شغف الفنان عبد العزيز بن علي منذ نعومة أظفاره بالتصوير الذي يجد فيه، كما يقول، الوسيلة المناسبة للتعبير عما يخالجه من أحاسيس في مواقف الحياة· ويصفه بـ ''الباب الذي ألج منه إلى عالم زاخر بالجمال وأنظر من خلال مفرداته إلى عظمة خلق الله''·
الضوء والظل واللون والزمان والمكان هي المادة الخام أو المفردات الفنية التي يشكل من خلالها نظرته الجمالية، لتتجسد في صورة فوتوغرافية تنبض بالإبداع ولوحة فنية تتميز بالدقة كما يقول''·
ويضيف: ''الفن مصدر لجملة من المشاعر المجهولة السبب، والإنسان يصنع الفن في بداية الأمر لذاته· ومع الإبداع تتولد جملة من المشاعر والخبرات التي تنقله من العمل الأول إلى عمل ثان وثالث وهكذا· كما تظهر الحاجة إلى إشراك الآخر في العمل الفني· وهنا تنشأ الرغبة في نشر الفن الذي أعتقد أنه لغة تواصل سريعة بين المجتمعات تتحقق بالضغط على زر الكاميرا''·
والكاميرا، في نظر بن علي، ليست سوى آلة· لكن هذه الآلة تصبح قادرة على استنطاق مشاهد الحياة، والإفصاح عما تختزنه من جماليات ودلالات، بفضل براعة الفنان في اختيار الزاوية التي يلتقط منها المشهد ودرجة الظل''·
وعن الموضوعات التي يحب تصويرها يؤكد بن علي: ''عشقي للضوء لا يقتصر على موضوع معين، بل أتناول كافة المواضيع التي يمكن أن أجد فيها جانباً يمكن أن يتحول إلى عمل فني متميز، رغم ذلك، أجد أنني أحقق ذاتي أكثر في تصوير المشاهد الطبيعية بسبب عشقي للطبيعة، وفي تصوير مشاهد الحياة الحية التي تجذبني بساطتها''·
نفذ الفنان عدة ''كليبات'' عبر برنامج ''الفلاش''، وهو يصف تجربته هذه بأنها ''تجربة ممتعة''، ويقول عنها: ''حاولت في هذه التجربة أن أتميز في الطرح وأن أخرج عن المألوف· فقد اعتدنا أن يكون التصوير السينمائي وإخراجه في مجال الفيديو، ولكن في تجربتي حاولت قدر المستطاع أن أخرج بنتائج التصوير السينمائي ولكن بصور فوتوغرافية''·
ولأن أي عمل لا يخلو من الصعوبات، يرى بن علي أن الإنسان مطالب بعدم الوقوف ''أمام الصعوبات رافعا راية الاستسلام، وإنما لا بد أن يتحلى بالإصرار والإرادة والثقة بمقدرته على إنتاج عمل ناجح· وكثيرا ما تراودني عبارة بأن لا تجعل للفشل مكاناً في ذاتك فبالعزيمة والإصرار بإمكاننا أن نصنع المميز ونحقق المستحيل''·
وحسب بن علي، تكمن الصعوبة في حقل التصوير في القدرة على تشكيل هذه العناصر في عمل واقعي وفني، بحيث ينسجم مع الذوق العام من جهة، ويتمكن من استحضار فكرة ما قد تكون غائبة أو غير مكتملة لدى المشاهد من جهة ثانية، إضافة إلى ضرورة فهم الادوات المستخدمة، ومدى تأثيرها في صناعة أو التقاط صورة جيدة''·
وحول الفرق بين المصور والفنان الفوتوغرافي يوضح بن علي: ''المصور لا يمارس التصوير إلا لتوثيق اللحظات، ولا يمارسه لغرض الفن وإنما للترفيه عن الذات· أما الفنان الفوتوغرافي فهو من يتأنى في التقاط المشاهد· ويسعى لابتكار الجديد والمميز· وينوع في أفكاره· ويتخذ من الضوء وسيلة لمخاطبة الذات· التصوير الفوتوغرافي بحر من بحور الفن فيما الفن التشكيلي بحر آخر، أي أنهما عملة ذو وجهين''·
ولكي يصل الفنان إلى المرحلة التي يحقق بها بصمته الفنية الخاصة، عليه كما يقول بن علي أن ''يتحلى بروح الإبداع، والصبر، والتفاني، وأن يسعى وراء التميز في الأداء، وأن يتجنب الغرور لأنه مقبرة الفنان، والتاريخ يشهد بأن جميع من تربع على عرش الفن هم المتواضعون''·
فوتوغرافيا
الفنان عبد العزيز بن علي من الأعضاء المؤسسين في نادي الإمارات للتصوير، وشغل في عامي 2005 و2006 منصب رئيس قسم التصوير السينمائي فيه، وهو حالياً أمين السر العام بالنادي، ومستشار إعلامي في أكثر من مؤسسة حكومية بالدولة·
حصل على المركز الأول في مسابقة ''Green Desert ''5، ومسابقة اتحاد المصورين العرب بألمانيا والميدالية الذهبية في محور الرياضة·
احتل المركز الثاني في ''مسابقة نور علي راشد''·
حصل على المركز الثالث في مسابقتي ''الإبداع العلمي'' و''البيئة بعدسة الكاميرا 2006 و''2007 و''مسابقة جامعة الشارقة''·
عدد اليوم
