لطيفة آل مكتوم تقفز إلى التأهيلية الثانية

أمام أكثر من 15 ألف متفرج من عشاق ومحبي رياضة النبل والذكاء المثيرة امتلأت بهم مدرجات ميدان نادي الفروسية الأولمبي بمنطقة شاتين في هونج كونج التي تعيش أروع أيام الفروسية، وبحضور حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي سمو الأميرة هيا بنت الحسين رئيسة الاتحاد الدولي للفروسية وعضو اللجنة الأولمبية الدولية، وممثلي اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين أقيمت منافسة القفز التأهيلية الأولى بمشاركة 77 فارساً وفارسة يمثلون نخبة فرسان قفز الحواجز في العالم وقدموا فيها خلاصة ما يمتلكون من الخبرة والإبداع والعرض الرفيع· وقدمت فارسة الإمارات الشيخة لطيفة آل مكتوم على صهوة جوادها '' كلاسكا '' عرضا من الأداء المتزن في أول مشاركة لها بالأولمبياد أمام هذا الحضور الكبير، الذي تفاعل مع أداء الفارسة وحياها أكثر من مرة، ودفع وسائل الإعلام الرياضي العالمي بشتى صنوفها لملاحقتها بالسؤال والاستفسار عن مسيرتها وطموحاتها من المشاركة· وعودة إلى أجواء المنافسة فقد تمكنت الفارسة الشيخة لطيفة آل مكتوم (رقم23) من تجاوز أول ثلاثة حواجز وإن كانت قد أبطأت سرعة اندفاع '' كلاسكا ''، بعد الحاجز الثاني، مما أضاع عليها بعض الوقت كلفها 3 نقاط جزاء، وتعثر أداؤها عند الحاجز الرابع لتسجل عليها 4 نقاط جزاء، واصلت بعدها الأداء كما يجب أن يكون، ثباتا وحضورا إلى أن وصلت الى الحاجز العاشر وبخطأ صغير ارتكبته سجل عليها 4 نقاط جزاء أخرى ليصبح مجموع الجزاءات 11نقطة(4+4+3)، كانت كفيلة بنقلها إلى المركز(61) وشاركها فيه اثنان من فرسان السعودية، هما الأمير فيصل الشعلان بالجواد '' ويدو '' ومواطنه ايضا كمال باحمدان بالجواد '' ريفال''· ومن المكتسبات الإيجابية لمشاركة الفارسة لطيفة في هذه المنافسة أنها نجحت بجوادها '' كلاسكا '' في اجتياز أعلى الحواجز على ارتفاع 160سم في أول مرة يشارك فيها على مثل هذا الارتفاع في مسيرته، وأيضا احتلالها المركز الثالث على مستوى الفرسان العرب المشاركين في الأولمبياد بعد الفارس السعودي رمزي الدهامي بالجواد '' الله جابك '' الذي حلّ في المركز28 بأداء نظيف ونقطتي جزاء لتجاوزه الزمن الممنوح، والفارس الأمير عبد الله بن متعب بالجواد '' أوبلكس '' في المركز56 بمجموع 10 نقاط جزاء لهدمه حاجزين وتجاوزه الزمن(8 + 2)، وسبقت الفارس الأردني ابراهيم بشارات بالجواد '' سمسم '' وحل في المركز 71 نتيجة 19 خطأ (16+3)، والفارس المصري كريم الزغبي بالجواد '' علاء الدين '' وجاء في المركز قبل الأخير وهي نتيجة لا تشبه هذا الفارس القدير أبدا، والفرصة متاحة اليوم أمامهم جميعا لتعديل الأوضاع في التأهيلية الثانية· ولوحظ قبل المنافسات تأثر الفارس المصري كريم الزغبي بإصابة في قدمه إلا أنه طمأننا عليها وقتها ولكن يبدو أنها قد أثرت على أدائه خاصة وأن الزغبي كان صاحب أفضل الحظوظ وهو الفارس المشارك رقم(74) مما يعني أن الفرصة كانت سانحة أمامه لكشف الكثير من أسرار الميدان ووضع خطة أدائه على أساس الاستفادة من تجارب كل الفرسان الذين شاركوا قبله· وقد ذهبت صدارة مراكز المنافسة التأهيلية الأولى إلى السويسرية كريستينا ليبهر، وكان طابع اللقاء التنافس القوي والمثير ويدل على ذلك أنه اشترك في التعادل على مركزها الأول فقط 13 فارسا وفارسة، من بعدهم مباشرة تزاحمت مجموعة أخرى قوامها 14 فارسا وفارسة على المركز التالي، ونالوه بالاشتراك أيضا وعلى كل واحد منهم نقطة جزاء واحدة فقط بسبب تجاوز الزمن الممنـــوح، وهذا يعـــني أن أكثر من ثلث الفرسان المشاركين تســـيدوا المركـــزين الأول والثاني وتنافسوا عليهما بقوة بجياد أولمبية حتى الحاجز الأخير· الأميرة هيا: نعتز بتواجد فروسية الإمارات بالرغم من أعبائها الجسام في هذا الحدث العالمي المهيب لم تضن علينا سمو الأميرة هيا بنت الحسين، رئيسة الاتحاد الدولي للفروسية وعضـــو اللجنـــة الأولمبــية الدولية بالتعليق على مشاركة فارســـة الإمارات الشيخــة لطيفة آل مكتـــوم في الأولمبيـــاد، حيـــث قالـــت: أسعدتنا مشاركة الفارسة الشيخة لطيفة آل مكتوم في أولمبياد بكين2008 وفي مشاركتها فخر واعتزاز للفروسية العربية عامة والإمارات خاصة، ولهذه المشاركة معانيها الكبــيرة، ونأمــل أن توفـق خلالها الى أبعد مدى· وكانت سمو الأميرة هيا على رأس مهنئي الفارسة الشيخة لطيفة عقب إتمامها المشاركة في الجولة التأهيلية الأولى ومغادرتها الميدان في لفتة طيبة من فارسة إلى فارسة· فارستنا راضية عن الأداء أعربت الفارسة الشيخة لطيفة آل مكتوم عن رضاها بمستوى الأداء والعرض الذي قدمته في هذا الحدث الرياضي المشهود وقالت: أنا عند رأيي الذي أوضحت فيه أنه لو قدر لنا اتمام جولة المنافسة أكون راضية، وبحمد الله أنجزت بالجواد ''كلاسكا'' مهمة اتمام (الكورس) على نحو ما شاهدتم وتابعتم علما بأن المهمة لم تنته بعد ونحن نركز في هذه المرحلة على استمرارية العمل وبذات الجهد·