الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كأس العالم جسر بين الكـرة والسياسة

كأس العالم جسر بين الكـرة والسياسة
11 يونيو 2010 00:12
بعد أن أصبحت كرة القدم هواء وخبز شعوب العالم الأول والثالث على السواء، لم يتردد الساسة في التقرب إلى شعوبهم عبر النافذة الكروية، ولأن كأس العالم لكرة القدم هي التظاهرة الكروية الأهم حول العالم فقد اجتاحت حمى الاهتمام بها الزعماء والرؤساء والحكومات، ولم يكن الأمر حكراً على الشعوب. وبعيداً عن مغامرة الخوض في نوايا أهل السياسة ومبررات تقربهم من عشاق الساحرة المستديرة فإن المونديال ينجح وبشكل تصاعدي في جذب الساسة نحو مدرجات الدرجة الثالثة ليجلسوا إلى جوار شعوبهم في كبرى المناسبات الكروية التي يتجلى خلالها الحس الوطني، ويصل الانتماء للوطن إلى ذروته. وسيظل حديث الرئيس السنغالي عبدالله واد لدى استقباله منتخب بلاده بعد تأهله لمونديال 2002 خالداً في سجلات العلاقة القوية بين الساحرة والسياسة، فقد أكد الرئيس السنغالي بكل تواضع أنه على ثقة من أن العالم لم يكن يعرف اسمه قبل تأهل منتخب السنغال إلى المونديال. وخلال الأيام القليلة الماضية استقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما المنتخب الأميركي في البيت الأبيض قبل مغادرته متوجهاً إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في المونديال. وقبل انطلاقة مونديال 2006 أجمعت التقارير السياسية، واستطلاعات الرأي على أن المستشارة الألمانية أنقذت شعبيتها المتراجعة بعد أن أبدت اهتماماً كبيراً بالمنتخب الألماني المشارك في المونديال، ولم تترد ميركل في إبداء دعمها ومساندتها للمدير الفني للمانشافت في هذا الوقت “يورجن كلينسمان” ووقفت إلى جواره داعمة ومساندة في مواجهة حملات النقد التي تعرض لها، كما حقق النجم الأرجنتيني مارادونا شهرة كبيرة بفضل إبداعاته في مونديال 1986 ونجح في تكوين علاقات صداقة مع رؤساء أميركا اللاتينية وعلى رأسهم فيدل كاسترو الزعيم الكوبي، والرئيس الفنزويلي هوجو شافيز وغيرهما من رؤساء أميركا الجنوبية، ولم يتردد مارادونا في دعم ومساندة هؤلاء الزعماء في سياساتهم. قمة سياسية في الافتتاح سيكون افتتاح مونديال جنوب أفريقيا بمثابة قمة سياسية عالمية مصغرة، فقد تأكد حضور الزعيم الأفريقي الملهم نيسلون مانديلا الذي يجسد قصة كفاح سياسي لجميع الشعوب المقهورة، حيث أعلنت الإذاعة الرسمية في جنوب أفريقيا منذ أيام أن رئيس البلاد السابق، نيسلون مانديلا، سيحضر حفل افتتاح كأس العالم، وأضافت الإذاعة استنادا لوزير الرياضة، ماكانيسكي ستوفايل، أن مانديلا (91 عاما) طلب الحصول على بطاقة لحضور حفل افتتاح المونديال في ملعب سوكر سيتي. وكان مانديلا، الحائز على جائزة نوبل للسلام وأول رئيس أسود في تاريخ جنوب أفريقيا، ترك الباب مفتوحا حول حضوره افتتاح المونديال بعد أن ساهم بقدر كبير في فوز بلاده بتنظيم هذا الحدث الرياضي الكبير، وكانت مساندته لملف بلاده من أكبر العوامل التي رجحت