصل وأوضحت الاختصاصية النفسية وفاء الحدي أن طفل التوحد له سمات مختلفة عن الآخرين وهي عدم تفاعله من العالم الحقيقي، لذا فإنه من الضروري أن يتم استخدام برنامج التواصل المباشر من خلال التعرف على المكان والتأقلم مع الآخرين والتواصل البصري، ثم مرحلة تعديل السلوك حيث يتم تجديد البرنامج كل ثلاثة أشهر. وقالت إن الجمعية تعاني عدم توفير الغذاء المناسب لأطفال التوحد، وعدم الاهتمام بتدريب وتأهيل الأخصائيات وعددهن 34 بالشكل المطلوب، بالإضافة إلى قلة الرواتب». وحول آراء أولياء الأمور فيما تقدمه الجمعية، تقول أم شيماء إن للجمعية أثر كبير على نفسية شيماء وحالتها، حيث أسهمت برامجها في إخراجها من عزلتها وتحسنها بشكل ملحوظ من خلال سلوكاتها مع العالم المحيط بها. كما عبرت أم محمد عن شكرها وتقديرها للجمعية، وللدعم الذي وفرته الإمارات في تقديم المستلزمات الخاصة بتأهيل أطفالهم، ما كان له أثره البالغة في وضع حد لمعاناة الأهل في عملية التواصل مع أطفالهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©