الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الرياضة الخليجية تكتفي بـ الفرجة في أولمبياد بكين

الرياضة الخليجية تكتفي بـ الفرجة في أولمبياد بكين
17 أغسطس 2008 00:00
مع اقتراب أولمبياد بكين من الختام فإن المشاركة الخليجية في الدورة لا تزال تسجل غيابا عن قائمة الميداليات، ومعظم الرياضيين الخليجيين يغادرون حلبات المنافسة من المحطات الأولى· وبشكل عام فإن المشاركة الخليجية في الدورات الأولمبية تميزت بتسجيل حضور متواضع، ولا يبدو أن بكين سوف تشذ عن هذه القاعدة على الرغم من الآمال التي كانت موضوعة في البداية· من الناحية التاريخية فإن حلاوة فوز الخليجيين بالميداليات تأخرت حتى أولمبياد برشلونة والذي شهد فوز القطري محمد سليمان بالميدالية البرونزية في سباق 1500 متر، كما أن دولا خليجية مثل السعودية والكويت لم تعرف طريق الميداليات، إلا في المشاركة الأخيرة في سيدني حيث حققت السعودية ميداليتين والكويت ميدالية· ومثلما كان أولمبياد سيدني هو أفضل أولمبياد مر على العرب حيث شهد تحقيق 14 ميدالية، منها ذهبية و3 فضيات وعشر برونزيات، فإنه في نفس الوقت كان أفضل أولمبياد على دول الخليج أيضا حيث حققت لأول مرة أربع ميداليات دفعة واحدة، وهو رقم يفوق بكثير ما حققته طوال تاريخها في الدورات السابقة· وجاء انجاز الشيخ أحمد بن حشر في أولمبياد أثينا ليسجل أكبر انتصار للرياضة الخليجية بالحصول على ذهبية الدبل تراب وهي أول ذهبيه يحققها خليجي على المستوى الأولمبي· وبعد ذهب أثينا توقع البعض أن يكون ذلك الإنجاز فاتحة خير ويساهم في زيادة الاهتمام بالألعاب الفردية في دول المنطقة بعد أن اختبر الجميع معنى الحصول على ميدالية ذهبية، لكن جاء أولمبياد بكين ليبدد هذه الصورة الوردية ويعكس أن الواقع أمر مختلف عن عالم الأحلام· إذا: لماذا هذا الغياب وعدم القدرة على المنافسة في أولمبياد بكين ؟ كان هذا هو السؤال الرئيسي للاستطلاع والذي طرحناه على جميع المشاركين، وكانت البداية مع الشيخ سعود بن عبدالرحمن أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية الذي قال: الأسباب كثيرة ومتنوعة ولا يمكن أن نسردها بسرعة لكن إذا أردنا أن نختار أسبابا رئيسية فإن قلة عدد السكان بالتأكيد وبالتالي قلة المواهب الرياضية نظرا لمحدودية القاعدة الرياضية تلعب دورا مهما في الحد من القدرة الخليجية على المنافسة في الأولمبياد · أضاف: علاوة على ذلك وكما يعرف الجميع فإن الأولوية في كل دول المنطقة تنصب على الكرة والتي تحظى بكل الاهتمام والتركيز فيما يقل الاهتمام بالألعاب الفردية على الرغم من أنها ألعاب أولمبية بالإمكان أن تصل بك في يوم من الأيام إلى تحقيق نتائج على المستوى العالمي· ومضى الشيخ سعود: مثل هذا الواقع يفرض محدودية القدرة على المنافسة في الأولمبياد ويفرض علينا مجموعة من الحقائق، على رأسها أننا نحتاج إلى وقت طويل من أجل الحصول على مواهب تستطيع الفوز في الدورات الأولمبية، والنتائج حتى الآن لم تكن حاضرة بالنسبة لدول المنطقة لكن كل ما نتمناه أن يتحسن الوضع في بقية أيام الأولمبياد ونحقق بعض الإنجازات الخليجية والعربية في الأولمبياد· ويضيف إبراهيم عبدالملك أمين عام اللجنة الأولمبية الوطنية، أمين عام الهيئة العامة للشباب إلى العوامل التي تناولها الشيخ سعود عوامل أخرى تساهم في ضعف التواجد الخليجي في الدورات الأولمبية بقوله: إذا نظرت إلى جميع الدول المتقدمة ستجد أن جميع هذه الدول تنظر إلى الرياضة باعتبارها قطاعا أساسيا من القطاعات العامة مثل الصحة والتعليم وبالتالي فإن درجة الاهتمام مختلفة تماما عن النظرة الموجودة لدينا، وهذا الوقع يتسبب في ظهور هذه الفروقات التي نراها في الدورات الأولمبية، حيث لا تستطيع رياضتنا الاقتراب والمنافسة في كثير من الألعاب لأن الفارق فيها هائل ولا نملك بمنتهى الصراحة القدرة على التقليل منه· أضاف: طالما استمر نفس الوضع فإن ما يحدث في أولمبياد بكين من ضعف قدرة