كفته على كافة الملفات الأخرى، وهو بذلك سخر حضوره السياسي، وكاريزما الكفاح التي يتمتع بها من أجل خدمة بلاده وجلب كأس العالم إليها للمرة الأولى في تاريخ القارة السمراء. ومن جانب آخر نقلت وكالات الأنباء إعلان رئيس وزراء نيوزيلندا جون كي أنه سيتوجه لجنوب أفريقيا في وقت لاحق من الشهر الجاري في زيارة يمزج خلالها بين الدبلوماسية ونهائيات كأس العالم لكرة القدم. ويعتزم كي الذي يرعى منتخــب بلاده الذي تأهل للنهائيات التي يشــارك فيها 32 فريقاً، للمرة الأولى منذ 28 عاماً حضـور مبــاراة بــلاده مع إيطاليا حاملة لقب البطولة السابقة في نيلسبرويت في 20 يونيو الجاري. وسيلتقي أيضاً كبار رجال الأعمال في جنوب أفريقيا ويفتتح رسمياً مكاتب المفوضية العليا لنيوزيلندا في بريتوريا قبل العودة لبلاده في 22 يونيو الجاري، وهو موقف يجسد الترابط بين المصالح الاقتصادية والسياسية للدول على مائدة المونديال الكروي. كما أكد الرئيس المكسيكى فيليبى كالديرون حضور حفل افتتاح كأس العالم، ومتابعة المباراة الافتتاحية التي ستجمع منتخب بلاده بجنوب أفريقيا الدولة المنظمة من المدرجات. وذكر الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” أن الكوري الجنوبي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة سيتواجد هو الآخر في المدرجات، بالإضافة إلى جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي. داخل أسوار البيت الأبيض على الرغم من أن البعض لايزال يراهن على أن كرة القدم لن تتمكن من غزو العقل الأميركي المولع بأشياء أخرى في الرياضة وغيرها، إلا أن الساحرة المستديرة تمكنت من التسلل إلى أروقة البيت الأبيض الذي يعد أحد أهم مراكز صناعة القرار في العالم، وإذا أخذنا في الاعتبار تمتع الرئيس الأميركي باراك أوباما بأعلى درجات الجدية، فإن استقباله للمنتخب الأميركي قبل مغادرته إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في المونديال يعكس اهتماماً أميركياً سياسياً بكرة القدم، فقد أكد الرئيس الأميركي قبل أسبوع دعمه لمنتخب بلاده المشارك في نهائيات كأس العالم، مشيرا إلى أنه سيحرص على مشاهدة كل مباريات منتخب بلاده في مونديال جنوب إفريقيا. وقال الرئيس أوباما خلال استقبال لاعبي المنتخب في البيت الأبيض: “كل العالم سيدعمكم حتى لو نسينا أحيانا في الولايات المتحدة أن المونديال سيكون أكبر مسرح عالمي تذهبون إليه لتمثيلنا”. وأضاف أوباما في حضور نائبه جون بايدن، الذي سيشاهد على الطبيعة مع الرئيس السابق بيل كلينتون المباراة الأولى للمنتخب الأميركي مع نظيره الإنجليزي في 12 يونيو: “نحن فخورون جدا بما قدمتموه حتى الآن”. ومن المتوقع أن يحضر كلينتون الذي اختير رئيسا فخريا للملف الأميركي لاستضافة مونديال 2018م أو مونديال 2022م، عدة مباريات أخرى في جنوب أفريقيا. وتلعب الولايات المتحدة ضمن المجموعة الثالثة إلى جانب إنجلترا والجزائر وسلوفينيا. الرئيس البرازيلي عاشق لـ «السامبا» دبي (الاتحاد) - في بلد مثل