الراتب يثير جدلاً ساخناً على صفحات الإنترنت

تشهد منتديات عدة على الإنترنت نقاشاً ساخناً حول راتب المرأة العاملة، وهل ينبغي أن تساهم في النفقة على البيت؟ وتنقسم الآراء بين مؤيد لفكرة مساهمتها في تحمل تكاليف ونفقات البيت مع الزوج، وبين معارض يعتقد أن راتب المرأة من حقها، وأن على الرجل أن يتكفل بتحمل مسؤولية البيت من الألف إلى الياء· ''دنيا الاتحاد'' تجولت بين هذه المنتديات ورصدت هذه الآراء: تقول ''مسافرة'' من موقع ''البنات'': ''إن المشاركة بين الزوجين مطلوبة في مختلف المجالات، فالظروف الحياتية وغلاء المعيشة، يفرضان على المرأة أن تعمل وتساهم في مصروفات الأسرة، ولكن هذا الأمر متروك للزوجة نفسها، فهي التي تقرر وتقدر حجم مساهمتها في المصروفات ومجالات هذا الصرف، لأن الرجل مكلف شرعاً الإنفاق على الأسرة وتلبية احتياجاتها المختلفة''· ويشاركها ''عضو خبير'' من منتدى ''لمعة'' الرأي، معتبراً أن ''مال الزوجة ملك لها وليس للزوج حق فيه''، مشيراً إلى أن ''الإسلام لا يجبر الزوجة على النفقة''، التي يراها ''من اختصاص الرجل''· ويستدرك قائلاً: ''إن رضيت الزوجة أن تساعد زوجها عن طيب خاطر فهذا من حسن العشرة، والحياة الزوجية هي حياة مشتركة بين الرجل والمرأة يتقاسمان فيها الأفراح والأحزان، فلا يعقل أن تكون المرأة في يسر وراحة ويكون زوجها في عسر ونكد''· أما ''أمولة'' من منتدى ''مجالسنا'' فتجد ''أن الكثير من النساء يقتحمن ميدان العمل لتثبت الواحدة أنها شريكة للرجل من ناحية، ولكي تقي نفسها شر الحاجة من ناحية أخرى، إذا ما حدث في حياتها أمر استثنائي كوفاة الأب المعيل أو طلاقها من زوجها، ولكن نجد بعض الرجال يتزوجون الموظفة من أجل الراتب الذي تتقاضاه''· وتذهب ''أمولة'' إلى أكثر من ذلك بقولها: ''الكثير من شباب اليوم عندما يتقدم أحدهم لخطبة فتاة يستفسر عن وظيفتها وراتبها، هل سحبت قرضاً من البنك أم لا؟!· بسبب الغلاء وظروف المعيشة وكثرة الأعباء، اضطر ''شمشون الخليج'' من منتدى ''شمس'' أن يعتمد على زوجة تساعده على مصروفات البيت، لذلك فإن أغلب الرجال، في رأيه، يفضلون الزواج من موظفة لكي تساعد على تدبير شؤون الأسرة المالية وتساهم في النفقة''· ويؤكد ''السهران'' من منتدى ''الروح'' أن ''راتب الزوجة موضوع شائك يحتاج إلى مناقشة وافية، فالزوجة تصرف غالباً على حاجاتها الكمالية، وقد تصرف جزءاً من الراتب على بيتها وأطفالها حسب الاتفاق بينها وبين زوجها''· وأحيانا قد يتفقان، والحديث للسهران، على أن يقوم الزوج بتدبير المصاريف الأساسية للبيت، وتتكفل هي بالرحلات والمطاعم وربما السفر· ويضيف: ''هناك بين النساء من تخشى غدر الزوج الذي يأخذ راتبها، ثم يتزوج بأخرى ويطرد زوجته الأولى من البيت، وتصبح كأنها لا طالت ''عنب الشام ولا بلح اليمن''· ''لا يجب أن يأخذ الرجل فلساً واحداً من المرأة''، هكذا بدأ ''عضو مشارك'' من منتدى ''أهل الجنوب'' مداخلته في الحوار الدائر، مفضلاً ''أن يكون راتب الزوجة لها وأن يتولى الزوج الإنفاق''· ويعلل هذا الموقف المتشدد بأن هذا قد يهين الرجل أمام أولاده، ويقول: ''لكي لا تقول إنها أعطتك وأنها عملت الكثير من أجل البيت، فأثناء المشاجرات الأسرية التي تحدث بين مختلف الأزواج تحاول الزوجة مضايقة الزوج أو العكس، فيجب ألا يعرض الزوج نفسه لمثل هذه المذلة ويتجنب مساعدة زوجته المادية مهما تتطلب الأمر''·