الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مونديال خلف القضبان

مونديال خلف القضبان
11 يونيو 2010 00:13
كلمة تايلاند تنقسم إلى نصفين إحداهما تاي وتعني الحر أو الأحرار، ولاند وتعني الأرض وبالتالي فإن اسمها المجمل معناه أرض الأحرار، وعبر التاريخ لم تستعمر تلك البلاد، وظلت حرة حتى في القرن التاسع عشر الذي سيطرت فيه الدول العظمى على كل بلاد العالم الصغرى في كل البقاع، وقيمة الحرية تعني الكثير بالنسبة لسكان هذا البلد الذي يقع في جنوب شرق آسيا، وعلى الرغم من أن السجن هو المعنى العكسي المنطقي لكلمة الحرية، إلا أن سجناء تايلاند خلف قطبان السجن المركزي في العاصمة بانكوك يحاولون أن يتحدوا السجن نفسه، وفي إحدى تلك المحاولات واستجابة لأجواء مونديال الكرة الذي يوقف العالم حالياً على أطراف أصابعه لتنطلق مسابقاته اليوم، أقام مساجين السجن المركزي في بانكوك مونديالاً يحاكي كأس العالم أمس، فقد وزع المساجين أنفسهم بين مشجعين، ولاعبين، وحكام، ومدربين، واصطفت الجماهير خارج الملعب، وارتدى فريق زي المكسيك، فيما ارتدى الفريق الثاني زي الطرف الثاني جنوب إفريقيا في مباراة الافتتاح، وانطلقت المباراة في حراسة ضباط الأمن داخل السجن، وحملت إحدى الفتيات نموذجاً لكأس العالم حتى تهديه للفريق الفائز، وأقيمت المباراة، ولم ينس الجمهور حتى تعليق البوسترات التي تحمل شعار واسم المونديال، إنها حقاً مشاعر الحرية التي يمكن في لحظة من اللحظات أن تضع الإنسان في السجن نفسه خلف القطبان. في مجموعة الصور التي أمامنا محاكاة كاملة للمونديال من خلف القطبان، فيها مشاعر مختلفة، وربما تعكس معنى مهماً في تايلاند التي تفاعلت سريعاً مع المونديال بتنظيم تلك البطولة بين المساجين، ولما لا فإن بانكوك تعد واحدة من أسرع بلاد العالم نمواً اقتصادياً، وواحدة أيضاً من أهم الوجهات السياحية، وهي سوق المجوهرات الحقيقي في تايلاند. في الصور الجماهير تنقسم إلى نصفين وتلون وجوهها بألوان وشعارات فرقها، والغريب في الموضوع أن كل هذا التفاعل مع المونديال وليس هناك منتخب يحمل اسم تايلاند في البطولة، وأيضاً فإن كرة القدم التايلاندية ما زالت في البدايات، فما بالنا لو أن هناك منتخباً يحمل اسم تلك البلاد في البطولة، إنها إيحاءات الحدث الكبير، ومتوالياته التي تخترق كل المجالات، ولما لا فإن أهم السياسيين في العالم بدؤوا يرتبون برامجهم اليومية من أجل متابعة المباريات والاستمتاع بها، إنها إشعاعات الساحرة المستديرة التي بدأت تقول كلمتها في السياسة والاقتصاد والاستثمار، والمشروعات المجتمعية، والسجون أيضاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©