الرياضة الخليجية على المنافسة سوف يستمر في الدورات الأولمبية القادمة لأن أسلوب العمل الحالي لا يمكن أن يؤدي إلى أي تغيير· تكوين جسماني وإذا كان البعض يرى أن الأسباب علمية بحتة وتتعلق بالتكوين الجسماني والذي يلعب دورا حيويا في مساعدة بعض الرياضيين على حساب الآخرين في حسم المنافسات وتحديد الأبطال فإن إبراهيم عبدالملك يقول: لا شك أن التكوين الجسماني يعب دورا هاما في بعض الألعاب وهناك دول تستفيد من هذه النقطة ودول أخرى لا يتمتع رياضيوها بالتكوين الجسماني المناسب، لكن في كل الأحوال، التكوين الجسماني وحده ليس كافيا لتحقيق النتائج، والمهم البيئة التي تتوفر للرياضي كما أن بعض الألعاب يكون دور التكوين الجسماني فيها محدودا· ويضيف: في تقديري أن أكثر الرياضات التي تناسبنا والتي يجب أن نوليها اهتماما أكثر في الفترة القادمة هي الرياضات التي لا تعتمد على التكوين الجسماني فقط وتدخل فيها الآلة مثل الرماية والشراع على سبيل المثال لأن التجارب أثبتت أننا نملك فيها فرصة أفضل في المنافسة· أوضاع سياسية بكين (د ب أ) - أكد سهيل خوري رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية أن الأوضاع السياسية في لبنان لم تساعد بعثة بلاده على الإعداد الجيد للدورة مشيراً إلى أن الرياضة لم تعد للهواة وإنما أصبحت صناعة تحتاج للإعداد الجيد والامكانيات· وقال خوري إن الهدف من المشاركة في أولمبياد بكين هو تحسين الأرقام خاصة وأن البعثة اللبنانية تشارك في الدورة الحالية بستة لاعبين من بينهم لاعبان اثنان في ألعاب القوى ومثلهما في السباحة ولاعب في الجودو وآخر في الرماية وجميعهم يشاركون بدعوات وليس من خلال التأهل عبر التصفيات· وأضاف إن وضع الرياضة في لبنان أصبح بائساً في السنوات الأربع الأخيرة فالبلد كله ''كما يقولون على كف عفريت·· لا حكومة ولا رئيس·· ولا رياضة''· وأوضح أن الرياضيين اللبنانيين لا يتمتعون بأي تحضير أو إعداد حيث يحتاجون إلى التفرغ وهو ما يفتقده اللاعبون والمدربون على حد سواء بل إن البعثة اللبنانية المشاركة في الأولمبياد الحالي كلها من المتطوعين وهو ما لا يجوز ولذلك يجب التفكير العميق في تحسين هذا الوضع البائس· وعن التنظيم في الدورة الحالية أشاد خوري بالتنظيم الرائع لبكين وهو ما يؤكده جميع المسؤولين الذين التقى معهم في باقي البعثات المشاركة· وأشار أن أولمبياد بكين حدث كبير ورائع أبهر الجميع· وقال إن البعثة اللبنانية ليس لديها أي مشاكل في بكين وإن تخوفت نسبيا في بداية إقامتها بالعاصمة الصينية بسبب اللغة وأمور أخرى مثل طبيعة الحياة والتعامل مع الصينيين ولكن سرعان ما وجدت البعثة كل شيء على ما يرام لأن التنظيم في أعلى مستوياته والمنظمين يوفرون كل شيء في الوقت المناسب· عبدالحميد العطار: الأسلوب العشوائي لا يمكن أن يقودنا إلى إنجازات تحتاج نقطة التكوين الجسماني وأثره على الإنجاز الرياضي إلى متخصص ليدلي بدلوه حول هذه النقطة ومعناها وأهميتها، ومن بين أعضاء البعثة كان الدكتور عبدالحميد العطار طبيب وفد الإمارات في الأولمبياد، الهدف الصحيح للحديث في هذه القضية، حيث أكد أنه من الناحية العلمية البحتة فإن التجارب والدراسات أثبتت أن رياضيي بعض المناطق الجغرافية في العالم يتمتعون بصفات وجينات لا تتوفر لغيرهم وهذه الصفات تنعكس بالإيجاب عليهم خلال المشاركات الرياضية· أضاف: أشهر هذه الدراسات خاصة بالعدائين، ومن خلالها وضعت خريطة خاصة للأماكن التي تخرج أفضل لاعبي الجري، وحسب الخريطة فإن دول شمال أفريقيا وكينيا وأثيوبيا تعتبر الحزام العالمي لتخريج أفضل العدائين في العالم وهو ما يحدث بالفعل على أرض الواقع حيث تجد أن أفضل النتائج في معظم مسابقات الجري المختلفة تتحقق على يد هؤلاء اللاعبين· وقال: إذا نظرنا إلى الوضع عندنا فإن الواقع يؤكد أننا لا نتبع الأساليب العلمية مطلقا في إعداد رياضيينا وبالتالي لا توجد أسس علمية يمكن أن نقيس عليها ونحدد الرياضات المناسبة من غيرها