أحمد فتحي سمكري بالوراثة

على رأس الساعة الثانية عشرة ظهرا، يقف أحمد فتحي على سقالة متدلية فوق جدران بناية في منطقة الخالدية لتثبيت قطع من الرخام على واجهتها بواسطة ''البراغي''، قائلا: ''الخطورة تكتنف عملي بدءا من اعتلاء السقالة ''الكرين''، وانتهاء بضربات الشمس''· قبل نحو سبعة وعشرين عاما، ومنذ ترك أحمد المدرسة في العاشرة من عمره ليتعلم مهنة والده وجده ''السمكرة'' وهو يقضي وقته إما معتليا المباني والأبراج، أو متعلقا بحبل ينزل به إلى ''المنور'' لتفقد مواسير المياه، وشبكات الصرف الصحي، أو متنقلا بين البنايات والشقق حاملا حقيبة أدوات العمل من مفاتيح، ومفكّات، ومطارق، وماكينات ضغط (···) ليصلّح العيوب، ويعمّر الخراب· واستنادا إلى خبرته المهنية في أمور ''السمكرة''، يشير أحمد إلى أن ''العيوب تكثر في المنازل القديمة، ومنازل العزاب، والمنازل التي يوجد بها عدد كبير من الأطفال، بسبب الإهمال''· وحظي أحمد بفرصة عمل جيدّة في شركة مقاولات في الإمارات، فجاء إليها مخلّفا وراءه أسرته المكوّنة من زوجة وثلاثة أبناء، لافتا إلى أن العمل بصنعته في بلاده لم يعد يعطي مردودا ماديّا جيّدا، وذلك لكثرة العاملين بها· ويضيف ''لهذا نضطر إلى البحث عن فرص عمل أخرى في الخارج''· أحمد الذي مضى على وجوده في الإمارات سنة واحدة، يحلم بمستقبل أفضل يتمكن فيه من تأسيس شركة خاصة به في بلده مصر، كما يحلم بأن يتمكن من تعليم أولاده الثلاثة، معوضا إياهم عما افتقده من تعليم، معتبرا أن ''الحرفة لا تؤتي ثمارا كثيرة اليوم، فالعلم هو السلاح الفعّال لمواجهة قسوة الحياة''