البرازيل يتعامل مع كرة القدم مثلما يتعامل مع الماء والهواء والطعام، يجد الرئيس البرازيلي نفسه مدفوعاً إلى التحدث عن كرة القدم ومناصرتها ودعمها طوال الوقت، ولا يتردد الرئيس البرازيلي في لقاء اللاعبين والمنتخب البرازيلي قبل وبعد الاستحقاقات المهمة. ومن المواقف الطريفة أنه وقع في خطأ فادح حينما قال في بث تلفزيوني مباشر قبل مونديال 2006 إن رونالدو أصبح وزنه زائداً الأمر الذي دفع النجم الشهير إلى الرد عليه بطريقة قاسية طالبًا منه أن يصمت وألا يدلي بتصريحات سخيفة لا علاقة لها بكرة القدم، كما أن الرئيس البرازيلي “لولا دا سيلفا” لا يتردد في إبداء دعمه الكبير لمنتخب بلاده، ولا يتردد في ارتداء قميص البرازيل في كثير من المناسبات الكروية. وإدراكاً منه لأهمية دعم المنتخب توجه “داسيلفا” بكلمة للاعبين قبل مونديال 2006 قائلاً لهم خلالها: “سوف أجلس أمام التلفاز لمشاهدتكم وتشجيعكم كما يفعل كل الشعب البرازيلي، وسوف تكون انتصاراتكم بمثابة الدواء الذي سوف يساعد في التغلب على أمراض الفقر والفساد والظلم الاجتماعي الذي يعاني منه الشعب البرازيلي”. شيراك يقبل «صلعة» بارتيز ويتلقى «نطحة» زيدان ! دبي (الاتحاد) - أصبح الرئيس الفرنسي السابق “جاك شيراك” من أشهر الوجوه التي تقف خلف المنتخب الفرنسي، وذلك منذ نهائيات كأس العالم 1998 والتي أقيمت في فرنسا وتمكن منتخب الديوك من الظفر بلقبها، فقد حرص “شيراك” على حضور مباريات منتخب بلاده وهو يتخلى عن كل القيود والبروتوكولات السياسية كزعيم سياسي يتولى قيادة واحدة من الدول العظمى، حيث ظهر في المدرجات كمشجع عادي، ينفعل مع كل فرصة ومع كل هدف، ويقفز في الهواء تعبيراً عن الفرحة، وكانت القبلة التي طبعها على (صلعة) الحارس الفرنسي الشهير “فابيان بارتيز” من أهم المواقف التي علقت بذاكرة عشاق كرة القدم الفرنسية والعالمية، حيث كان قائد المنتخب الفرنسي “لوران بلان” هو من يقوم بذلك مع “بارتيز” عقب كل هدف تحرزه فرنسا خلال نهائيات كأس العالم 1998، كما طلب الرئيس الفرنسي “شيراك” من أسطورة كرة القدم الفرنسية “زين الدين زيدان” أن يقوم بتوجيه نطحة له على طريقة النطحة الشهيرة التي وجهها “زيزو” للمدافع الإيطالي “ماتيراتزي” خلال نهائي مونديال ألمانيا 2006 . المستحيل ليس ألمانياً دبي (الاتحاد) - تعززت ثقة العالم في أن الألمان لا يعرفون الاستسلام بفضل المعجزة التي حققوها في مونديال سويسرا عام 1954، فقد كانت المجر في قمة مجدها، وكانت المنتخب الأقوى في العالم بلا منازع، ويكفي أنهم قهروا الألمان في مباريات الدور الأول بثمانية أهداف مقابل 3 أهداف، وفي المباراة النهائية لمونديال سويسرا 1954 انتفض الألمان الذين كانوا تحت وطأة المعاناة من آثار الحرب العالمية الثانية، وحققوا المستحيل فيما عرف باسم “معجزة بيرن” بالتفوق في المجر في المباراة النهائية 3-2، واللافت أن المنتخب المجري تقدم في هذا النهائي التاريخي بهدفين نظيفين، إلا أن الألمان عادوا من بعيد ليحققوا مجداً غير