الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فارس الأحلام لم يعد يأتي على حصان أبيض

فارس الأحلام لم يعد يأتي على حصان أبيض
16 أغسطس 2008 23:39
يرسم الشاب قبل الزواج صورة ذهنية مثالية لفتاة أحلامه، وترسم الفتاة صورة خيالية لفارس أحلامها· قديماً، كانت الفتاة تحكي عن فارس على حصان أبيض والشاب يشترط الأخلاق والدين والتربية الحسنة· فهل ما زالت الصورة التي يرسمها الشاب لفتاة الأحلام وترسمها الفتاة لفارس المستقبل كما هي، أم تغيرت؟ تقول ''منى'' عن تخيل فتى الأحلام: ''إنه أول خطوة على سلم النضوج في حياة الإنسان، وفي مرحلة عمرية مبكرة تكون الأحاسيس في طور النمو، حيث نجد أن هذه الصورة تتميز غالباً بالروحانية المفرطة، وقد تصل إلى درجة البعد عن الواقع، ثم تبدأ المشاعر تتبلور بشكل أكثر منطقية''· أما فارس أحلامها فتتخيله ''منى'' ''رجلاً متفهماً مثقفاً يملأ قلبه الحب والحنان· يوفر لها كل أسباب السعادة في هذا الزمن الصعب· ولا يهمها أن يكون من بلدها، المهم أن يكون هناك تقارب في العمر والثقافة والأفكار، وأن يكون هناك مفهوم مشترك حول بعض القضايا التي باتت مهمة في هذا الوقت مثل عمل المرأة والاختلاط، وألا يحمل عقلية الرجل المتسلط أو البخيل، ولا بأس إن كان يحمل غيرة الرجل الشرقي وكرمه وحسن معاملته''· منذ نعومة أظفارها ترسم ''ريما'' لفتى الأحلام صورة بهية جميلة، وهي ليست مستعدة للتنازل عن أي من هذه الصفات كما تقول، لكنها مع مضي الوقت والانخراط في العمل وجدت أن الأمر ليس بهذه السهولة، وتتابع: ''مازلت أنتظر ظهور ذلك الفارس الذي يستطيع أن يخطف قلبي ويسيطر على تفكيري وعقلي، إنه ببساطة رجل وسيم، طويل القامة، أنيق، يحمل أفكاراً عصرية، وقلباً يملؤه حبي أنا، ولا بد أن يكون هناك ميزات أخرى مثل الثقافة، والروح المرحة، ويكون متفهماً لعملي''· وتضيف: ''الحياة باتت مليئة بالكثير من المتاعب والمرارة، ولا بد للفتاة من شريك تختاره بعناية حتى ''يُحلي لها الحياة وتحليها له''· كما أن الزواج قضية مصيرية لا تحتمل العبث وعلينا التعامل معها بجد خوفاً من تحطمها في المستقبل''· وتصف ''ميساء'' المرحلة التي نرسم فيها فتى لأحلامنا بـ ''الجميلة'' ففيها نعيش مشاعر لم تصلها بعد متاعب الحياة وهمومها· وتوضح أن ''الصفات المتميزة لفتى الأحلام ليست واحدة، فبعض الفتيات يتمنينه وسيماً، وأخريات غنياً أو مثقفاً أو ربما رجل سياسة أو رجل دين، وهذا كله يرجع إلى الوسط الذي تعيش فيه الفتاة''· أما عن فتى أحلامها فتؤكد: ''مثل كل الفتيات لدي شروطي الخاصة وعلى رأسها قلب محب، وعيون لا ترى غيري إلى جانب التقارب الفكري والاجتماعي والثقافي حتى نستطيع بلورة مفاهيم معينة في علاقتنا الزوجية والاجتماعية سواء في العمل أو مع الأصدقاء، لكن كل هذه الأمور ترتبط بصورة أو بأخرى بطبيعة الزواج وإمكانية استمراره بهدوء ودون مشاكل''· وإذ تلفت إلى أهمية التفاهم حول قضية الإنجاب والأطفال، تشير إلى ''أننا أصبحنا نسمع قصصاً غريبة عن زوجات يفاجأن بأن الزوج يريد منها أن تكون مزرعة لإنجاب الأطفال، وآخر يريد أن يحرمها مشاعر الأمومة كونه لا يريد عبئاً إضافياً على كاهله''· وترى أن الحياة ''أصبحت غريبة، إلا أن مفهوم الزواج ما زال يعني الاستقرار والأمان، وحتى الغرب بدأ يدعو إلى تقديس هذه العلاقة، ويحث الشباب على الابتعاد عن العلاقات غير الشرعية، والاتجاه إلى الزواج لأنه رابطة مقدسة تحافظ على المجتمع وتحميه من الانهيار''· تلك كانت مواصفات فارس الأحلام بالنسبة للفتاة، فكيف ينظر الشاب إلى فتاة أحلامه؟ بالنسبة إلى ''وائل'' ''تعتمد صورة فتاة الأحلام على الظروف التي يعيشها الإنسان، وبشكل عام، يتطلع الشاب إلى أن تكون فتاة أحلامه نسيجاً مؤتلفاً بين صفات يحبها في أمه أو أخته وأخرى يتمنى لو كانت موجودة في فتاة معينة· لكن كثيراً ما يقع الشاب في مصيدة التناقضات، فهو بحسب وائل، يريدها متحضرة عصرية، تتلاءم أفكارها مع الظروف التي نعيشها، وفي نفس الوقت يريدها طيبة وهادئة ومطيعة وحنونة مثل أمه· باختصار هو يريدها أماً وزوجة وصديقة وشريكة في العمل، وكل هذه الأمور يصعب أن تتواجد في شخصية واحدة· لذلك يجد الإنسان نفسه وبالتدريج يتنازل عن بعض هذه الصفات لتتبخر فتاة الأحلام، ويبقى يعيش مع فتاة الواقع''· المهم في النهاية، حسب تعبيره، هو الوصول إلى التفاهم والاستقرار من أجل بناء أسرة تبني وتنتج عناصر فعالة في المجتمع، وليست مريضة أو معطوبة· على أن فتاة الأحلام ينبغي اختيارها بدقة وعناية، كما يؤكد خالد سيف، لأن صورتها سوف تتجسد في المستقبل على هيئة زوجة تقع على عاتقها متطلبات كثيرة ومن أهمها بناء أسرة وأبناء صالحين· ولهذا، ينبغي أن تكون فتاة أحلامي متعلمة، واعية، من بيئة محافظة، ومن أسرة عربية متدينة تعرف حدود الله، قلبها كبير يمتلئ محبة لزوجها ولأبنائها، مطيعة تستطيع أن تشاركني متاعب الحياة وهمومها· فتاة الأحلام بالنسبة إلى إبراهيم ''تبقى سجينة الحلم، وهي صورة وهمية يرسمها الشاب في مرحلة عمرية معينة، وتبقى هذه الصورة في الذاكرة، فيما الواقع يفرض نفسه في النهاية''· أما فتاة أحلامه هو فيجب أن تكون ''جميلة، حنونة، طيبة، مطيعة غاية في الأدب، إلا أن الأمور لا تسير بهذه البساطة فهناك عادات وتقاليد ووجهات نظر مختلفة تحدد زوجة المستقبل وأم الأولاد، وعلينا ألا ننسى كلام الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ''فاظفر بذات الدين تربت يداك''·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©