تكمن متعة سوق الخضار والفواكه الواقع في منطقة الميناء، في ابتعاده عن الزخرفة البراقة وقربه من البساطة والعفوية، اذ يقدم المكان مشهدا خلابا لأصناف الفواكه والخضار التي تستورد من مختلف بلدان العالم، باسعار مناسبة وجودة عالية·
وتتكشف في السوق اسرار ممتعة غنية بالتجارب الانسانية، تحمل في طياتها المدهش والطريف والمؤلم من واقع الحياة اليومية للعاملين في السوق ومرتاديه، اذ يعد السوق أحد الأسواق الشعبية في أبوظبي، فهناك يكمن سر المدينة الذي لا يعطى إلا لمن يبحث عنه·
ويلتقي في السوق عشرات الناس اذ تشكل الخضار والفواكه الطازجة، مادة يومية أساسية ثابتة بالنسبة لهم، فيساومون الباعة على انواعها المختلفة من التفاح والطماطم والبطيخ والدراق والعنب والمشمش والمانجو، وغيرها من الأنواع التي يفضلها الجميع·
وينقسم العاملون في السوق إلى عدة فئات منهم الآسيويون والعرب، ليضم مجتمعا متنوعا وثريا بالحكايات والتفاصيل اليومية لسوق يؤمه معظم سكان المدينة·
وما ان تقترب من السوق حتى تبادرك الاصوات المتعالية بالدعوة إلى أنواع الخضار والفواكه بلغة عربية ممزوجة بلكنة اسيوية، ويعرضون اسعارا في السوق لابد ان تنزل بها الى النصف لتحصل على السعر المناسب·
ويقول عبيد جمعة ''بعد سيطرة ظاهرة الغلاء الفاحش والمبالغ فيه على كثير من السلع التي تعرضها المولات، حاول كثيرون الاتجاه نحو الأسواق الشعبية للالتفاف على ظاهرة الغلاء، ومحاولة الحصول على نفس السلع التي تعرضها المولات الكبيرة باسعار أقل بكثير''·
ويضيف جمعة ''حتى لو كانت جودة هذه السلع دون مستوى جودة السلع التي تعرضها المولات الكبيرة، فربما تكون الخضار والفواكه مثلا نخبا ثانيا او بها عيوب بسيطة لا يلاحظها الشخص من النظرة الأولى''·
هذه السوق كما يقول البائعون تجذب الكثيرين من مواطنين ومقيمين، حيث يأتي إليها المتسوقون بحثاً عن الخضراوات الطازجة وباقل الاسعار في الوقت نفسه·
ويؤكد العاملون في السوق أن السبب الرئيسي في انخفاض أسعار السلع التي يعرضونها هو انخفاض الإيجارات فيها مقارنة بإيجارات المولات الكبيرة، بينما يقول كثير من المتسوقين إن أسعار هذه الأسواق مناسبة جداً لهم فالفروق كبيرة بينها وبين المولات التجارية الضخمة ولذلك يلجأون إليها بحثا عن الجودة المناسبة وباقل الاسعار·
ويرى حميد عيسى أن سوق الخضار والفواكه الشعبي له ميزة كبيرة هي أنه يحاول أن يحصل على مكسب أقل وأن يبيع كميات أكثر، ولكن ليس معنى ذلك عدم وجود خضار وفواكه طازجة وذات جودة عالية، ولكن باسعار متفاوتة حسب الجودة·
ويوفر السوق جميع متطلبات الاسرة وبجميع الأنواع والاصناف وهو ما يوفر الكثير من الوقت والجهد ويزيد من حرية الاختيار للحصول على الصنف الذي تريد وبالسعر المناسب، بالاضافة الى ان هناك فرصة للحصول على سعر أقل من السعر الذي يطلبه البائعون على عكس المحلات الأخرى ومراكز التسوق التي تحدد سعراً لا يمكن التفاوض عليه·
ويؤكد عمر ايوب أن سوق الخضار والفواكه الشعبي يشهد إقبالا من قبل المستهلكين، بعيدا عن موجة الغلاء التي اصابت كل الأصناف وبات المستهلك يبحث عن الأماكن التي تبيع بأسعار مقبولة وتناسب دخله الاقتصادي إلى جانب ان الأسواق الشعبية توفر غالبية متطلبات المنزل·
ودعا عبدالله بركة الى ايجاد صيغة مشتركة للتواصل بين تجار السوق والدوائر المعنية بحماية المستهلك تؤدي إلى تنفيذ آلية لضبط تفاوت الأسعار، وتشديد الرقابة على السوق منعا لاي عملية تلاعب بالاسعار، يحمي المستهلك من تقلبات السوق المفاجئة، ويحفظ في نفس الوقت حقوق التجار·
ويصيف بركة ''اعيش في الإمارات منذ فترة طويلة، وما زالت الأسعار عالية جدا والرواتب غير كافية، التجار همهم الرئيسي تحقيق أكبر قدر من الربح دون النظر إلى محدودي الدخل، ولا فرق بين تاجر الجملة وتاجر التجزئة الكل يتعاون على المستهلك''·
ويبين بركة انه يلجأ الى الاسواق الشعبية، لانه يجد فيها كل ما يلبي احتياجاته الغذائية الاساسية، وباسعار اقل بكثير من المولات والاسواق الكبرى·
عدد اليوم
