السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رشيد الخيون.. ضد الأتاتوركية في بغداد ومع العلمانية!

رشيد الخيون.. ضد الأتاتوركية في بغداد ومع العلمانية!
26 أكتوبر 2009 01:13
لم يدر بخلد، المؤرخ والكاتب العراقي الدكتور رشيد الخيون، الذي سيلقي محاضرة اليوم في مجلس الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أنه حينما خرج من العراق الأرض، سيجد نفسه في العراق التاريخ، عبر أبحاثه المتعددة التي استطاع من خلالها أن يجمع بين النقد الفكري والسبر التاريخي، فهو صاحب وجهة نظر في التاريخ قوامها أنه لا يعتمد على اتباع المناهج وإنما على ابتكار طرق ومناهج جديدة تساعد على فهم الحالة العراقية بشكل أعمق. ولد رشيد الخيون خبير الأديان والمذاهب في العراق في بداية خمسينيات القرن الماضي، وهو يرى أن الماضي ليس شراً، بل يعتبر الماضي موضع تفاؤل بالنسبة له كمؤرخ، فهو القائل: “ما زلت مطمئناً إلى إنجازات العراق التاريخية النادرة، في زمن كان العالم لايقرأ ولا يكتب، وفي زمن لم تكن العجلة تدور فوق شوارع أوروبا، ولا نيوتن اكتشف الجاذبية بعد حينما تجادل معتزلة البصرة وبغداد حول جاذبية الأرض، واستخدموا التفاحة مثلاً أو نموذجاً، كان ذلك في القرن الرابع الهجري، أو العاشر الميلادي. كذلك مطمئناً إلى أن شهرة ابن خلدون، المؤرخ المغربي، وقيل الحضرمي منحدراً، بنيت على رسائل إخوان الصفا، وهم الجماعة البصرية المعروفة. لهذا كتبت أكثر من مرة بأني متفائل بالماضي”. لم يبتعد الدكتور الخيون، عن تشخيص الوضع العراقي بعد انهيار نظام صدام حسين، بل تتبع تفاصيل تحولات السياسة في العراق، عبر مقالاته في الشرق الأوسط ثم في جريدة الاتحاد، ولديه الكثير من الآراء التي أطلقها متكئاً على وعيه بالتاريخ، من أبرزها: استحالة تطبيق نموذج أتاتورك في العراق، معللاً الاستحالة بظروف الواقع الاجتماعي في العراق، لكنه لا يقف ضد العلمانية بل يرى أنها هي الحل بالنسبة للعراق، مستدركاً: “العلمانية لا يمكن أن تغرس بالقوة وإنما تغرس عبر تمتين الحياة البرلمانية والفعل الديمقراطي الحر”. استطاع في كتابه الثري “الأديان والمذاهب في العراق” والمطبوع عام 2003 أن يدرس شخصية الإنسان العراقي، بل ويقارب طابع العنف المرتبك بتاريخ العراق طوال مراحل متعددة من التاريخ، وأخذ على عاتقه إحياء تراث مدرسة المعتزلة العقلانية، بل يصر الخيون على أن المعتزلة هم أول الذين استطاعوا تقديم الفلسفة اليونانية وهضمها وطرحها عن طريق الطروحات الإسلامية. الخيون الذي سيكون ضيف مجلس الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هذا اليوم متحدثاً عن التسامح في التراث الإسلامي، مؤرخ انشغل بحالات العرب وتحولات مجتمعات الإسلام طوال نصف قرن، زاده التأريخ، وأدواته التراث، وأمله أن يرى أمته في مستقبل أفضل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©