مسبوق ومنذ ذلك الحين ترسخت مقولة أن “المستحيل ليس ألمانياً”. أعلام المونديال أهم من صور المرشحين دبي (الاتحاد) - في لبنان وخلال الأيام الماضية أكدت تقارير أن الشغف بكأس العالم تفوق على جميع الأحداث الأخرى هناك، وطغت أعلام الدول المشاركة في المونديال وعلى رأسها البرازيل والأرجنتين وإيطاليا وفرنسا وانجلترا وغيرها من الدول المرشحة للظفر باللقب على صور وشعارات بعض المرشحين السياسيين في الانتخابات البلدية في لبنان. ميركل خلف «المانشافت» دبي (الاتحاد) - كانت كلمات “ميركل” التي وجهتها لمدرب المنتخب الألماني “يورجن كلينسمان” قبل انطلاق مونديال ألمانيا 2006 بمثابة البوابة التي عبرت من خلالها لقلوب الشعب الألماني، حيث أكدت في رسالتها إلى كلينسمان قبل انطلاق البطولة أن ألمانيا كلها تقف في ظهر منتخب الماكينات، مؤكدة أنهم يسيرون في الاتجاه الصحيح ولا يوجد ما يدعو للخوف من ارتفاع نبرة الانتقادات قبل انطلاق مباريات البطولة، وقد صدق حدس “ميركل” وقدم منتخب بلادها مستويات جيدة خلال تلك البطولة بالقياس لحجم الانتقادات التي تلقاها قبل انطلاقتها، كما حرصت ميركل على حضور جميع مباريات المنتخب الألماني بلا استثناء، وكانت حريصة على تناول الطعام مع اللاعبين للشد من أزرهم، كما قامت بمبادرة رائعة حينما نزلت إلى غرفة الملابس عقب هزيمة الألمان على يد المنتخب الإيطالي في نصف النهائي وذلك لتقديم الشكر للاعبين على ما قدموه من مستويات جيدة خلال مباريات البطولة، وكانت مكافأة ميركل لقاء كل ذلك الدعم لمنتخب بلادها أن زادت شعبيتها وفق استطلاعات رسمية خلال أيام البطولة، كما قامت العديد من الصحف والمجلات الرياضية وغير الرياضية بوضع صورتها على الغلاف وهي تقفز في الهواء معبرة عن فرحها بأهداف منتخب بلادها. الانتصار الكروي مؤشر لمعنويات الشعوب رئيس تشيلي يستثمر المنتخب في السياسة دبي (الاتحاد) - مثل كثير من رؤساء الدول، لاتينية أو أوروبية أو أفريقية، يحرص رؤساء الدول على استقبال المنتخبات الوطنية لكرة القدم تحديداً ربما بدرجة تفوق وبشكل ملحوظ اللعبات الأخرى، ويكون الاستقبال عادة في حال نجح هذا المنتخب أو ذاك في تحقيق نجاح كروي على الصعيد القاري أو العالمي، فقد أصبح الانتصار الكروي جزءاً من الانتصار النفسي للشعوب. وعلى غير العادة جاء حفل الاستقبال والوداع الذي جمع الرئيس التشيلي سباستيان بينييرا والمدير الفني لمنتخب البلاد لكرة القدم الأرجنتيني مارسيلو بييلسا غير مريح على حد وصف وكالات الأنباء العالمية، ووقعت الحادثة عندما توجه بينييرا بناء على دعوة سابقة من القائمين على كرة القدم المحلية إلى مقر معسكر تدريبات الفريق وبدأ يلقي التحية على الحضور. ومضى كل شيء بصورة طبيعية حتى قام الرئيس بتحية بييلسا، الذي خرق البروتوكول وترك المكان بعد أن صافح الرئيس، وغادر إلى جانب المدير الفني عدد من اللاعبين. وحدث كل ذلك أمام ناظري نائب وزير الرياضة جابرييل رويز تاجلي ورئيس الاتحاد التشيلي لكرة القدم هارولد ماين