الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

إزالة الغابات والسوق السوداء تهددان مصير النمور النادرة

إزالة الغابات والسوق السوداء تهددان مصير النمور النادرة
11 يونيو 2010 00:46
من الممكن إنقاذ النمور المهددة بالانقراض، لكن الإجراءات التي يتطلبها ذلك تصطدم بعقبتين أساسيتين، بحسب اجتماع لخبراء في واشنطن، وهما إزالة الغابات والسوق السوداء، حيث يصل سعر النمر الواحد إلى 50 ألف دولار. في أوائل القرن العشرين، كان تعداد النمور يصل إلى 100 ألف موزعة على القارة الآسيوية من الهند إلى الصين مروراً بروسيا. لكن حالياً، وبحسب البيانات الأكثر تفاؤلا، فلا يوجد أكثر من 3500 نمر فقط تعيش في البرية. ويقول جوزيف فاتاكافن، الذي يعمل لصالح المنظمة البيئية «الصندوق العالمي للطبيعة» كمتخصص في شؤون النمور الهندية إن «النمور تتناقص، ومهددة بتدمير مواطنها وبالصيد المحظور». وكان فاتاكافن ونحو 20 خبيراً آسيوياً آخر قد اجتمعوا خلال هذا الأسبوع في حديقة حيوانات واشنطن، تلبية لدعوة وجهتها منظمة «المبادرة العالمية للنمور» بهدف تبادل الأفكار. وهذا الحيوان المفترس الذي يعتبر رمزاً للقوة والشراسة تتم مطاردته طمعاً في جلده. أضف إلى ذلك، عظامه وأنيابه ومخالبه وشاربيه وأعضاءه الأخرى التي تباع في السوق السوداء، وتستخدم في تصنيع العلاجات الطبية خاصة التي تهدف إلى تعزيز الأداء الجنسي. وفي ظل هذه المعطيات، فليس من المستغرب أن يباع النمر الواحد بـ «50 ألف دولار وأكثر»، بحسب فاتاكافن، الذي يشير إلى أن السوق الصينية هي «الأنشط». وفيما يخص الصيد المحظور، يشدد فاتاكافن على ضرورة «إشراك الجميع» الهيئات الحكومية والسكان المحليين الذين يعيشون في المناطق المحاذية لمواطن النمور. ومن جهته، طرح سومفوت دوانجشانتراسيري، المسؤول عن حماية النمور في تايلاند حلاً آخر. يقول إن إنشاء دوريات متخصصة متمرسة بتقنيات الصيد المحظور قادر على ردع الصيادين. وإذا لم ينجح الأمر فلابد من اعتقالهم. ويقول دوانجشانتراسيري إن «مجرد وجود الفرق المسلحة الصغيرة لا يكفي لإخافة الصيادين المسلحين أيضاً». وقد سجلت عمليات تبادل لإطلاق نار أسفرت عن قتلى»، وفقا للتجربة التايلاندية، بالإضافة إلى أن المساحات الشاسعة تعوق أيضاً عمليات المراقبة. في روسيا مثلاً، تكمن «المشكلة في المساحات الشاسعة، وفي واقع أنه علينا مراقبة جميع المركبات، من الناحية النظرية، وهذا أمر مستحيل عملياً»، حسبما يؤكد فلاديمير إستومين أحد المسؤولين في وكالة حكومية تعنى بحماية الحياة البرية. وإذا ما كانت مكافحة الصيد مسألة «ضرورية» بالنسبة إلى «المبادرة العالمية للنمور»، فإن تدمير مواطنها بسبب توسع المجتمعات البشرية يأتي في المرتبة الثانية. فالنمور تحاصر في أراض لا يوجد بينها تواصل جغرافي، الأمر الذي يجعلها تعاني لإيجاد فرائسها وفي التكاثر. أما الحل، فيستلزم إنشاء معابر محمية تصل مختلف البقاع التي تسكنها النمور للسماح لها بالعيش دون خوف من البشر. ويشدد فاتاكافن على «الحاجة إلى وسائل ربط بين المنتزهات الطبيعية حرصاً على التبادل الوراثي بين النمور»، وهو أمر ضروري حاسم بالنسبة إلى هذا الجنس. والتحدي هو أيضاً مسألة سياسية أيضاً بالنسبة إلى الخبراء.. فلا بد من إقناع الحكومات المعنية بتضمين جداول أعمالها قضية حماية النمور. ولكن الكلام سهل بينما يصعب الفعل. في روسيا مثلاً، تسكن النمور «مناطق تشهد تنمية اقتصادية كبير. من هنا، فإن حمايتها لا تشكل أولوية»، حسبما أشار إيستومين متأسفاً.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©