الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

امرأة «مارينا مول» و«جوانتانامو»!

امرأة «مارينا مول» و«جوانتانامو»!
25 أكتوبر 2009 23:09
فيما يستعد الاتحاد النسائي العام لإطلاق مشروع «إعرفي حقوقك» مع بداية نوفمبر القادم بهدف توعية المرأة بالقوانين والتشريعات المحلية والاتحادية، قرأت خبراً طريفاً عن سيدة دفعها حب الاستطلاع إلى تفحص محمول زوجها، فاكتشفت أنه يسجل رقمها تحت اسم «جوانتانامو»، فاشتاطت غضباً، وأقامت دعوى قضائية تطلب فيها الخُلع من زوجها بعد سبعة عشر عاماً من الزواج، واتهمته بالإساءة إليها، وإحداث جرح عميق في كرامتها، وأنها اكتشفت خداعه وزيفه وكذبه إذا أطلق عليها بينه وبين نفسه هذا التشبيه «البشع» وكأنها أحد سجاني «جوانتانامو» سيئ السمعة. وقالت الزوجة لقاضي التحقيق الذي نظر في الدعوى :»لا يهمني الآن ما يقوله زوجي على الملأ، فما الفائدة إن كان يحتفظ بداخله من مشاعر مريرة من الكره والبشاعة واللاإنسانية، وقد عبر عنها بشكل مباشر عندما أقرن اسمي بسجاني جوانتانامو؟ إنني الآن أمقته، وكرهت زيفه وخداعه، وتستحيل العشرة بيني وبينه بعد هذا الزيف». وعندما أراد البعض أن يُغَرم الزوج بغرامة مالية كبيرة كتعويض عن الضرر المادي والنفسي الذي لحق بها، رفضت الزوجة وأصرت على الانفصال لأنها اكتشفت حقيقة المشاعر التي أخفاها زوجها طيلة سنوات طويلة. 000 تذكرت أيضاً ذلك المشهد المهين الذي جرت أحداثه على الملأ وأمام جمهور المتسوقين، حيث انبرى زوج لضرب زوجته بالأكف والأرجل في «مارينا مول» في موقعة مهينة للغاية لمجرد أنها حاولت أن تخلص طفلته البالغة من العمر ست سنوات من بين يديه وهو يضربها بقسوة لمجرد أنها تعلقت بلعبة أو قطعة حلوى. ولم يترك الزوجة المغدورة المهانة إلا بعد أن تدخل الوسطاء من الناس وخلصوا زوجته منه. 000تأملت الصورتين، الأولى زوجة ترفض زوجها بعد طول عشرة لمجرد أنه احتقرها بينه وبين نفسه، والثانية لا تعرف ولا تسمع ولا تفرق بين الذل والكرامة. إننا لا ندعو الزوجات إلى التمرد بطبيعة الحال، وإن كان كثيرات منهن يقبلن صوراً متعددة من الإهانة والتسلط والقهر الزوجي، وكثيرات يخنعن ويقبلن القهر عن جهل بأبسط حقوقهن المشروعة في الحياة كإنسانة وأنثى، وأعداد لا حصر لها لا يعلمن شيئاً عن مفاهيم عديدة تندرج تحت الحرية، والكرامة، والحقوق المشروعة والإنسانية، والمشاعر، والاحترام، والمساواة والعدل، أو غير كل هذه المفاهيم كأنها تأتيهم من عالم مجهول. 000أعتقد أن مشروع «إعرفي حقوقك» ضرورة ثقافية وحضارية وإنسانية يجدر التوقف عندها بمزيد من الدعم والتوعية، كي يحقق أهدافه بنجاح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©