نيكولز الذي وجه مؤخرا انتقادات لبينييرا متهما إياب بمحاولة استغلال المنتخب سياسيا. ولم يعلق بينييرا على الأمر وخلال كلمته اكتفى بالقول إنه يأسف لعدم حضور إحدى بطولات كأس العالم للمرة الأولى منذ 20 عاما: “لارتباطات علي القيام بها، لن أكون في جنوب أفريقيا”. وطالب لاعبي المنتخب بجلب السعادة إلى البلاد، التي تعرضت في فبراير الماضي لزلزال وموجات تسونامي. كما قال إنه يحمل حب المواطنين للفريق، وقال “أحمل معي تقدير وإعجاب الشعب كله. إنني واثق بأنكم عندما تنزلون إلى الملعب سيكون هناك أكثر من 17 مليونا من مواطنيكم متعلقون بكم. إنكم مثال على الأمل”. ودائما ما اتسمت العلاقة بين بييلسا والرئيس التشيلي بالتباعد، على عكس ما كان عليه الحال مع الرئيسة السابقة ميشيل باشليه. ويمتد تاريخ الضيق الذي يشعر به مسؤولو الكرة التشيلية إزاء بينييرا إلى تاريخ بعيد، إلى ما قبل حتى أن يتمكن رجل الأعمال اليميني من الفوز بالانتخابات الرئاسية في يناير الماضي. وتمثلت أولى بوادر الصدام في شهر يناير تحديدا، عندما قال بينييرا المنتخب حديثا إنه يود أن يفعل مثل بييلسا ويستدعي من هم أفضل إلى فريقه الحاكم، وجاء الرد على الفور من رئيس الاتحاد ماين نيكولز الذي قال إن الاستشهاد ببيلسا يعد “سوء استخدام، لأنه لا يجب أن يستولي أحدهم على المنتخب، وقال: المنتخب ملك للجميع والسياسة لها توجهات مختلفة”. بعد ذلك انتقد ماين نيكولز سلوك بينييرا تجاه الرئيسة السابقة، التي أسست لنفسها علاقة وطيدة بعالم كرة القدم، عندما أمرت بإقامة نحو 20 ستادا جديدا للكرة. وقال رئيس الاتحاد في ذلك الحين:”جاء سباستيان بينيرا إلى هنا وتحدث بشكل سيء عن الرئيسة (باشليه) فأوقفت الاجتماع وانتهى الأمر، لأن الحديث عن المشروعات الجيدة شيء والحديث بصورة سيئة عن الأشخاص شيء آخر. على الأرجح لم يعجبه ذلك، لكن الأمر سيان بالنسبة لي”. سياسيون يهاجمون رفاهية الديوك دبي (الاتحاد) - في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وانجلترا وغيرها من الدول التي تعرف معنى الاحتراف والتمويل الذاتي لكرة القدم، تعد الساحرة المستديرة مصدر دخل هائل لخزائن هذه الدول بسبب الملايين التي يدفعها النجوم في صورة ضرائب، ولكن الصدام بين السياسة وكرة القدم يحدث في حال تعلق الأمر بالمنتخبات الوطنية في تلك الدول، صحيح أن لها رعاة لا يكلفون خزائن الدولة شيئاً، إلا أن الإقامة على هامش البطولات الكبرى مثل كأس العالم، ومكافآت الفوز يتم تمويلها من خزائن الدولة، وهو الأمر الذي فتح الأبواب على مصراعيها ليتفجر جدل كبير حول قيمة هذه المكافآت بالنسبة للمنتخب الإسباني مثلا، والتي تصل إلى ما يقارب 800 مليون دولار في حالة الفوز باللقب. كما اندلع جدل وتراشق بالتصريحات على إثر اتهام بعثة المنتخب الفرنسي بأنها تعيش في أحد أفخم المنتجعات السياحية في جنوب أفريقيا على حساب دافع الضرائب الفرنسي، وجاءت التعليقات من وزيرة الدولة للرياضة بالبلاد راما يادي التي انتقدت فيها الفندق