الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحرك جماهيري في جنوب السودان لترجيح الانفصال

تحرك جماهيري في جنوب السودان لترجيح الانفصال
11 يونيو 2010 01:06
أعلنت مجموعة من المنظمات المدنية الناشطة في جنوب السودان أنها ستعمل على تعبئة الشعب الجنوبي للتصويت لخيار الانفصال في الاستفتاء المقرر إجراؤه مطلع العام المقبل وتكوين دولتهم الجديدة في الجنوب. وأشارت خلال مسيرة هادرة نظمتها في جوبا عاصمة الجنوب إلى أن الوحدة مع الشمال لم تلب أشواق وطموحات الجنوبيين وأنهم يأملون في قيام دولتهم واستغلال ثرواتهم لتحقيق الرفاهية لشعب الجنوب الذي عانى ويلات حرب تعد الأطول من نوعها في أفريقيا. وخاطبت قيادات المسيرة التي انطلقت من استاد جوبا باتجاه ضريح مؤسس الحركة الشعبية الراحل جون قرنق الجماهير المحتشدة ومن بينهم وزراء في حكومة الجنوب وبرلمانيون من تشريعي الجنوب وطلاب وشباب الحركة الشعبية وعدد من المواطنين، مفندة محاسن الانفصال مطالبة بإعلان دولة جديدة في الجنوب، وأكدوا تسيير تظاهرات شهرية لتعبئة الجنوبيين في الولايات العشر للتصويت للانفصال. وهتف المشاركون في المسيرة “نعم للانفصال ولا للوحدة الظالمة”. وقالت لوشيا جيمس ملوال عضو منظمة “شباب انفصاليون” لـ”الاتحاد” في اتصال هاتفي إن الانفصال يحقق طموحات الجنوبيين في بناء دولتهم وفق مبادئهم ودينهم وتسخير ثروات الجنوب الغنية بالنفط والمعادن والأراضي الزراعية الخصبة والغابات الكثيف لرفاهية المواطنين، وان دعاوى التبشير بالانفصال ستتواصل حتى يتحقق الاستقلال. وقالت إن كل مساعي الشمال نحو الوحدة ستقابل بالفشل لقناعة الجنوبيين بأن الوقت قد أزف لتكوين دولتهم الخاصة. وأضافت أن زمن الحديث عن الوحدة بين شطري الوطن قد مضى، ونحن أمام مستقبل جديد في الجنوب يبدأ بالاستفتاء وبناء دولة حديثة بأيدي جنوبية ومساعدة الأصدقاء. وأكد رئيس شباب الاستوائية الوسطى فتيا سلامون لدى مخاطبته المسيرة أن الوحدة بين الشمال والجنوب لم تحقق للجنوبيين أشواقهم، وأنهم يتوقون لأن تكون السنوات المقبلة أفضل من سابقتها في ظل الدولة المستقلة. من جانبه، أكد ممثل المنظمات المدنية بالجنوب كارول اريقو أن خيار الجنوبيين هو الانفصال، وأنهم سيعملون من خلال المسيرات التي ستنظم شهرياً على الترويج لمحاسن ومكاسب التي يحققها الانفصال لشعب الجنوب ويحقق العدالة ويتيح الحريات. وطالب المجتمع الدولي والمنظمات المدنية بمساندة الجنوبيين لتحقيق خيارهم عند إجراء الاستفتاء، مشيراً إلى أنهم سيمارسون الضغط على برلمان الجنوب لإعلان الاستقلال من داخله حال تأخر إجراء الاستفتاء عن موعده. ومقابل النظرة التشاؤمية التي يسعى بعض الجنوبيين لبثها في أوساط العامة بالجنوب بهدف تشجيع مواطنيهم للتصويت لصالح الانفصال في الاستفتاء تنشط في المقابل بالشمال دعاوى الحفاظ على وحدة البلاد على أن تكون وحدة طوعية وتبنت عدد من المنظمات الحكومية والمدنية من بينها الاتحاد العام للمرأة السودانية برامج قوية في هذا الصدد. وقالت الأمينة العامة للاتحاد سارة اويجا إن الاتحاد سيكثف من نشاطه خلال الفترة القليلة المتبقية على زمن الاستفتاء لدعم خيار الوحدة بين الجنوبيين في الشمال والجنوب، مؤكدة أن غالبية الجنوبيين مع الوحدة. من جانبه، أكد د. محمد يوسف مصطفى القيادي بالحركة الشعبية أن الوحدة ممكنة بشرط أن يعترف الشريكان بالتعددية التي ستؤدي بهما إلى بر الأمان. ونفى ما يتردد بأن أعضاء الحركة متفقون على الانفصال وأضاف: الانفصال يعرض مكتسبات وحقوق نيفاشا الضخمة للضياع.