الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المتسولون الجدد في موريتانيا··· كلّ شيء مباح لزيادة الأرباح

المتسولون الجدد في موريتانيا··· كلّ شيء مباح لزيادة الأرباح
16 أغسطس 2008 23:42
تنمو أشكال التسول بشكل مخيف في موريتانيا· ويظهر ''المتسولون الجدد'' في صور متعددة وهيئات متنوعة· يرتدون أقنعة تخفي وجوههم الحقيقية وأغراضهم التي يبطنونها· ويتقمصون دور ممثل يخدع ضحاياه بمشهد تمثيلي يلعب فيه دور المحتاج الذي اضطرته الظروف إلى مد يده وسؤال الناس· وينقسم المتسولون ما بين الهواية والاحتراف، فبينما يقوم البعض بكسب قوته اليومي من هذه الممارسة بسب الفقر والحاجة، يتفنن البعض الآخر في التسول للحصول على أموال كثيرة يدرها الاستجداء من خلال اختلاق نماذج عديدة من فن التسول ووضع علامات على الجسد كعلامة جراحة أو إحداث عاهة· سعاد المحمدي (ربة بيت) واحدة من الضحايا الذين تعرضوا للنصب وسقطوا في شراك متسولين محترفين، فقد صادفت فتاة داخل حافلة للنقل كانت تتنقل بين المقاعد توزع أوراقاً على ركاب الحافلة، وصفت فيها معاناة أخوات قاصرات يعشن مع والدتهن المريضة بعد أن توفي الوالد وتركهن بلا معيل· لم يتردد أحد من الركاب في إعانة الفتاة، ثم جمعت الأوراق مجدداً وغادرت الحافلة· وبعد أيام تسللت نفس الفتاة الى مطعم يملكه زوج سعاد، وكانت هذه المرة تحمل رضيعاً ملأ صراخه أرجاء المطعم، وراحت تنتقل بين الطاولات مستعطفة الزبائن منحها مالاً لتشتري حليباً لرضيعها، ولم تتحمل سعاد أن ترى غيرها يقع ضحية ''الممثلة المتسولة'' فطلبت منها الجلوس لتناول الطعام وهاتفت الشرطة، التي تولت التحقيق مع الفتاة ووجدت أنها مطلوبة في قضايا نصب واحتيال وسرقة· إبراهيم محمد الأمين (موظف) ضحية أخرى لهذا النوع من التسول، يروي: ''دخل رجل في بداية الثلاثينات مقبول الشكل إلى مقهى مكتظ بالناس· وعندما اطمأن على مسرح عمله، توسط البهو وانطلق في شرح معاناته على جمهور الحاضرين الذين تركوا ما كانوا غارقين فيه من دردشات وقهقهات ليتابعوا المشهد الأليم· ورفع قميصه الى منتصف بطنه كاشفاً عن ضمادات مشبعة بالدم، مدعيا أنه أجرى عملية جراحية استنزفت كل مدخراته ومازال في حاجة إلى عملية أخرى لا يملك ما يكفيه لإجرائها''· ويؤكد إبراهيم: ''أغلب الزبائن تصدقوا على الرجل فغادر المقهى راضياً· وبعد ستة أشهر صادفته في ساحة عمومية يستجدي عطف الناس لمساعدته على علاج حروق بظهره وبطنه، حينها أدركت الفخ الكبير الذي وقعت فيه''· ويقول محمد ولد العابد (أستاذ علم الاجتماع): ''إن ظروف البطالة وقلة فرص العمل الكريم الذي يصون كرامة الفرد، دفع هؤلاء المتسولين الجدد إلى الاجتهاد في إبداع أشكال جديدة للتسول لم تكن معهودة من قبل· ويحاولون إتقان الظهور في تلك الشخصيات ويتدربون على فنون الخداع، ويتشبعون بأساليب المكر والتحايل ليكسبوا رزقهم اليومي من خلال الإيقاع بالضحايا في شباك صيدهم''· ويؤكد الباحث أن ''أنماط التسول الجديدة عديدة منها ظهور المتسول الجديد في صورة عابر سبيل يحتاج إلى من يعينه على العودة إلى بلده وذويه، أو في صورة مريض يحتاج إلى العلاج والمتابعة الطبية، أو سجين مظلوم سجن ظلماً وتم إطلاق سراحه صباح هذا اليوم ويريد أن يلتحق بعائلته ولكنه لا يملك ثمن تذكرة السفر، كما قد يتحالف المتسولون ليشكلوا جماعة تطلب عون المسلمين ومساهماتهم في الإعداد لجنازة ميت وهمي''·
المصدر: نواكشوط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©