الخمس نجوم الفخم الذي من المقرر أن ينزل فيه منتخب فرنسا خلال مشاركته في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وصرحت يادي للإذاعة الفرنسية قائلة: “إنني شخصياً لم أكن سأختار هذا الفندق.. طالبت سلطات كرة القدم بأن يتمتعوا ببعض الكياسة. يجب أن تفكر جيداً عندما تكون في أزمة”. ووقع اختيار اتحاد الكرة الفرنسي على منتجع بيزولا في مدينة كنيسنا مع العلم بأن هذا الفندق يطلق على نفسه “أكثر المنتجعات رفاهية في أفريقيا”، ويبدو مناسباً أكثر لأحد عمالقة البيزنس على أن يكون محل إقامة لمجموعة من اللاعبين. وكتب المنتجع بموقعه على “الإنترنت”: “إنه أول منتجع أفريقي يتمتع بالرفاهية عن حق، حيث يقع في الرأس الشرقي لمدينة كنيسنا على الساحل الرائع لإقليم ويسترن كيب مما يجعله ملاذاً للخصوصية والاسترخاء في أجواء تعكس الجمال الطبيعي المحيط به”. وقالت يادي: “كنت أتوقع أن يسعدنا المنتخب الفرنسي بنتائجه وليس ببريق فنادقه”. وأشارت إلى أنه إذا حققت فرنسا نتائج جيدة في كأس العالم “سيكون اختيار هذا الموقع الذي يقدم أفضل ظروف للإقامة مبرراً، ولكن إذا لم ترق النتائج إلى التوقعات سيكون على اتحاد الكرة ومسؤولي كرة القدم بالبلاد أن يقدموا تفسيراً”. وردت وزيرة الصحة الفرنسية روزلين باشيلو على يادي بقولها إنه قبل أيام قليلة من انطلاق المونديال “الوقت ليس مناسبا لإثارة الجدل”. وأضافت في تصريحاتها لقناة “إل سي آي” التلفزيونية أن المنتخب الفرنسي “يحتاج السلام والاستقرار والدعم الجماهيري.. توقفوا الآن، فهذا يكفي”. في المقابل، علّق لاعب خط الوسط الفرنسي ديارا على انتقادات يادي قائلاً إن هذه الانتقادات السلبية “أثارت أعصابنا.. هذه التعليقات لا مغزى من ورائها.. لا نحتاج هذا الآن وإنما نحتاج المساندة”. صب لاعبو المنتخب الإيطالي لكرة القدم موجة انتقادات وسخرية حادة على روبرتو كالديرولي وزير تبسيط الإجراءات التشريعية بسبب مطالبته اللاعبين بالتضحية المالية خلال استعداداتهم للدفاع عن لقبهم العالمي في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وأثار كالديرولي موجة من الجدل في وسائل الإعلام الإيطالية الاثنين الماضي بعدما قال: “من الصواب أن تشارك كرة القدم في التضحية مع الإيطاليين لكبح جماح الأزمة المالية”. وقدمت الحكومة الإيطالية مؤخرا مشروع ميزانية يهدف إلى توفير 24 مليار يورو في العامين المقبلين. مونديال ألمانيا بالنكهة السياسية دبي (الاتحاد) - كانت بطولة كأس العالم لكرة القدم والتي أقيمت في ألمانيا عام 2006 بمثابة قمة سياسية مصغرة لزعماء العالم الذين توافدوا على ملاعب البطولة للوقوف خلف منتخباتهم، ويكفي أن الغاني “كوفي أنان” الأمين العام للأمم المتحدة في هذا الوقت أطلق عبارته الشهيرة حينما قال :”لقد نجحت كرة القدم فيما فشلت فيه الأمم المتحدة” وذلك في إشارة صريحة إلى اجتماع رؤساء وزعماء العالم في مدرجات الملاعب الألمانية، كما أن الكثير من الاجتماعات والأنشطة السياسية لكثير من