والأهم من ذلك نفتقد معايير القياس المناسبة والتي يمكن أن نقيس بها درجة التقدم الرياضي وتطوره· واستطرد: قد يكون مثل هذا الكلام غريبا على وسطنا الرياضي لأن الجانب العلمي فيه مهمل لكن هذه هي اللغة السليمة والمتبعة في الدول التي تملك رياضة حقيقية وهي اللغة التي يجب أن نستخدمها إذا أردنا ألا نكتفي بالتواجد في الدورات الأولمبية والبطولات الدولية· ويواصل حديثه: العشوائية لا يمكن أن تقودك إلى المنافسة وتحقيق الإنجازات على أي مستوى، ولا بد أن تكون هناك مراكز متخصصة لانتقاء اللاعبين والإشراف على تدريباتهم وتغذيتهم واتباع آخر ما توصلت إليه العلوم في المجال الرياضي للمساعدة على تطورهم· محمد الخاجة: المشكلة عامة ولا تقتصر على دول المنطقة مما توصلنا إليه خلال هذا الاستطلاع السريع أن قائمة أسباب عدم قدرة الرياضة الخليجية على المنافسة طويلة ومتشعبة ولعل معظمها يتفق على نقطة جوهرية وهي أن الرياضة الخليجية بشكل عام تراوح مكانها ولا تتطور كما يفعل الآخرون بدليل أن معظم الأرقام المسجلة هي في الواقع أرقام ليست أفضل حالا من الأرقام المسجلة قبل سنوات· وحول هذه النقطة يقول محمد الخاجة مدير وفدنا الرياضي: في البداية حالة الضعف العامة وعدم القدرة على المنافسة لا تقتصر على الدول الخليجية ولكنها حالة عامة تعاني منها جميع الدول العربية· أضاف: إذا نظرت إلى قائمة الميداليات فإنك ستكتشف أن نتائج المشاركة العربية هزيلة ولا ترتقي إلى حجم هذه الدول، ولعل نفس الأمر ينطبق على الكثير من الدول الأخرى في العالم ومنها دول آسيا، باستثناء الصين وبعض الدول الأخرى القليلة، فمعظم الدول الآسيوية لا وجود لها في جدول الترتيب على الرغم من أن البطولة تقام هذه المرة في قلب القارة الآسيوية· ومضى الخاجة: إذا أردت الحديث عن نجومنا في الرماية على سبيل المثال فإن الشيخ سعيد آل مكتوم والشيخ أحمد بن حشر يعملان وفق قدراتهما واجتهاداتهما الذاتية، بينما تجد في الدول المتقدمة التفوق الرياضي يأتي نتيجة عمل مؤسسي متكامل من ملاعب ومنشآت ومراكز تكوين وخطط إعداد دائمة وهو الأمر الذي نفتقده في رياضتنا· ناصر العطية: ما يحدث طبيعي في ظل سيطرة الكرة على كل شيء أحد الأسباب المهمة يكمن في قلة عدد السكان وبالتالي قلة عدد القاعدة الرياضية والتي يمكن عن طريها اكتشاف المواهب· ويتفق مع هذه النقطة النجم القطري ناصر العطية الذي اختتم بالأمس مشاركته في رماية الإسكيت بالخروج من المرحلة الأولى من المنافسات وهي نتيجة أقل من التي حققها النجم الخليجي في نفس المسابقة قبل أربع سنوات حيث جاء وقتها في المركز الرابع وفصلت طلقة واحدة بينه وبين الحصول على الميدالية البرونزية· العطية الذي التقيناه في وقت سابق قبل بدايات المنافسات، قال: أتمنى أن تأتي المشاركة الخليجية والعربية في هذه الدورة أفضل حالا من الدورات السابقة لكن في كل الأحوال علينا التعامل مع الطموحات بواقعية· أضاف: بشكل عام الاهتمام بالرياضة في دول المنطقة ينصب بالدرجة الأولى على كرة القدم فيما لا تحظى الألعاب الفردية بنفس الدرجة من الاهتمام وذلك على الرغم من أن الألعاب الفردية هي السبيل للمنافسة في الدورات الأولمبية· وقال: إذا تحدثت عن دولة قطر فإن الجميع يعرف أن عدد السكان محدود وفي نفس الوقت القاعدة الرياضية محدودة إذا تمت مقارنتها بدول أخرى في العالم ولا شك أن هذه النقطة لها تأثير مباشر في قلة عدد المواهب· وحول نقطة الإمكانيات حيث يرى الكثيرون أن الدول الخليجية لا تعوزها الإمكانات لإعداد رياضييها بالشكل الصحيح والذي يرتقي إلى المعايير الدولية، يقول العطية والذي يشارك في الأولمبياد للمرة الرابعة: هذا صحيح، الإمكانات في دول الخليج موجودة ومتوفرة وهناك إنفاق كبير على الرياضة لكن هذا الإنفاق يتركز على جانب واحد يتعلق بالكرة ولا يشمل الألعاب الفردية والتي ينالها جزء محدود مقارنة بما تحصل عليه الكرة·
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©