خورشيد حرفوش (القاهرة)
شهية الطفل وعلاقته بالطعام شكوى عامة، يندر أن نجد أماً لا تشتكي من ضعف شهية طفلها، أو رفضه لأصناف كثيرة من الطعام ضرورية للغاية في تلبية متطلبات نموه، ولا سيما خلال سنوات طفولته التي تحتاج قدراً معقولاً من التكامل والتوازن الغذائي لجميع العناصر الأساسية المعروفة في الطعام. ومن المؤكد أن هناك أسباباً عديدة تجعل الطفل صعب الإرضاء.
وأوضحت الدكتورة بشرى المسيري، اختصاصية التغذية بمعهد بحوث الغذاء بالقاهرة - للأمهات، «عشر حقائق» مهمة عن الغذاء الأمثل الذي يلبي احتياجات نمو الطفل:
1 - البروتينات المادة الرئيسة لبناء جسم الإنسان ومكونات أعضائه المختلفة، ويضاف إليها المعادن الضرورية لنمو العظام. فالمواد الغذائية الطبيعية تحتوي على البروتين الحيواني، خاصة اللحم والدجاج والسمك والبيض والحليب ومشتقاته. أما البروتينات النباتية فهي موجودة في بعض الحبوب كالمكسرات، والقمح الصافي، والفاصوليا والبقوليات، لكنها بروتينات «غير كاملة» تكمل البروتينات الحيوانية وتعزز من فوائدها، لكن لا تسد النقص فيها على الإطلاق.
2 - تلعب المعادن دوراً جوهرياً في بناء كل جزء من أجزاء الجسم، وتمكنه من القيام بوظائفه الفسيولوجية. فصلابة العظام والأسنان مثلاً، تعتمد على وجود عنصري الكالسيوم والفوسفور، كما أن المادة الموجودة في خلايا الدم الحمراء، والتي تحمل الأوكسجين إلى جميع أجزاء الجسم تحتوي على الحديد والنحاس، فضلاً عن اليود الضروري لعمل الغدة الدرقية.
3 - جميع الأغذية الطبيعية غير المصنعة «الفاكهة، الخضراوات، اللحوم، الحبوب، البيض، والحليب» تحتوي على مجموعة جيدة وقيمة ومتنوعة من المعادن، لكنها تفقد جزءاً كبيراً من خواصها بطهوها لمدة طويلة في الماء، خاصة الكالسيوم والحديد واليود.
4 - الفيتامينات مواد لها طبيعة غذائية وكيميائية خاصة للغاية. ويحتاجها الجسم وبكميات صغيرة ومحددة، كضرورة حتمية حتى تستطيع تلك الأعضاء والأجهزة أن تقوم بوظائفها جيداً. والفيتامينات بمثابة نقطة «الزيت» الذي يحتاجها محرك الوقود لشعلة صغيرة، أو «شرارة» كهربائية لكي يبدأ العمل.
5 - جسم الإنسان يتكون 60% منه من الماء، ولا يستطع الاستمرار على حيويته دونه، ونقصه يسبب عواقب صحية وخيمة قد تنتهي باستمرارها إلى الموت. لذا ينبغي أن يتناول الطفل كمية مناسبة من الماء لمرتين أو ثلاث مرات بين الوجبات يومياً، وتزداد الكمية صيفاً مع ارتفاع درجتي الحرارة والرطوبة.
6 - المواد النشوية والسكرية والدهون «البروتينات» هي الوقود الفعلي الذي يحترق «بالهضم والتمثيل الغذائي والامتصاص» كي يتحرك جسم الإنسان وينمو. لذا فإننا بحاجة دائمة إلى تناول الطعام كلما شعرنا بالجوع عندما ينتهي الجسم من حرق وامتصاص كمية الوقود التي زود بها في وجبة ما.
7 - عندما يتناول الطفل أو الإنسان بشكل عام من المواد الدهنية والسكرية والنشوية والبروتينية أكثر مما يحتاج إليها ليستعملها وقوداً للجسم، فإن القسم الفائض من هذه المواد يتحول إلى شحوم تختزن تحت الجلد، فتحدث البدانة «السمنة» ويزداد وزنه. وعندما يتناول من الغذاء «الوقود» كميات قليلة أو يجوع طويلاً، فإن الجسم يستهلك من بعض ما يختزنه من تلك الشحوم، فينقص وزنه، لكن بنسب وقابلية متفاوتة.
8 - تقاس القيمة الوقودية للغذاء بما يسمى «السعرات الحرارية»، وهي الطاقة اللازمة للبناء والحركة. فالماء والمعادن مثلاً ليس فيهما سعرات حرارية، أي أنهما خاليان من الوقود أو الطاقة. أما الدهون والبروتينات والنشويات والسكريات «الكربوهيدرات» فهي غنية بها.
9 - يعتبر فيتامين «د» أهم الفيتامينات التي يحتاجها جسم الطفل لنمو العظام والأسنان لأنه يساعد الدم على امتصاص الكالسيوم والفوسفور من المواد الغذائية الأخرى التي يتناولها.
10 - الأنسجة الليفية الموجودة في الخضراوات والفاكهة والحبوب مهمة للغاية في تنظيم عملية الهضم عند الطفل عندما يصل إلى سن ثلاث سنوات تقريباً، وتعتبر لأهميتها قسماً من محتويات الأمعاء التي تسهل عملها وحركتها.
عدد اليوم