الزعماء والقيادات السياسية والحكومات في كثير من قارات العالم كانت تؤجل أو يتم تعديلها وفق الأجندة الأهم في صيف عام 2006، أي وفقاً لجدول مباريات المونديال وذلك وفق ما ذكرته الكثير من التقارير الصحفية في كبريات الصحف الأوروبية في ذلك الوقت، فقد حضر مباريات البطولة رؤساء مثل “شيراك” الفرنسي” و”ميركل” الألمانية و”ساينسكي” البولندي، والكوستاريكي “سانشيز” والإيطالي “جورجيو لتيانو” ورئيس الوزراء الإيطالي “رومانو برودي” والإسباني “ثاباتيرو” كما حرص عدد من الزعماء الأفارقة على حضور مباريات المونديال لتشجيع منتخبات بلدانهم، وهناك عدد من الرؤساء لم يتمكن من ذلك فوجهوا رسائل التشجيع والمؤازرة لمنتخباتهم كما فعل “بوش” مع منتخب الولايات المتحدة قبل مباراته ضد “تشيكيا” والرئيس الأوكراني “فيكتور يوشينكو” والرئيس البرازيلي “لولا دا سيلفا” وغيرهم من الزعماء الذين حرصوا على الاتصال بشكل دائم بمنتخباتهم. موسوليني للاعبي إيطاليا: عودوا باللقب أو موتوا ! دبي (الاتحاد) - في النسخ الأولى للمونديال كان ظل السياسة الثقيل حاضراً بكل قوة، فقد احتفلت أوروجواي بالذكرى المئوية لاستقلالها بتنظيم النسخة المونديالية الأولى عام 1930، ولم يثبت تاريخياً ما إذا كان موعد المونديال قد صادف هذه الاحتفالية، أم أن الأمر قد تم الترتيب له بشكل مسبق، وأقيمت البطولة في الفترة من 13 إلى 30 يوليو 1930، وكان اختيار أوروجواي لاستضافة الحدث الأول من نوعه قد تم في برشلونة في مايو 1929 ورأت الحكومة في أوروجواي أنها فرصة ذهبية لكي يحتفل العالم معها بذكرى استقلالها، خاصة أن 13 منتخبا شاركت في المونديال، 5 من خارج أميركا اللاتينية، وأربعة من أوروبا إلى جانب الولايات المتحدة، مما منح البلد المستضيف فرصة ذهبية للإعلان عن احتفاليتها السياسية القومية على هامش المونديال. وعن ذكريات مونديال 1938 والذي اشتهر بالتدخل السياسي الكبير من الزعيم الإيطالي موسوليني الذي هدد لاعبي منتخب بلاده بالموت إذا لم يعودوا للديار بالكأس، يتذكر آخر أعضاء المنتخب المتوج بلقب كأس العالم في فرنسا عام 1938 بييترو رافا كيف كانت كرة القدم في تلك الأعوام التي سبقت الحرب العالمية لعبة سياسية أكثر منها رياضية بالنسبة لإيطاليا تحت حكم موسوليني. وروى اللاعب السابق في مقابلة مع صحيفة “لاستامبا” قائلا: “كنا في خضم فاشية كاملة، وكنا مشبعين بروح فاشية كبيرة. كان علينا اللعب من أجل الفوز. فالأعذار لم تكن تجدي الـ”دوتشي موسوليني” كان واضحا ومحددا، علينا تحقيق ذلك من أجل النظام على وجه الخصوص. وقال رافا: “تغلبنا على منتخب البرازيل المهاري في نصف النهائي، وعلى المجر القوية في النهائي، حيث أمطرت السماء بعده مديحا، ولم يعد هناك المزيد من الصافرات، واستقبلنا الدوتشي موسوليني في روما بقصر فينيسيا، وكافأنا على خدماتنا المقدمة للوطن. مكافأتي كانت شهادة تقدير و8 آلاف ليرة. بتلك الأموال اشتريت سيارة جديدة”
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©