وحسب محللين، فإن الانفصال يعرض السودان لخطر اقتصادي كبير. وقدر خبراء اقتصاديون جملة الفاقد الإيرادي حال انفصال الجنوب من الخزينة العامة بـ(6.7) مليارات دولار، أي بنسبة (33%) من إيرادات الخزينة العامة. وقال محافظ البنك المركزي الدكتور صابر محمد حسن إن انفصال الجنوب سيؤدي إلى فقدان إيرادات البترول بنسبة تفوق الـ(30%) من الحقول المنتجة في الجنوب، مشيراً إلى أن ذلك سيؤثر سلباً على نمو الاقتصاد ويمثل الفقدان نسبة (10%) من الناتج الإجمالي المحلي، وحذر من مغبة تقاعس الدولة عن اتخاذ إجراءات احترازية تفادياً لحدوث عجز في الموازنة. من جانب آخر، أكدت الإدارة الأميركية أنها ستعترف رسمياً بقيام دولة جنوب السودان حال ترجيح الجنوبين خيار الانفصال عن الشمال في الاستفتاء على حق تقرير المصير الذي يجري في يناير عام 2011. وأكد جون بايدن نائب الرئيس الأميركي خلال لقائه أمس الأول في كمبالا سلفا كير ميارديت زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان، النائب الأول لرئيس الجمهورية في السودان، رئيس حكومة جنوب السودان، دعم بلاده للدولة الوليدة والعمل على استقرارها، ودعا المجتمع الدولي إلى الاستعداد لنتائج الاستفتاء، مشدداً على ضرورة أن تكون نتائجه ذات مصداقية. وحث بايدن الجنوبيين أيضاً على أن يبدأوا على الفور محادثات مع حكومة الخرطوم لتسوية المسائل المرتبة على مرحلة ما بعد الاستفتاء مثل الحدود وتقاسم الإيرادات وحقوق المواطنين. وقال البيت الأبيض إن بايدن وعد بأن تواصل الولايات المتحدة تقديم المساعدة للجيش الشعبي “اعترافاً بالتهديدات الخطيرة للأمن التي يواجهها الجنوب”. من جانبه، قال باقان أموم أمين عام الحركة الشعبية في جنوب السودان في تصريحات عقب اللقاء إن لقاء سلفا كير وبايدن ناقش ما تم تنفيذه من اتفاقية السلام الشامل وإمكانات تنفيذ باقي بنودها، إضافة إلى القضايا العالقة خاصة الاستفتاء، مشيراً إلى تأكيدات بايدن لموقف أميركا الثابت بالعمل على إجراء الاستفتاء في موعده وتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاقية السلام الشامل. وأضاف أن الإدارة الأميركية أكدت تقديم دعمها والتزامها بالاعتراف بخيار الانفصال إذا كان ذلك ما ستفرزه نتيجة الاستفتاء. وتضمن اتفاق سلام وقع في 2005 لإنهاء حرب أهلية استمرت 22 عاماً -بين جنوب السودان الذي تسكنه غالبية مسيحية ووثنية وبين الشمال الذي يغلب المسلمون على سكانه- حكماً ذاتياً للجنوب وحصة في الإيرادات النفطية ومساراً إلى الاستقلال من خلال الاستفتاء.
المصدر: الخرطوم، نيروبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©