تسترسل برسم نقوش متناغمة بخيط حناء يخرج من فوهة القمع لتشكل هدى خان لوحة فنية على أيدي فتيات صغيرات جلبهن فضول التجربة·
تتخذ خان من الحدائق العامة محترفاً لها، تستقطب فيه ''زبوناتها'' فتزين أيديهن، وتكسب قوت يومها· وتقول ''إنها امتهنت الرسم بالحناء لمواجهة الارتفاع الهائل في الأسعار الذي يهدد بقاءها في البلاد''، مشيرة إلى أنها وزميلات المهنة يجتمعن في بعض الحدائق في فترة ما بعد العصر لجذب زبائن من زوارها والحصول على بضع دراهم قبل أن يسدل الليل أستاره''·
وحول بدايتها في الحرفة، توضح خان أنها اختارت الرسم بالحناء؛ لأنه ذائع الصيت في الإمارات بوصفه موروثاً شعبياً كان ومازال يستخدم كمستحضر للتجميل، لافتة إلى أن الحاجة دفعتها للتشبث بحرفة ما تمتعها وتوفر لها مبلغاً من المال·
تظهر خان دقة في رسم الأشكال والخطوط على اختلافها، موضحة أن النقش الهندي يتميز بخطوطه الدقيقة والمملوءة، أما النقوش الخليجية فتتميز ببساطتها ونقوشها الكبيرة بعض الشيء· وعن كيفية تحديد الأسعار، توضح خان أن طريقة النقش، ومساحة امتداده على الأكف والأرجل هما اللتان تتحكمان في السعر، مشيرة إلى أن النقش بالحناء عمل يحتاج إلى صبر، ودقة، وذوق·
واللافت أن خان تحولت إلى خبيرة في تاريخ الحناء وطريقة استعمالها، إلى جانب كونها متمرسة في الرسم بها· وتؤكد أن ''الحناء مادة آمنة ليس لها أضرار جانبية على الصحة مما يشجع الأمهات على ترك بناتهن يستمتعن برسوم لطيفة على أكفهن وسواعدهن''·
وتفيد أن استخدام الحناء في صبغ الشعر يقضي على الفطريات أو الميكروبات، ويطهر فروة الرأس من الدهون كما يقضي على رطوبة الشعر، بالإضافة إلى أنه ينبت الشعر ويحسنه·
وتلفت خان إلى أن زوال الحناء عن يدي ورجلي المرأة المتزوجة دليل على عدم سعادتها في الموروث الثقافي لبعض المجتمعات·
عدد اليوم
